تمسك النفط بمكاسبه أمس مدعوماً بتصاعد التوتر بين سوريا وتركيا وأعمال صيانة في بحر الشمال وشح إمدادات المنتجات النفطية حيث ارتفع خام برنت تسليم نوفمبر 69 سنتا إلى 115.02 دولارا للبرميل وزاد الخام الخفيف 48 سنتا إلى 91.73 دولارا للبرميل. لكن في الجانب الآخر ضغطت زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية على الأسعار.

وقال توني نونان مدير المخاطر في ميتسوبيشي كورب في طوكيو: شهدنا تقلبات كبيرة نوعا ما للاسعار في الاتجاهين على مدى الاسبوعين الماضيين. وأضاف: لدينا اقتصاد ضعيف جدا ولهذا هناك مخاوف بشأن نمو الطلب على النفط بينما تلقى الاسواق دعما من الاضطرابات السياسية.

المخزونات الأميركية

وأظهر تقرير لمعهد البترول الأميركي أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام زادت أكثر مما كان متوقعا الاسبوع الماضي بينما سجلت مخزونات نواتج التقطير هبوطا حادا. وقال التقرير ان مخزونات النفط الخام زادت 1.6 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في الخامس من أغسطس مقارنة بتوقعات المحللين بزيادة قدرها 800 ألف برميل. واضاف المعهد ان مخزونات الخام ارتفعت الاسبوع الماضي على الرغم من هبوط واردات الخام الأميركية.

وتراجعت الواردات الاسبوعية 295 ألف برميل يوميا إلى 8.38 ملايين برميل يومياً. وقال التقرير ان مخزونات نواتج التقطير التي تشمل زيت التدفئة ووقود الديزل هبطت 6.2 ملايين برميل مقارنة بتنبؤات المحللين بهبوط قدره 500 الف برميل.

وزادت مخزونات البنزين الأميركية 2.5 مليون برميل خلال الاسبوع مع ان المحللين كانوا تنبأوا بان مخزونات الاسبوع الماضي ستبقى مستقرة بلا تغير. وزادت مخزونات الخام في مستودع تسليم عقود نايمكس في كوشينغ بولاية اوكلاهوما 297 الف برميل. وانخفض معدل تشغيل المصافي 0.8 نقطة مئوية إلى 87.3 في المائة من طاقتها الانتاجية الاسبوع الماضي.

الطلب العالمي

وأصدرت الحكومة الأميركية ومنظمة أوبك تقريرين أظهرا أن نمو الطلب العالمي على النفط يبدو أضعف مما كان متوقعا في السابق إذ لا يزال التباطؤ الاقتصادي يؤثر سلبا على الاستهلاك. وخفضت (أوبك) توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2013 بواقع 30 ألف برميل يوميا إلى 780 ألف برميل يوميا وقالت إن مخاطر تراجع الأسعار مازالت الأرجح. وفي تأكيد لرسالتها بأن المعروض وفير قالت أوبك إن توقعات للطلب على النفط هذا العام تراجعت مرارا في حين ضخت دول منتجة غير أعضاء في المنظمة إمدادات جيدة.

صورة ضعيفة

وأظهرت إدارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأميركية أيضا صورة أكثر ضعفا لأسواق النفط حيث خفضت توقعها لنمو الطلب في 2012 بواقع 45 ألف برميل يوميا إلى 790 ألف برميل يوميا وللنمو في 2013 بواقع 80 ألف برميل يوميا إلى 920 ألف برميل يوميا. ورفعت أيضا توقعاتها لحجم المعروض من المنتجين غير الأعضاء في أوبك.

وأشارت إدارة معلومات الطاقة إلى أن الزيادة في استهلاك النفط بالولايات المتحدة التي من المتوقع أن تبلغ 100 ألف برميل يوميا العام المقبل تبطل أثرها انخفاضات في أوروبا ودول أخرى في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

مقارنة مستمرة

وقارنت أسواق النفط طيلة العام بين تأثير القلق بشأن الطلب على الوقود وخطر انقطاع بعض الإمدادات. وارتفعت الأسعار إلى ذروتها هذا العام عند 128 دولارا للبرميل في أوائل مارس وهو أعلى مستوى لها منذ 2008. وارتفع سعر خام برنت إلى أكثر من 114 دولارا للبرميل في الأيام القليلة الماضية مما جدد المخاوف من تأثير ارتفاع تكاليف الوقود على الاقتصادات المتعثرة.

وقال التقرير الصادر من مقر الأمانة العامة لأوبك في فيينا إن من غير المتوقع أن يتغير الاتجاه العام في السنة القادمة حيث مازالت الأسواق تتسم بارتفاع كميات المعروض من الخام وزيادة الطاقة الإنتاجية. وقالت السعودية إنها راضية عن تراجع أسعار النفط إلى مستوى لا يعوق النمو العالمي. والتقريران اللذان أصدرتهما أوبك وإدارة معلومات الطاقة هما من بين ثلاثة تقارير عالمية لتوقعات سوق النفط تصدر هذا الأسبوع. وستصدر وكالة الطاقة الدولية تقريرها لشهر أكتوبر اليوم الجمعة.

تعديل التوقعات

وعدلت إدارة معلومات الطاقة الأميركية بالزيادة النمو المتوقع لإنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك في 2012 بواقع 60 ألف برميل يوميا ليصبح مقدار النمو 570 ألف برميل يوميا بالمقارنة مع 2011.

وكانت الإدارة قد توقعت في سبتمبر نموا سنويا بواقع 510 آلاف برميل يوميا. وتركت الإدارة توقعها لنمو إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك في 2013 دون تغيير عند 1.24 مليون برميل يوميا. وتتوقع الآن أن يبلغ إجمالي الإنتاج 52.53 مليون برميل يوميا في 2012 و53.77 مليون برميل يوميا في 2013 مقارنة مع توقعاتها السابقة وهي 52.49 مليون برميل يوميا لهذا العام و53.73 مليون برميل يوميا للعام المقبل.

تعويض الإمدادات

وقالت أوبك إن زيادة الإنتاج من السعودية وغيرها من الأعضاء الخليجيين العرب عوضت عن هبوط الإنتاج من ايران العضو في المنظمة التي هبطت صادراتها بسبب العقوبات الغربية. ونقل التقرير عن مصادر ثانوية أن إنتاج أوبك تراجع 265 ألف برميل يوميا في سبتمبر إلى 31.08 مليون برميل يوميا بفعل انخفاضات في الإنتاج الانغولي والنيجيري. وكان الإنتاج الإيراني مستقرا في سبتمبر عند 2.72 مليون برميل يوميا.

إنتاج أوبك

وأظهر مسح في نهاية الشهر الماضي أن إنتاج أوبك تراجع في سبتمبر إلى 31.09 مليون برميل يوميا. وبالرغم من هذا التراجع مازالت أوبك تضخ أكثر من حجم الطلب العالمي المتوقع على نفطها وأكثر من سقف الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يوميا الذي يفترض أن تلتزم به المنظمة.

وتتوقع أوبك أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على نفطها 29.80 مليون برميل يوميا العام المقبل بزيادة 250 ألف برميل يوميا عن الشهر الماضي بسبب انخفاض التوقعات لإمدادات بعض المنتجين خارج المنظمة. ويأتي جزء كبير من النمو في إمدادات المعروض من خارج اوبك من الولايات المتحدة التي تشهد طفرة في مجال طاقة الغاز الصخري.

تعاقدات نوفمبر

قالت مصادر مطلعة بصناعة النفط إن السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ستزود المشترين الآسيويين بكل الكميات المتعاقد علهيا في نوفمبر دون تغيير عن أكتوبر. وكانت الخطوة متوقعة إذ تمد المملكة عضو منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك معظم عملائها الآسيويين بكل الكميات المتعاقد عليها منذ أواخر 2009.

وقال أحد المصادر إن الامدادات ستكون بنفس الكمية المتعاقد عليها. وأضاف إن السعودية لم تجر أي تعديل للكميات التي طلبها المشترين من كل نوع من أنواع الخام. وكانت أرامكو السعودية قالت في وقت سابق إن المملكة رفعت سعر البيع الرسمي لشحنات نوفمبر للمشترين الآسيويين تمشيا مع زيادة تكلفة الانتاج.