واصلت أسواق الأسهم العالمية أداؤها الجيد أمس مستفيدة من حالة التفاؤل التي أضفتها نتائج الشركات لكن استمرار عدم اليقين السياسي في منطقة اليورو وتفاوت الأداء في القطاع المالي حدا من المكاسب. وفيما ارتفعت المؤشرات الرئيسية في أوروبا واليابان سجلت بورصة نيويورك استقراراً نسبياً بعد تجاوبها مع بيانات أميركية محلية أقل مدعاة للتفاؤل.

وفي أسواق المعادن والعملات ارتفعت أسعار الذهب صوب 1650 دولارا للأوقية في أوروبا واستمدت الأسعار دعما من هبوط الدولار لأقل مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل اليورو إذ تعرض الدولار لضغوط بسبب أسعار الفائدة المنخفضة. وارتفع سهم فولكسفاجن إلى 134 يورو في بورصة فرانكفورت بارتفاع نسبته 6.2% وذلك بعد ارتفاع أرباحها بشكل كبير.

الأسهم الأوروبية

استمدت الأسهم الأوروبية الدعم من سلسلة من النتائج القوية للشركات وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.1% إلى 1043.24 نقطة. وعززت نتائج فاقت التوقعات أسهم شركات النفط وبعض شركات السيارات.

وقال جيرهارد شفارتس رئيس وحدة الأسهم لدى بادر بنك الألماني إن هناك بواعث للقلق - المخاوف الاقتصادية والسياسية - لكن من المتوقع في الوقت الحالي أن تكون قوة الدفع التي تمنحها نتائج الشركات عامل تعويض في الاقتصاد العالمي. وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.3 % وكاك 40 الفرنسي 0.1% في حين استقر مؤشر داكس الألماني.

وقفزت أسعار سهم شركة فولكسفاجن الألمانية للسيارات بعد ارتفاع أرباحها في الربع الأول من العام الحالي بنسبة 86% ما دفع سهم أكبر منتج للسيارات في أوروبا للارتفاع بنسبة 6%. وارتفع صافي الأرباح بنسبة 86% ليصل إلى 3.2 مليارات يورو أي 4.2 مليارات دولار بعد أن واصلت المبيعات نموها في الصين.

 

أسواق طوكيو

و أنهت الأسهم اليابانية تعاملاتها في بورصة طوكيو للأوراق المالية باستقرار ملحوظ بسبب التأثير السلبي لارتفاع قيمة الين . وارتفع مؤشر نيكاي القياسي بمقدار 0.82 نقطة بما يعادل 0.01% ليصل إلى 9561.83 نقطة. وفي الوقت نفسه ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بمقدار 0.61 نقطة أي بنسبة 0.08% إلى 810.1 نقطة. لكن أسهم بعض الشركات المعتمدة على التصدير تراجعت. وتراجع سهم كانون كورب لمعدات التصوير بنسبة 2.24% وسهم كوماتسو لمعدات التشييد بنسبة 1.4% وسهم نيسان موتور كورب للسيارات بنسبة 1.07%.

وكان مؤشر داو جونز القياسي في بورصة وول ستريت الأميركية قد ارتفع أمس بنسبة 0.69% بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي بن برنانك عن استعداد المجلس لضخ أي أموال يحتاجها الاقتصاد الأميركي لمواصلة النمو إذا اقتضت الضرورة ذلك.

 

الذهب والعملات

وصعد الذهب الفوري 0.3 % إلى 1648.84 دولارا للأوقية بينما ارتفعت عقود الذهب الأميركية تسليم يونيو 7.60 دولارات للأوقية إلى 1649.90 دولارا. ويتلقى الذهب دعما من ضعف الدولار الذي يجعل السلع الأولية المقومة به أرخص لحائزي العملات الأخرى.

وارتفع السعر الفوري للفضة 0.3% إلى 30.77 دولارا للأوقية. وصعد البلاتين 0.7% إلى 1556.49 دولارا للأوقية كما زاد البلاديوم 0.7 % مسجلا 662.25 دولارا للأوقية. وسجل اليورو أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 1.3234 دولار مع تقلص هامش العائد بين السندات الاسبانية والايطالية والفرنسية ونظيرتها الألمانية إلا أن مخاوف السوق بشأن أزمة ديون منطقة اليورو مازالت مستمرة. وتراجع الدولار 0.2% أمام العملة اليابانية إلى 81.16 ينا.

وواصل الدولار الكندي ارتفاعه بعدما تخلى البنك المركزي الكندي عن تحيزه للتيسير النقدي وهبط الدولار الأميركي إلى 0.9821 دولار كندي. واستقر الدولار النيوزيلندي عند 0.8170 دولار اثر تراجعه في وقت سابق من الجلسة بعدما قال محافظ المركزي الان بولارد إن العملة المحلية مازالت مرتفعة رغم تراجع أسعار السلع الأولية في الأونة الأخيرة وحذر من أن ذلك سيؤثر على السياسة النقدية مستقبلا.

 

دراسة: الشركات تملك قدرة رفع تقييمها

أكد تقرير "ديلويت" الجديد حول "ميزة القيادة الماهرة في القيمة السوقية للشركات" إلى أن تقييم المحللين لمهارات القيادة العليا للشركة تساهم في أسعار الأسهم. ووفقاً للتقرير، فإنّ نسبة محللي الأسواق الذين قالوا إن نوعية القيادة قد لعبت دوراً في عملية التقييم وصلت إلى 15.7 % لقيادة فاعلة بشكل خاص مقابل تراجع بنسبة 19.8 % للرأي المعاكس. وبالتالي، فإنّ الفارق ما بين قيمة شركة تتمتّع بقيادة جيدة وقيمة شركة ذات قيادة أكثر ضعفاً قد تصل إلى أكثر من 35.5 %.

ويشير التقرير إلى أنّ المحللين يسعون إلى تواجد ثلاثة مكوّنات أساسية لتقييم قوة المؤسسة القيادية وهي الوضوح الاستراتيجي لما تحتاج المؤسّسة إلى إتمامه والتنفيذ الناجح على تحقيق الأهداف إضافة إلى ثقافة الابتكار والتزام المؤسسة ببيئة حاضنة للأفكار.

ويرتكز التقرير على دراسة لأهم محللي السوق على المستوى العالمي ويخلص إلى أن نوعية القيادة العليا بما في ذلك القدرات التقنية بالإضافة إلى المزايا الشخصية مثل النزاهة والاستقامة لها تأثير مباشر وقابل للقياس على تقييمات المحللين لتقدير ما إذا حققت الشركات نجاحاً وستواصل نجاحها في المستقبل.

وتقول مارغو توم، الشريكة المختصة باستشارات الرأسمال البشري في ديلويت: أردنا أن نضع في هذا البحث مقياساً كمّياً لفاعلية القيادة، بهدف مساعدة الشركات على إدراك تأثير القيادة على أدائها وقيمتها في السوق. كما أن هذا التقرير يسلّط الضوء أيضاً على طريقة قياس ملموسة ذات تأثير فعلي على قيمة أسهم المؤسسات على الأمد الطويل، على أمل أن يؤدّي ذلك إلى وضع رؤيا ملزمة للقيادة الفاعلة مستقبلاً.

ووفقاً للتقرير فإن أهم مقوّمات نجاح أيّ مؤسسة على المدى الطويل يكمن في الرؤيا الواضحة والملهمة للهدف الذي تودّ بلوغه، بالإضافة إلى الموارد، والقدرة، والاندفاع للوصول إليه وتحقيقه. كذلك هي تحتاج إلى ثقافة تدعم الأفكار الجديدة وتحتضن إحساساً قوياً بالانتماء والعمل الهادف. علماً أن هذه الشروط لم توضع بشكل عرضي: فالقادة الفاعلون عملوا على إدخالها في صميم الشركة وهي خطوة يقدرها كافة المحللين.