أكد أول هانسن الخبير والمستشار في مجال التقييم السلعي في دبي أن أسواق الطاقة ستواجه طريقاً وعرة في المستقبل مع تسبب الظروف الجيوسياسية مجدداً، تماماً كما حدث السنة الماضية في ليبيا، في تأزيم طبيعة أسواق النفط غير القابلة للتنبؤ بها أصلاً.

كما كان الوضع عليها من تزايد حدة التوترات بين الغرب وإيران بشأن نوايا إيران النووية خلال الربع الأول كذلك كانت أسعار النفط الخام إلى حد يمكن أن تُغير في نهاية المطاف النظرة المستقبلية على الاقتصاد العالمي.

 ومع التراجع التدريجي في العرض وتزايد الطلب، وخاصة بين دول الأسواق الناشئة، فقد تمحور التركيز بصورة رئيسية على قدرة المملكة العربية السعودية على مواصلة زيادة إنتاجها حيث إنها المصدر الوحيد الذي يقوم حالياً بسد النقص في أي قدرة استيعابية على الإنتاج الاحتياطي (والتي تُقدر أن تُقارب 2 مليون برميل يومياً).

شهدت أسعار خام برنت، وهو المرجع العالمي بالنسبة للتعاملات النفطية، نشاطاً بنسبة 18 بالمئة خلال الربع الأول ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 2008. ك

ما شهد الطلب ارتفاعاً على الرغم من ارتفاع التكلفة على المستهلكين، وخاصة في دول منطقة اليورو والمملكة المتحدة وتركيا حيث أدى ضعف عملاتها إلى تسجيل أرقام قياسية في أسعار النفط. كما ساهم في هذا الارتفاع المتداولون المضاربون وذلك من خلال إيجاد مواقع مضاربة بعيدة المدى.

سيكون بمقدور أسواق النفط استيعاب الصدمات التي يتعرض لها العرض مع توفر الكثير من الاحتياطي، في حين يبقى السؤال المهم خلال الأشهر القادمة يدور حول كيفية تحقيق ذلك. إن الارتفاع الحاد والمستمر في تكلفة الطاقة سيُحدث في نهاية المطاف نقلة أساسية مع بدء تراجع الطلب.

 المستثمرون في الذهب مستعدون للتحدي

أدت العديد من العقبات المفاجئة التي حدثت خلال الستة أشهر الماضية إلى القضاء على بعض الضجة التي حدثت سابقاً حول المعادن الثمينة، وخاصة الذهب. مع بداية الربع الثاني لا يزال المستثمرون مقبلين على الوضع الاقتصادي الأميركي الذي يشهد تحسناً والذي يتحدى الآن المفهوم السائد من أن الاحتياطي الفيدرالي سيُبقي الأسعار متدنية خلال عام 2014.

وقد أدى ذلك إلى نقل التركيز من «وجود/غياب المخاطر» إلى «بدء النمو» وأفضى إلى ارتفاع عوائد السندات، الأمر الذي جعل الأصول التي لا تحمل فوائد، مثل المعادن الثمينة، منكشفة، وهو ما يمكن أن يشكل تحدياً للنظرة المستقبلية على المدى القريب.

 مخزونات المحاصيل

تسبب تدني مخزون فول الصويا جراء موجة الجفاف التي اجتاحت البرازيل والأرجنتين بزيادة الطلب على الصادرات بالنسبة للبقوليات التي تنتجها الولايات المتحدة وأدى إلى ارتفاع الأسعار. ونتيجة لذلك، فقد جاء أداء فول الصويا أفضل من أداء الذرة (المحصول الآخر عالي البروتين) بأكثر من 10 بالمئة خلال الربع الأول.

ومع اقتراب «الصراع على الأراضي» الذي يحصل سنوياً في الولايات المتحدة، يمكن أن تتسبب هذه التطورات في الأسعار في إعادة تفكير المزارعين الأميركيين بالتحول من زراعة الذرة إلى زراعة فول الصويا لتحقيق عائد أعلى.

وهذا يزيد من مخاطرة أن تحصل مستويات مخزون الذرة إلى مستويات أدنى مما هو متوقع في الشتاء القادم وستساعد في دعم أسعار الذرة إلى أن نعرف شيئاً عن نوع التوازن الذي سيتم بين المحاصيل خلال فصل الزراعة الجديد. يُحتمل أن يبقى مستقبل سعر فول الصويا الجديد ضمن المجال الذي كان عليه عام 2011، أي ما بين 13 و14.5 للبوشيل إلى أن ترد مزيد من الأخبار عن نوايا المزارعين.