انخفض سعر مزيج برنت مقتربا من 96 دولارا للبرميل أمس متأثرا ببيانات ضعيفة للمصانع في الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم ومع استمرار الشكوك بشأن صفقة أوروبية كانت ساهمت في تحقيق الأسعار لرابع أكبر مكسب يومي على الاطلاق في الجلسة السابقة.
ومن المتوقع أن تستمد الأسعار بعض الدعم من حظر الاتحاد الأوروبي لاستيراد النفط الايراني الذي دخل حيز التنفيذ اول من أمس لكن محللين قالوا إن الصورة القاتمة للاقتصاد الكلي العالمي من المرجح أن تحد من أي مكاسب محتملة.
وهبط برنت 1.46 دولار إلى 96.34 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0542 بتوقيت جرينتش بينما فقد الخام الأمريكي الخفيف 1.15 دولار ليصل إلى 83.81 دولارا للبرميل.
وفي الجلسة الماضية يوم الجمعة ارتفع برنت أكثر من ستة دولارات للبرميل بينما قفز الخام الأمريكي أكثر من سبعة دولارات في رابع أكبر مكاسب يومية للأسعار بالدولار منذ اطلاق العقود. وقالت منظمة أوبك أمس إن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 92.99 دولارا للبرميل يوم الجمعة من 90.92 دولارا في الجلسة السابقة.
وتتكون سلة أوبك من 12 خاما هي مزيج صحارى الجزائري وخام جيراسول الأنجولي والخام الإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي والتصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني الخفيف النيجيري والبحري القطري والعربي الخفيف السعودي ومربان الإماراتي وميري الفنزويلي وأورينت من الاكوادور.
وترجع المكاسب بنسبة كبيرة إلى التفاؤل الذي ساد الأسواق المالية بعدما قلل زعماء الاتحاد الأوروبي مخاطر تفكك منطقة اليورو بالتوصل لاتفاق لتقوية النظام المصرفي في المنطقة وتقليل تكلفة الاقتراض بالنسبة لايطاليا واسبانيا.
وتأثر هذا التفاؤل بعدما تراجع نشاط الصناعات التحويلية في الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم في يونيو مع تسجيل طلبات التصدير التي تعتبر مؤشرا على حالة الاقتصاد في أمريكا الشمالية وأوروبا أكبر هبوط منذ ديسمبر .
قالت مصادر بصناعة النفط أمس إن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ذراع التصدير الرئيسية للإمارات العربية المتحدة ستمد عملاءها في آسيا بكل الكميات المتعاقد عليها لشهر أغسطس .
وأضافت المصادر أن أدنوك أبلغت مشترين آسيويين أنها ستمدهم الشهر القادم بكامل الكميات المتعاقد عليها من خاماتها الأربعة الرئيسية وهي مربان وزاكوم السفلي وأم الشيف وزاكوم العلوي. ولم تعلن الشركة إن كانت ستمنح المشترين خيار زيادة أو تخفيض الشحنات من جميع الخامات خمسة بالمئة عن الكميات المتعاقد عليها لشهر أغسطس.
وقالت مصادر الشهر الماضي إن أدنوك منحت هذا الخيار لكل أنواع الخام للتحميل في يوليو.
قال تجار أمس إن متوسط سعر خام دبي بحسب وكالة بلاتس لرصد الأسعار بلغ 94.44 دولارا للبرميل في يونيو بانخفاض 12.87 دولارا عن مايو .
ويستخدم المتوسط لتحديد أسعار البيع الرسمية لخامات أبوظبي وقطر بأثر رجعي.
وقال التجار إن متوسط سعر الخام العماني على بلاتس بلغ 94.49 دولارا للبرميل بانخفاض 12.88 دولارا عن مايو وبهذا يصبح متوسط سعر خامي عمان ودبي لشهر يونيو 94.47 دولارا بانخفاض 12.87 دولارا عن الشهر السابق.
امدادات قطر دون تغيير
و قال مصدر تجاري امس الاثنين إن قطر أخطرت مشتريا آسيويا واحدا على الأقل بأنها ستورد كامل كميات الخامين البحري والبري المتعاقد عليها لشهر أغسطس دون تغيير عن مستويات يوليو .
وكانت الخطوة متوقعة حيث تزود قطر المشترين بالكميات المتعاقد عليها من الخامين كاملة منذ عام 2009.
ومنحت قطر المشترين خيارا لطلب شحنات تزيد أو تنقص خمسة بالمئة عن الأحجام المتعاقد عليها وهو نفس ما قامت به في الشهر السابق حسبما ذكر المصدر.
عقود إيرانية
وأعلن وزير النفط الإيراني رستم قاسمي أمس عن توقيع عقد بقيمة 14 مليار دولار بين وزارته وصندوق التنمية الوطنية الإيرانية سيخصص معظمه لتطوير صناعة النفط. ونقلت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية عن قاسمي، قوله ان قيمة هذا العقد سيتم دفعها خلال العام الجاري من قبل صندوق التنمية الوطنية.
واضاف أنه سيتم تخصيص اكثر من 70% من هذا المبلغ لتطوير الصناعات النفطية والغازية الرئيسية، والباقي سيخصص لتطوير الصناعات البتروكيمياوية.
آمال جزائرية
وأعرب وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي عن أمل بلاده أن لا تتراجع أسعار النفط في السوق العالمية أكثر مما هي عليه الآن، مشيرا إلى أن الفائض بالإنتاج الذي تشهده الأسواق العالمية بلغ نحو 2 مليون برميل يومياً.
واعتبر يوسفي بتصريح لإذاعة الجزائر الحكومية أمس، أن الفائض "أثّر سلبا على أسعار النفط" في ظل وضع يتميّز "بانخفاض النشاط الاقتصادي في العالم وهذا الخلل أدى إلى عدم التوازن".
وحذر خبراء بنك الجزائر المركزي من خطر انعكاس تراجع حجم صادرات البلاد من النفط وانخفاض سعره في السوق الدولية، مع ضعف مساهمة الإنتاج الصناعي العمومي والخاص في الناتج الداخلي الخام، وفي المقابل ارتفاع كبير للواردات من السلع والخدمات والتي فاقت قيمتها 40 مليار دولار العام الماضي، مع هامش الواردات غير النفطية التي لا تتعدى 1% من الناتج الداخلي الخام.
وقال الخبراء في مؤتمر صحافي عقدوه يوم الأحد بالعاصمة الجزائرية بخصوص تطور المؤشرات الاقتصادية والنقدية للجزائر العام 2011، "إن التسيير الحذر لاحتياطات البلاد من النقد الأجنبي والمرونة المنتهجة في تسيير قيمة العملة الوطنية مقابل سلة من أهم العملات الدولية، جنّب الجزائر صدمات خارجية بسبب تذبذب أسعار المحروقات في الأسواق العالمية نتيجة تراجع الطلب الطاقوي العالمي نتيجة أزمة منطقة اليورو".
واشاروا إلى أن العام 2011 سجل ارتفاعا في معدل التضخم السنوي قدر بـ 5.7% نتيجة التضخم المستورد والارتفاع المحسوس بأسعار المواد الغذائية الطازجة بالرغم من تدخل الحكومة لتسقيف أسعار المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع.
ولفت الخبراء إلى أن خطورة الوضع تظهر أكثر بسبب تواضع الجباية العادية المقدرة بـ1723.7 مليار دينار سنويا (حوالي 22 مليار دولار أمريكي)، والتي أصبحت لا تكفي حتى لتغطية موازنة التسيير فضلا عن ارتفاع أجور الموظفين العام 2010 بسبب الزيادات الكبيرة في الأجور مرفقة بمتأخرات أجور منذ العام 2008.
وقالوا إن الزيادات ساهمت باستمرار في العجز الإجمالي للعام الثالث على التوالي نتيجة تراجع معدلات القطاعات الرئيسية في الاقتصاد وعلى رأسها قطاع المحروقات الذي يمثل 36.7% من الناتج الداخلي الخام والبناء والأشغال العمومية الذي يمثل 8.6% والإنحدار المخيف للقطاع الصناعي الذي لا يمثل سوى 4.3% خارج المحروقات.
وأعرب الخبراء عن تخوفاتهم من أن يدفع تذبذب أسعار النفط الجزائر إلى الحد من نفقاتها الى درجة إلغاء بعض مشاريع التنمية الكبيرة لتغطية عجز الموازنة. وكانت الجزائر أعلنت عن مخطط خماسي (2009-2014) للتنمية الشاملة تبلغ قيمته 286 مليار دولار.
أرامكو تزيد واردات الديزل مع ارتفاع الطلب
تقوم السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم بزيادة واردات الوقود لتلبية موسم ذروة الطلب الصيفي في الشرق الأوسط ولاسيما لتوليد الكهرباء باستخدام وقود الديزل مما يرفع العلاوات السعرية في سوق شحيحة بالفعل.
وتفيد تقديرات تجار بأن شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية اشترت حوالي 400 إلى 500 ألف طن لشهر يوليو ارتفاعا من 350 ألف طن في يونيو. ومن المتوقع أن تتعاقد على كمية مماثلة في أغسطس أيضا.
ويشهد الطلب على الديزل طفرة في منطقة الخليج خلال أشهر الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية مما يعزز الطلب على الكهرباء مع زيادة استخدام مكيفات الهواء.
وقال التجار إن أرامكو اشترت بكثافة لشهري يونيو ويوليو لضمان توافر كميات كافية لشهر رمضان الذي سيبدأ 20 يوليو. وقال اثنان من التجار إن قيمة العروض تبلغ حوالي 4.50 دولارات للبرميل فوق أسعار الشرق الأوسط في حين تبرم الصفقات عند حوالي 4.20 إلى 4.30 دولارات للبرميل.
الجزائر تستأنف نشاطاتها النفطية في ليبيا
كشف رئيس شركة سوناطراك الوطنية، عملاق الصناعة النفطية في الجزائر، عبد الحميد زرقين، أن الشركة استأنفت نشاطاتها في ليبيا وبدأت التنقيب عن النفط بمنطقة الزنتان قرب الحدود مع الجزائر.
وقال زرقين في تصريح صحافي أدلى به على هامش معرض للرخام بالعاصمة الجزائرية نشر أمس ، "إن سوناطراك استأنفت نشاطاتها في ليبيا خاصة بمنطقة الزنتان التي تتوفر على احتياطي يقارب 45 مليون برميل".
وأوضح أنه "لا يمكن تحديد مستوى استغلال هذا الحقل قبل الإنتهاء من أعمال التنقيب"، مؤكدا أن عملية الانتاج متوقعة بين 12 و18 شهرا.
وشدّد زرقين على أن مصالح الجزائر النفطية في ليبيا "ليست مهددة".
وقررت الجزائر الإحتفاظ باستثماراتها في ليبيا والمقدرة بـ 50 مليون دولار سنوياً عبر فرعها "سيباكس" (سوناطراك انترناشيونل بتروليوم اكسبروليشن اند بروداكشن).
وحققت الجزائر اكتشافين نفطيين في ليبيا وتديداً بحقل منطقة غدامس الحدودية مع الجزائر، الأول في 2005 والثاني في
