يفترض ان يؤدي فوز اليمين المؤيد لليورو في الانتخابات التشريعية الحاسمة لمستقبل البلاد ومنطقة اليورو الى طمأنة الأسواق المالية، التي ستنتظر تشكيل حكومة ذات مصداقية للخروج من الوضع الغامض.

وفي الوقت الذي تمر فيه منطقة اليورو بفترة من التوتر والقلق، شهدت ارتفاع نسب الفوائد على القروض في اسبانيا وايطاليا في سوق السندات، يأمل المستثمرون في تدخل المسؤولين السياسيين والمصارف المركزية في حال استمرار انعدام الاستقرار.

وبدا اليمين المحافظ اليوناني مساء إول من أمس قادرا على تشكيل تحالف مؤيد لليورو. ودعا زعيمه انتونيس ساماراس الذي تعهد ابقاء البلاد في منطقة اليورو الى تشكيل "حكومة وحدة وطنية".

ويبدو ان حزب الديمقراطية الجديدة سيحصل على الغالبية العظمى مع تأييد الاشتراكيين الذين يشغلون 33 من المقاعد.

إلا ان زعيم الحزب الاشتراكي (باسوك) ايفانغيلوس فينيزيلوس طالب بمشاركة "قوى اخرى عديدة من اليسار"، من بينها سيريزا المتطرف المعارض لإجراءات التقشف، والذي رفض تلبية دعوة ساماراس.

وعليه، تنتظر الأسواق تشكيل الحكومة وليس فقط نتائج الانتخابات بحد ذاتها.

إعادة بناء

واكد نيكولاس جاست مسؤول ادارة الأسهم لدى شركة "ناتيكسيس ايه ام" أن "مرحلة جديدة بدأت"، مشيرا الى ان من بين الاحتمالات الواردة "مرحلة اعادة بناء سياسية ممكنة"، لكن ايضا خطر الدخول في "مرحلة طويلة من الاضطرابات".

وحذر خبراء الاقتصاد من مجموعة "اوريل بي جي سي" للتعامل من ان "المستقبل لن يكون ورديا" بالنسبة للأسواق لأنه يتعين على الأحزاب التي ستتولى الحكم ان تثبت مصداقيتها وان تتخذ القرارات بسرعة.

واعتبر الكسندر باراديز المحلل لدى مصرف "ساكسو بنك" ان "الأسواق مستعدة للأسوأ"، كما يدل على ذلك التراجع المتواصل للبورصات منذ ثلاثة اشهر.

وسائل للخروج

اما الخبراء في "كريديه موتويل سي ايه سي" فيرون ان "اوروبا لا تزال لديها وسائل للخروج من الأزمة اليونانية بشكل ايجابي". واعتبروا ان الانتخابات "ستسرع اتخاذ القرارات الهيكلية المؤاتية لمنطقة اليورو على المدى البعيد".

واضاف باراديز ان "المستثمرين لديهم بعض الآمال، وإلا فإن الأسواق لما كانت لتصمد كما فعلت في نهاية الأسبوع".

وعلاوة على الحلول على المدى الطويل، فإن المستثمرين واثقون من ان المسؤولين السياسيين لن يظلوا مكتوفي الأيدي بعد الانتخابات. واعرب وزراء المالية في منطقة اليورو مساء أول من أمس عن الأمل في ان تشكل اليونان حكومة بشكل سريع للقيام بالإصلاحات المنشودة لقاء المساعدات المالية التي حصلت عليها البلاد.

تطبيق الإصلاحات

وتشير المؤشرات الى رغبة في مد اليد الى اثينا. فقد اعربت المانيا عن استعدادها للتباحث في مهل تطبيق الإصلاحات؛ حيث قالت "نحن بحاجة الى الانضباط، ولكن الى الأمل ايضا". كما ان الجدول الزمني يبدو مؤاتيا ايضا، في ظل انعقاد اجتماعات لمجموعة العشرين ومجموعة دول اليورو.

بالإضافة الى اجتماع بين فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا الأسبوع المقبل، قبل قمة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في اواخر يونيو. وافادت معلومات صحافية ان المصارف المركزية يمكن ان تتخذ اجراءات لتخفيف الضغوط عن الأسواق المالية.

وختم باراديز بالقول انه وحتى الساعة فإن "الأسواق تشعر بأن هناك رغبة للتحرك، وإن الأوروبيين يريدون ان تظل (اليونان) في منطقة اليورو".