تراجعت أسعار المستهلكين والمنتجين أكثر من المتوقع في الصين في يونيو ما يشير إلى انخفاض الطلب على منتجات ثاني أكبر اقتصاد في العالم وإلى احتمال أن تلجأ بكين لاتخاذ المزيد من التدابير لتحفيز النمو.
وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاءات تراجع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في الصين في يونيو إلى أدنى مستوى في 29 شهرا مسجلا 2.2 في المئة مقابل 3.0 بالمئة في مايو. وانخفض مؤشر أسعار المستهلكين على أساس شهري 0.6 في المئة أي مثلي الانخفاض الذي توقعه المحللون.
وارتفعت أسعار الأغذية، التي تشكل حوالي الثلث خلال احتساب مؤشر أسعار المستهلك، ارتفعت بنسبة 3.8% خلال الشهر الماضي على أساس سنوي، في تراجع عن الـ6.4% التي سجلت في مايو الماضي. وهذا المعدل هو الخامس على التوالي الذي يأتي أقل من المعدل المستهدف الذي حدده رئيس الوزراء ون جياباو عند 4 %.
وتيرة سريعة
وهبطت أسعار المنتجين بوتيرة أسرع بلغت 0.7 بالمئة على أساس شهري و2.1 في المئة على أساس سنوي في رابع شهر على التوالي من الانكماش في أسعار المنتجين الأمر الذي دفع مؤشر الأسعار إلى أدنى مستوياته في 31 شهرا.
وقال وانغ جين المحلل لدى جوتاي جونان للأوراق المالية في شنغهاي: يؤكد مؤشر أسعار المنتجين الشهر الماضي ان الاقتصـــاد يواصل التباطؤ وهو ما يعني أن بيانات الانتـــاج الصناعي وغيرها من بيانات النشاط الاقتصادي قد لا تكون ايجابية.
خفض الفائدة
وقال محللون إن تراجع التضخم سيعطي البنك المركزي الصيني الفرصة لتخفيف قيود السياسة النقدية في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لدعم النمو الاقتصادي المتباطئ. وكان معدل التضخم في مقدمة اهتمامات الحكومة مع ارتفاع الأسعار جنبا إلى جنب مع النمو الاقتصادي في الصين، إلا أن التوسع الاقتصادي تباطأ لمدة خمسة فصول على التوالي وكانت نسبة النمو التي بلغت 8.1 % على أساس سنوي في الربع الأول هــي الأبطأ في ما يقرب من ثلاثة أعوام.
وكان البنك المركزي الصيني قد خفض سعر الفائدة في الصيف الحالي لأول مرة منذ 2012 بهـــدف تحـــفيز ثاني أكـــبر اقتصاد في العالم وتحقيق معدل النمو الذي يستهدفه رئيس الوزراء الصيني وهو 7.5% من إجمالي الــناتج المحلي خلال العام الحالي.
وكان وين جياباو قد قال خلال زيارته مدينة نانجينج إن الحكومة ستحسن سياساتها بصورة قوية في الوقت الذي تواصل فيه العمل بسياسات نقدية متعقلة.
وقال إن الاقتصاد الصيني مستقر لكنه يواجه ضغوطا قوية. ويتوقع جياباو نموا مستقرا وإن كان بوتيرة ابطأ من الماضي.
