شهدت أسواق السلع حظوظا متباينة خلال الأسبوع الماضي مع تراجع مؤشر داو جونز يوبي اس للسلع خسارة للأسبوع الثاني على التوالي. وذلك على خلفية مخاوف اقتصادية.
وذكر التقرير الأسبوعي لبنك ساكسو أن الأسواق تتوقع التعافي جراء التفاؤل الناشئ من أن الصين والولايات المتحدة الأمريكية بصفتهما الاقتصادين الأكبر عالميا قد أظهرا علامات تحسن حسب معطيات وحقائق حديثة؛ إلا أن عدم إمكانية التأكد من النمو في الصين وتجدد المخاوف بشأن عمليات إنقاذ اليونان كلها إلى جانب التقرير الأمريكي القوي حول العمل قد دفعت اليورو إلى المزيد من الهبوط ولم تسمح باستخلاص أي بيانات متعلقة بالاقتصاد الكلي.
وقال التقرير: بعد إعصار ساندي تترقب أسواق مجموعة من الأحداث خلال الأسابيع القادمة، مما قد يساعد على تحديد نسق ما تبقى من العام 2012.
وقال أول س هانسن كبير استراتيجيي السلع في بنك ساكسو: بدأ الأثر المباشر لإعصار ساندي على أسواق السلع بأسعار البنزين التي ارتفعت بسبب عودة التركيز على المستويات المتدنية أساسا للمخزون في نيويورك. إلا أن السباق لم يدم طويلا بسبب انخفاض الطلب ونجاة مصافي البترول من الدمار واستعدادها لاستئناف الإنتاج.
وأضاف: انتهت عطلة الأسبوع بمسألة أكثر إيجابية في الولايات المتحدة بعد الحدث الثاني المتعلق بتقرير العمل لشهر أكتوبر. حيث تجاوز عدد فرص العمل المستحدثة في شهر أكتوبر التوقعات وأسهم في ارتفاع أسعار الأسهم والدولار إلا أنه دفع أسعار الذهب إلى الهبوط. ويتحول التركيز في أسواق السلع حاليا إلى انتخابات الرئاسة الأميركية في ظل توقعات نتائج متباينة وغير محسومة.
وقد أدى تعامل الرئيس أوباما مع تداعيات إعصار ساندي وتقرير تحسن فرص العمل إلى تمكين الرئيس أوباما من إحراز تقدم طفيف على خصمه رومني لكن بمجرد انتهاء الانتخابات فإن التركيز المباشر للأسواق والمستثمرين سوف يتحول إلى قضايا متعلقة بالمنحدر المالي الذي يبدو مهما في شهر يناير والذي سوف يؤدي إلى ابتلاع قسم كبير من نمو الولايات المتحدة ويجعلها وبقية العالم عرضة للتباطؤ الاقتصادي، ما لم يتم معالجته بشكل سريع.
صناديق التحوط
وقال هانسن: كان أداء القطاعات السلعية الفردية غير متكافئ، مما يجعل 2012 عاما صعب الاجتياز جدا للمستثمرين. وتواجه صناديق التمويل التحوطية بصفة عامة "سنة رهيبة" أخرى، وباقتراب سريع لشهر ديسمبر فإن العديد منهم قد يميلون إلى الوقوف موقف المدافع وحماية ما حققوه من المكاسب بدلا من التألق خلال الأسابيع التجارية النشطة المتبقية من العام.
وما لم تنشأ فرص استثمار واضحة إما من خلال تغيير في معطيات الاقتصاد الكلي أو حدث جغرافي سياسي، فإننا نتوقع أن تصارع قطاعات الصناعات التعدينية والطاقة من أجل أداء أفضل خلال ما تبقى من العام باعتبار وجود تعهدات ملزمة للشراء أو البيع مرتفعة خاصة في مجال النفط الخام.
وأضاف: يمكننا أن نرى ضعفا إضافيا في قطاع الحبوب التي كانت نجمة الأداء هذا العام، لكن الحقيقة تبقى أن المستويات المتدنية للأسهم العالمية الخاصة بالنتوجات الأساسية مثل زيت الصويا جنبا إلى جنب مع الارتباك في التزويد من الدول الرئيسية المصدرة للحبوب من شأنه أن يضمن أسعارا مرتفعة خلال أشهر الشتاء.
الذهب في وضع التصحيح
يواصل قطاع المعادن الثمينة البحث عن دعم فيما ساهمت التوقعات الاقتصادية المتحسنة لاقتصادات الصين والولايات المتحدة على تذبذب المضاربين وأثار فيضانا عرما من التصفية الطويلة. وأفضل مما كان متوقعا، فإن تقرير الوظائف الأمريكية الذي أثار موجة بيع جديدة مع انخفاض في اسعار الذهب للأسبوع السابع على التوالي بالغا 1700 دولار للأونصة بعدما صمد عند مستوى 1730 دولارا للأونصة قد رفض في بداية الأسبوع.
بالرغم من أن توقعات الاقتصاد الأمريكي تواصل تحسن السرعة التي تخلق بها فرص عمل، فإنه من الممكن ألا يكون كافيا في هذه المرحلة إثارة تحول في نهج الاحتياطي الفدرالي فيما يتعلق بأحكام التحفيز غير المحدد والمجهول.
وتبقى المستويات التقنية التي يجب الانتباه لها نفسها مع الدعم الحاسم للنطاق الواقع بين 1660 و 1665 دولارا لأن اثنين من المؤشرات الفنية تلتقي في هذا النطاق. يمكن وجود مقاومة في 1730 أعلاه وهو المستوى الذي تحتاجه للتحرك قبل أن نستطيع أن نسمي عمليات البيع الأخيرة أنها ليست إلا إصلاحا في بيئة متفائلة.
خام برنت
وتابع هانسن قائلا: كما اقترحنا مبدئيا وبشكل مؤقت في سبتمبر رأينا احتمال أن تتراوح أسعار خام برنت بين 105 و110 دولارات للبرميل الواحد لما تبقى من سنة 2012 .
إلى حد الآن يبدو هذا الأمر ممكن الحدوث لأن الأساسيات الاقتصادية الضعيفة مقترنة مع وقت يتصف بالطلب الموسمي المنخفض سوف تساعد على ظهور مخاوف جغرافية سياسية ليست أبدا بعيدة وتبقي على وجود استراتيجية التداول التي تحدد الأسهم المتداولة في القنوات الخاصة بالسوق.
إضافة إلى هذا وجدت على الدوام مشاركة وتدخل المديرين الماليين على المدى الطويل ولذلك رأينا الأسعار تنخفض أكثر على مدى الأسابيع الأخيرة الماضية لأن ضعف الأسعار يواصل جذب المزيد من عمليات التصفية.
والضعف الذي رأيناه في نهاية الأسبوع نجم أساسا نتيجة لما خلفه إعصار ساندي بتحطم الطلب على البنزين مما رفع مستويات مخزونات النفط الخام التي كانت مرتفعة أساسا.
واستقرت المقاومة عند 110.50 دولارات للبرميل بينما يمكن وجود الدعم الناجم عن الانخفاضات التي رأيناها خلال المحاولتين الأخيرتين للهبوط العام في أسعار سوق الأوراق المالية أثناء دورة تداول تجاه المستوى الذي ذكرناه آنفا وهو 105 مع نزول محتمل إلى ما دون 103.20 وهو تصحيح بواقع 50 سنتا عن عمليات يونيو إلى سبتمبر.
أثر ساندي على المصافي
مارس إعصار ساندي أثاره أكثر على البنزين لأن إغلاق معظم قدرات المصافي في المنطقة المنكوبة أثار نشاطا بعد ركود بسبب مخاوف متعلقة بتخفيض مستقبلي في مستويات مخزون الشمال الشرقي للولايات المتحدة. أدى اتحاد الأضرار المحدودة والمشاكل الخطيرة التي تعرضت لها المصافي بسبب انقطاع الكهرباء إلى وجود كميات قليلة من البنزين للمستهلكين، مما خفض من الطلب والسعر.
كان الأنبوب الممتد من مصافي ساحل الخليج إلى نيويورك الذي بقي معطلا منذ 29 أكتوبر لأسباب لا تتعلق بالإعصار على وشك أن يبدأ في ضخ النفط مجددا مساعدا في تخفيض المخاوف حول وجود الإمدادات للمنطقة وهي نقطة التسليم لنفط (آر بي أو بي).
أسواق الحبوب تتلقى دعما
تواصل أسواق الحبوب تلقيها الدعم برغم الشعور السائد بانخفاض أسعار السوق في مقابل القطاعات التجارية الأخرى كالطاقة والمعادن.
بينما تواصل فترة غياب الخطر يمكننا أن نرى ضعفا إضافيا في أسعار الحبوب إلا أن الحقيقة تبقى أن المستوى المنخفض لأسعار الأسهم العالمية للمنتجات الأساسية مثل زيت الصويا والذرة معا مع انقطاع الإمداد من الدول المصدرة الأساسية للقمح من شأنه أن يضمن ارتفاع في الأسعار خلال أشهر الشتاء.
سوف تحدد ظروف التربة بعد الجفاف الذي تعرضت له كل من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة توقعات الأسواق بالنسبة للإنتاج في الموسم القادم . أما الآن فالأسعار الآجلة لا تزال منخفضة في كل من زيت الصويا وزيت الذرة إلا أنها لا تزال مرتفعة بالنسبة للقمح.
وبينما كان مضاربو البضائع الأخرى منشغلين في ترتيب عمليات بيع وشراء طويلة الأمد بما أن شهيتهم للمخاطر قد قلت، فإن القصة الأساسية التي كانت وما زالت تدعم قطاع الحبوب على مدى الأشهر الماضية تواصل التقليل من خسائر بما أن الأسعار المرتفعة يتوقع أن تستقر معنا على الأقل على مدى الأشهر القليلة القادمة حتى نقترب من الموسم الجديد.


