قال محللون إن الأجواء الاقتصادية المضطربة التي يشهدها العالم حالياً تلقي بظلالها على أسعار النفط. وابدت دول اوبك قلقها من مخاطر انهيار الطلب العالمي على الخام في ظروف اقتصادية مضطربة، لكنها تبدو حريصة قبل اي شيء آخر على وقف تدهور اسعار البرميل.

وقال وزير النفط الانغولي جوزيه ماريا بوتليو دي فاسكونسيلوس ان تباطؤ النمو في الولايات المتحدة وفي الصين، اكبر بلدين مستهلكين للخام، وكذلك الازمة المستمرة في منطقة اليورو، قد يزيدان الضغط على طلب الخام. ولم تسهم وكالة الطاقة الدولية في التخفيف من تلبد الاجواء بتخفيض توقعاتها الاربعاء للطلب العالمي على النفط للعام 2012.

ومن الاعراض المثيرة للقلق تسجيل المخزونات الاميركية من الخام اعلى مستويات منذ 1990، وانهيار اسعار برميل النفط 30 دولارا في غضون ثلاثة اشهر ليتدنى في لندن الى ما دون عتبة المئة دولار.

وقال غاري هورنبي المحلل لدى شركة الطاقة البريطانية اينينكو ان الاقتصاد العالمي قد يستفيد من هذا الانخفاض في الاسعار الذي هو اشبه بمحفز للنمو. لكن معظم وزراء اوبك لا يرون الامر كذلك، وابدى كثير منهم قلقهم من تدهور الاسعار وتمنوا معاودة ارتفاع الاسعار لتتجاوز المئة دولار.

وقال فيليب بيترسون المحلل لدى المصرف السويدي اس اي بي ان السعوديين يرغبون على الارجح بالتوصل الى اجماع، ولان مستوى الاسعار الانسب الذي سبق وحددوه بمئة دولار قد تم بلوغه، فسيكون من المنطقي رؤيتهم يخففون فعلا من عرضهم.

لكن ان بقيت الاسعار على مستواها الحالي بدون مزيد من التراجع، فان خفضا حقيقيا لانتاج اوبك قد يكون موضع تشكيك بالرغم من كل شيء. ففي الواقع تتراجع الصادرات السعودية بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف بسبب زيادة كبيرة في الاستهلاك الداخلي للخام لتغذية انظمة التكييف.

واضاف بيترسون ان الزيادة التقليدية للاستهلاك النفطي في النصف الشمالي من الكرة الارضية خلال الصيف ومع اقتراب الشتاء «قد تسهم في امتصاص الفائض من النفط في السوق».