تراجعت أسعار الذهب والاسترليني واليورو والنفط الخام في مقابل ارتفاع الدولار في الأسواق العالمية أمس الاثنين وترافق ذلك مع تراجع الثقة في منطقة اليورو مع دخول اقتصاد المنطقة في حالة ركود أعمق وتوقعات وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الإئتماني انكماش اقتصاد منطقة اليورو 0.6 % هذا العام مع امتداد تأثير أزمة ديون المنطقة إلى النشاط الاقتصادي وذلك مقارنة مع تقديرات سابقة كانت تشير إلى عدم تحقيق نمو أو انكماش. وهو ما زاد من تشاؤم مديري المصانع والشركات وسط الحديث عن احتمال خروج اليونان من العملة الموحد.

وخفضت ستاندرد آند بورز أيضا تقديراتها لعام 2013 متوقعة أن ينمو اقتصاد المنطقة 0.4 % فقط من 1% في التوقعات السابقة.

وقال جان ميشيل سيكس كبير الخبراء الاقتصاديين للشؤون الأوروبية لدى ستاندرد آند بورز في بيان "نرى أيضا أن هناك فرصة نسبتها 40 % لتجدد ركود الاقتصادات الأوروبية في 2013."

وأشار إلى مخاطر محتملة حيث يمكن أن يعوق تباطؤ في بعض الأسواق الناشئة التعافي في التجارة العالمية إضافة إلى عدم تمكن دولة رئيسية في منطقة اليورو من الإقتراض من أسواق السندات لفترة طويلة وهبوط أكبر في طلب المستهلكين الذي يعاني بالفعل من الضعف.

تراجع المعنويات

واظهرت بيانات تراجع المعنويات في جميع القطاعات ومنها القطاع الخدمي المهيمن ما خفض مؤشر المفوضية الاوروبية لمعنويات السوق إلى 87.9 نقطة في يوليو من 89.9 نقطة في يونيو. وانخفضت المعنويات للشهر الخامس على التوالي.

وكان اقتصاديون استطلعت رويترز اراءهم قد توقعوا تراجع المؤشر إلى 88.7 نقطة في المسح الشهري الذي يشمل دول منطقة اليورو وعددها 17 دولة.

وتوقعت ستاندرد آند بورز أن ينمو اقتصاد ألمانيا أكبر اقتصاد في منطقة اليورو 0.6 % هذا العام و1.4 % في 2013 بينما من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الفرنسي ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة 0.3 و0.7 % على الترتيب.

كما تتوقع الوكالة أن ينكمش اقتصاد إيطاليا 2.1 % هذا العام و0.4 % العام القادم بينما من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الأسباني 1.7 و0.6 % على الترتيب.

وخارج منطقة اليورو من المتوقع أن ينمو الاقتصاد البريطاني 0.3 % هذا العام وواحدا % في 2013.

تراجع الذهب

نزل الذهب لما دون 1620 دولارا للأوقية (الأونصة) أمس تمشيا مع ضعف اليورو وذلك قبل اجتماعات البنك المركزي الأوروبي هذا الاسبوع مع تصاعد تكهنات بأن البنك سيتبنى إجراءات جديدة للتصدي لازمة ديون منطقة اليورو.

وصعد المعدن النفيس 2.5 % الاسبوع الماضي وهو أفضل اداء أسبوعي في ثمانية أسابيع بعد أن تعهد محافظ البنك الاوروبي ماريو دراجي ببذل كل ما هو ضروري لدعم اليورو.

ودفعت حالة الحذر قبل اجتماع يوم الخميس المعدن للهبوط من مستوياته المرتفعة لكنه مازال يجد دعما دون 1620 دولارا بقليل.

وتتجه أسعار الذهب الفورية لتحقيق مكاسب 1.3 % في يوليو تموز. وانخفض السعر الفوري للفضة 0.3 % إلى 27.64 دولارا للأوقية. وفقد البلاتين 0.1 % مسجلا 1401.49 دولار في حين هبط البلاديوم 0.2 % إلى 571.29 دولارا للأوقية.

تراجع الاسترليني مقابل الدولار امس تمشيا مع اليورو الضعيف على نطاق واسع مع توقع المستثمرين لإجراءات من البنك المركزي الأوروبي لدعم منطقة اليورو وتطلعهم أيضا إلى اجتماع بنك انجلترا المركزي.

وهبط الاسترليني 0.3 % إلى 1.5696 دولار ليتراجع عن أعلى مستوى في خمسة أسابيع 1.5768 دولار الذي سجله الجمعة في ختام يومين من المكاسب ارتفعت فيهما العملة 1.6%.

لكن العملة البريطانية ارتفعت أمام اليورو الذي هبط 0.3 %إلى 78.15 بنسا قبيل تحرك محتمل من المركزي الأوروبي خلال اجتماعه الخميس.

وتراجع تراجع سعر اليورو أمس وسط عمليات بيع لجني الأرباح بعد المكاسب المتحققة في نهاية الاسبوع الماضي بسبب تنامي التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيأخذ إجراء جديدا لمعالجة أزمة ديون منطقة اليورو.

ويتكهن البعض في السوق بأن البنك المركزي الأوروبي قد يعيد تفعيل برنامجه لشراء السندات للمساعدة في خفض تكاليف الاقتراض على اسبانيا وإيطاليا. لكن المتعاملين على علم بان المانيا كررت رفضها لذلك ويشعرون بالقلق والخوف من الاحباط.

ومن المقرر أن يجتمع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس المقبل. وتصاعد الحديث عن اتخاذ اجراء بشان السياسة النقدية بعد ان قال ماريو دراجي رئيس البنك الأسبوع الماضي إن البنك سيأخذ كل الاجراءات المطلوبة لإنقاذ اليورو وهي رسالة كررتها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند.

لكن وزير الاقتصاد الألماني فيليب روزلر حذر البنك من أي مشتريات كبيرة للسندات الحكومية.

ونزل سعر اليورو 0.2 % إلى 1.2287 دولار متراجعا عن أعلى مستوياته في ثلاثة اسابيع عند 1.2390 دولار الذي سجله يوم الجمعة. لكن ظل مرتفعا بأكثر من سنتين عن ادنى مستوياته في عامين البالغ 1.2042 الذي سجله يوم الثلاثاء الماضي.

ونزل سعر اليورو 0.6 % إلى 96.12 ينا ولكنه ظل أعلى من 94.12 ينا الذي سجله الأسبوع الماضي وهو أدنى مستوياته امام الين في أكثر من 11 عاما ونصف العام.

واستقر سعر الدولار عند 82.796 امام سلة عملات متجاوزا أدنى مستوياته في ثلاثة اسابيع الذي سجله يوم الجمعة عند 82.343. وامام الين تراجع الدولار 0.2 % إلى 78.25 ينا.

محي المكاسب

 

تراجع خام برنت إلى حوالي 106 دولارات للبرميل ماحيا مكاسبه المبكرة مع تلاشي الآمال بأن تعلن الولايات المتحدة وأوروبا قريبا عن إجراءات لدعم اقتصاداتهما الهشة مما قد يعزز توقعات الطلب على النفط.

كان تباطؤ النمو في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم قد أوقد شرارة التوقعات لإجراءات تنشيطية من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الذي يجتمع يومي الثلاثاء والأربعاء.

ومن المتوقع أن تساعد إجراءات التحفيز الاقتصادي وتحركات قوية من البنوك المركزية على تهدئة السوق وأن تعزز الطلب على الأصول التي تعتبر عالية المخاطر مثل النفط والسلع الأولية.