أثارت بيانات تراجع الناتج الصناعي في مختلف بلدان العالم مخاوف كبيرة في أسواق الطاقة حيث تراجعت أسعار النفط بعد مكاسب محدودة سجلتها في بداية الجلسة. وتحولت العقود الاجلة لمزيج برنت والخام الأميركي إلى الانخفاض في تعاملات متقلبة أثرت أيضا على أسواق الأسهم والصرف الأجنبي بعدما أظهرت بيانات ارتفاع طلبات الحصول على اعانة البطالة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وبعد تصريحات من ماريو دراجي رئيس المركزي الأوروبي.
مكاسب أولية
وبعدما احتفظ العقدان بمكاسبهما في بادئ الأمر بعد بيانات البطالة الأميركية انخفض برنت في العقود الاجلة تسليم سبتمبر 20 سنتا إلى 105.76 دولارات للبرميل بعد تداولات بين 105.35 و107.30 دولارات للبرميل. وانخفض الخام الأميركي الخفيف في عقود سبتمبر 1.06 دولار إلى 87.85 دولارا للبرميل.
خيبة أمل
وشعر المستثمرون الذين كانوا ينتظرون إجراءات تحفيز فورية من الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، بخيبة أمل بعد أن أحجم مجلس الاحتياطي الاتحادي عن تقديم المزيد من الدعم للاقتصاد رغم انه ترك الباب مفتوحا أمام شراء المزيد من السندات وهو البرنامج المعروف باسم التيسير الكمي.
المخزون الأميركي
وتأثرت أسعار النفط بتقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية الذي أظهر أن مخزونات الخام الاميركية انخفضت بحدة الأسبوع الماضي مع تراجع واردات الخام وسجلت مخزونات المنتجات المكررة انخفاضا غير متوقع، حيث حصل انخفاض قدره 6.5 ملايين برميل في مخزونات الخام المحلية الأسبوع الماضي في أكبر انخفاض اسبوعي منذ ديسمبر كانون الأول وأكبر بكثير من انخفاض بمقدار 700 الف برميل توقعه اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم.
وتراجعت مخزونات الخام بالدرجة الأكبر في ساحل خليج المكسيك حيث تراجعت 3.87 ملايين برميل. وانخفضت المخزونات 2.94 مليون برميل في الغرب الأوسط. وانخفضت مخزونات البنزين الأميركية 2.17 مليون برميل إلى 207.87 ملايين برميل بالمقارنة مع توقعات المحللين بزيادة مليون برميل. وانخفضت واردات الخام 1.23 مليون برميل يوميا إلى 8.37 ملايين برميل يوميا. وتراجع معدل تشغيل المصافي 0.8 نقطة مئوية إلى 92.2 بالمئة من طاقتها.
إقليم كردستان يستأنف صادرات النفط
استأنف إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق صادرات النفط الأسبوع الماضي في محاولة لإنهاء نزاع بشأن المدفوعات مع الحكومة المركزية وهي خطوة قد ترفع إجمالي صادرات النفط العراقية إلى مستويات قياسية جديدة لفترة ما بعد الحرب.
ودخلت حكومة كردستان وبغداد في نزاع طويل الأمد حول حقوق استغلال النفط والاراضي أدى إلى توقف الصادرات في الأشهر الأربعة الماضية من الحقول النفطية التي تستغلها شركات النفط الأجنبية في كردستان. وقالت حكومة كردستان في بيان يوم الأربعاء الماضي أنه رغم إحجام شركات النفط العالمية المنتجة في المنطقة في بداية الأمر عن التصدير بدون ضمان المدفوعات فقد أقنعتها باستئناف التصدير بمعدل 100 ألف برميل يوميا.
وقال أشتي حورامي وزير الموارد الطبيعية في حكومة كردستان إنه بعد اتصالات من أصدقاء للعراق في الأوساط السياسية والدبلوماسية قررت حكومة الإقليم استئناف الصادرات لبناء الثقة مع الحكومة الاتحادية بهدف حل كل مشكلات النفط والغاز القائمة في العراق. ويدخل النفط المنتج في كردستان ضمن صادرات خام كركوك العراقي الذي يباع في الأسواق العالمية من خلال ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.

