قدر تقرير صادر عن آي بي غلوبال إجمالي استثمارات دول مجلس التعاون الخليجي في تركيا بنحو 10 مليارات دولار، بضمنها 6 مليارات دولار خلال العامين 2004 و2011. ووفقاً للتقرير فقد ارتفع حجم التجارة الخارجية بين تركيا والإمارات إلى 13 مليار دولار خلال العام 2011، مقارنة مع 2.75 مليار خلال العام 2012. وكشفت "آي بي غلوبال" المتخصّصة في الاستثمارات العقارية.

والتي تنشط في مجال توفير الفرص الاستثمارية الواعدة في 20 سوقاً من الأسواق الناشئة حول العالم عن ازدياد الاستثمارات العقارية الأجنبية في مدينة اسطنبول خلال العام 2011 بنسبة 27%، وهو مؤشر واضح للمكانة الريادية التي أصبحت هذه المدينة تحتلها على خارطة الاستثمارات العقارية.

زيادة مضطردة

وقال روبرت بيرس، مدير "آي بي غلوبال" في منطقة الشرق الأوسط: هناك زيادة مضطردة في إقبال المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط على اسطنبول، ويتجلى ذلك من خلال العديد من الطلبات التي تتلقاها "آي بي غلوبال" من جانب عملائها المستثمرين في ما يتعلق بالعقارات في تركيا، وبخاصة في اسطنبول. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل المنظور.

وأضاف: تناسب تركيا المستثمر العربي بوجه خاص لأنها دولة إسلامية، كما أن شعبها محافظ ومنفتح على الثقافات الأخرى في الوقت نفسه. ولا يقع من تركيا في أوروبا إلا نسبة ثلاثة في المائة من مساحتها بينما الأغلبية الساحقة من أراضيها تقع في قارة آسيا. وهي قريبة جغرافياً من المنطقة العربية ولا يستغرق الطيران إليها من منطقة الخليج إلا ثلاث ساعات في المتوسط.

نمو السياحة

وقد شهدت السياحة إلى تركيا نمواً كبيراً من دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الأخيرة، ما حثّ الخطوط الجوية التركية على إطلاق حملة ترويجية للسفر إلى ثماني عواصم ومراكز في الشرق الأوسط بأسعارٍ مخفّضة.

وقد زار تركيا 3,289 زائراً من الإمارات خلال النصف الأول من شهر سبتمبر 2011، و18,003 من المملكة العربية السعودية، و4,913 من الكويت، و1,908 من قطر، و1,546 من سلطنة عُمان. ووفقاً لأبحاث أجرتها "آي بي غلوبال"، فقد شهدت قيم الوحدات السكنية الفاخرة في وسط اسطنبول زيادة مضطردة خلال العام 2011، بالرغم من انخفاض الأسعار في بعض المناطق الأخرى.

تواجد ضخم

وأوضح تقرير للبنك الأهلي السعودي، أكبر البنوك السعودية، أن تقديرات إجمالي استـــثمارات دول مـــجلس التعاون الخليجي في تركيا تُقدّر بحوالي 10 مليارات دولار، وأنه قد تم استثمار ما يقارب 5.6 مليارات دولار خلال العامين 2004 و2011. وأظهر التقرير أن 173 شركة من السعودية قامت باســتثمار 1.3 مليار دولار في الـــفترة من 2004 إلى 2009.

واحتلت قطاعات النسيج والأغذية والأعمال المصرفية التجارية والعقارات والسياحة مكان الصدارة في تلك الاستثمارات. ووفقاً لمركز "كاسل للأبحاث" ، فقد شهدت السنوات الـ11 الماضية زيادة متسارعة في المشاريع العقارية الجديدة، وارتفع سعر المتر المربع من 1.5 دولار في 2003 إلى 10,000 دولار في العام 2011. كما نمت الاستثمارات المالية الخالصة مع الهيئة العامة للاستثمار في الكويت، وهو ما حدا بالأخيرة أن تضع تركيا ضمن الدول الهامة التي تتبوأ مكان الصدارة في استثمارات الهيئة لتصل إلى 1.7 مليار دولار.

وشهد العام الجاري 2012 بعض التعديلات في القوانين التركية في ما يتعلق بشراء العقارات من جانب الجنسيات الأجنبية في تركيا، بعد أن كان لا يُسمح في السابق بشراء الجنسيات الأجنبية من غير الأتراك للوحدات العقارية في اسطنبول. ومما لا شك فيه، سيكون لهذه التعديلات أثر إيجابي على السوق العقاري، حيث يمكن لهذه الخطوة أن تساهم في رفع أسعار العقارات لتصل حتى 30,000 دولار للمتر المربع.