تراجع النفط دون 120 دولاراً للبرميل أمس مع تجدد المخاوف بشأن منطقة اليورو بفعل مشكلات ديون أسبانيا والقلق بشأن تباطؤ النمو في الصين، ما دفع المستثمرين للإحجام عن المخاطرة.

وهبط مزيج برنت في العقود الآجلة 1.16 دولار إلى 120.05 دولارا للبرميل بعد أن نزل في وقت سابق عن مستوى 120 دولارا. وانخفض الخام الأميركي الخفيف 19 سنتا إلى 102.64 دولار للبرميل مرتفعا من أدنى مستوى أثناء الجلسة عند 101.86 دولار.

وقال يوجين وينبرج محلل الطاقة لدى كومرتس بنك في فرانكفورت "يتسم المزاج العام بالإحجام عن المخاطرة بعد الأنباء من أسبانيا. وتابع: بلغت فوارق مبادلات الإلتزام مقابل ضمان مستويات قياسية مرتفعة وتواجه البنوك الأسبانية صعوبات في جمع أموال من الأسواق وتلجأ إلى البنك المركزي الأوروبي وهذا يضغط على المعنويات.

وتجاوزت العائدات على السندات الأسبانية لأجل عشر سنوات ستة في المئة ما أثار قلق المستثمرين من عدم قدرة أسبانيا على السيطرة على عجز الميزانية.

 

تباطؤ النمو الصيني

وفي سنغافورة نزلت العقود الآجلة لخام برنت عن 120 دولارا للبرميل أمس بعدما أعلنت الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم أرقاما ضعيفة للنمو وأثارت قفزة في تكاليف اقتراض اسبانيا مخاوف بشأن النمو الاقتصادي والطلب العالميين. وانخفض برنت في عقد أقرب استحقاق 1.36 دولار إلى 119.85 دولارا للبرميل وكان قد أغلق عند 121.21 دولارا يوم الجمعة. وتراجع الخام الأميركي الخفيف 79 سنتا إلى 102.04 دولار للبرميل بعدما أغلق عند 102.83 دولار.

وقال تيتسو ايموري من ايستماكس للاستثمارات في طوكيو: البيانات الصينية الأضعف من المتوقع هي المحرك الرئيسي للسوق الآن فيما يبدو.

ونما الاقتصاد الصيني 8.1% في الربع الأول مقارنة مع 8.9 % في الربع السابق وهو معدل أقل من المتوقع والأبطأ في نحو ثلاث سنوات ما أثار مخاوف من استمرار تراجع النمو في الربع الثاني وتأثير ذلك في الطلب.

وارتفع الطلب الضمني على النفط في الصين بنسبة متوسطة في مارس مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي لكنه بلغ أدنى مستوى في خمسة أشهر على أساس يومي إذ قلصت المصافي معدلات التشغيل لأدنى مستوياتها منذ أكتوبر بفعل أعمال صيانة وضعف هوامش التكرير.

وأدى ارتفاع الدولار وقــــــفزة فـــي تكاليف التأمين على ديون أسبانيا من التخلف عن السداد لمستــــوى قياسي يــــوم الجــمعة لتجدد المخاوف بشأن ازمة ديون منطقة اليورو.

الإمدادات الليبية

إلى ذلك قال مسؤول كبير بالمؤسسة الوطنية للنفط الليبية أمس: إن من المتوقع أن تبلغ صادرات النفط الخام الليبية 40 مليون برميل في مايو أي ما يعادل 1.29 مليون برميل يوميا.

وتعتزم المؤسسة التابعة للدولة بيع 30 مليون برميل بينما من المتوقع أن تحصل الشركات التي تستثمر في الانتاج بليبيا على عشرة ملايين برميل.

وتتماشى صادرات مايو مع مستوى شهر ابريل الذي من المتوقع أن يبلغ 40 مليون برميل أو 1.33 مليون برميل يوميا. ويرجع فرق مستوى الصادرات اليومية إلى أن ابريل أقصر بيوم. وتبيع المؤسسة حصة أكبر في ابريل قدرها 34 مليون برميل إلا أن الشركات التي تملك حصة مساهمة ستحصل على ستة ملايين برميل.

ولم يتضح بعد موعد استئناف تشغيل مصفاة راس لانوف أكبر مصفاة في ليبيا انتظارا لارتفاع إنتاج شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) التابعة للمؤسسة من حقلي السرير ومسلة اللذين يساهمان حاليا بانتاج قدره 200 ألف برميل يوميا من اجمالي انتاج أجوكو البالغ 324 الف برميل يوميا. وقال المسؤول: إن متوسط اجمالي انتاج الخام الليبي يبلغ 1.484 مليون برميل يوميا.

 

صادرات العراق

وفي سياق متصل أظهرت بيانات شحن ترصدها رويترز أن صادرات النفط العراقي من المرافئ الجنوبية قفزت بمقدار 190 ألف برميل يوميا في ابريل وذلك في علامة على أن الشحنات في طريقها لرقم قياسي جديد لما بعد الحرب.

ووفقا للبيانات، بلغ متوسط الصادرات من مرفأ البصرة النفطي وخور العماية ومنفذ جديد على الخليج 2.11 مليون برميل يوميا في أول 16 يوما من ابريل. وقال العراق إن متوسط صادراته من الجنوب بلغ 1.92 مليون برميل يوميا الشهر الماضي.

ومن المتوقع أن يحقق العراق أكبر توسع في الطاقة التصديرية للنفط في العالم في 2012 مع افتتاح مرافئ جديدة. وتعطلت الامدادات العراقية للسوق العالمية لسنوات بسبب نقص طاقة المرافئ بعد عقود من الحرب والعقوبات.

وبدأ العراق في الثامن من مارس تحميل النفط من منصة إرساء أحادية في الخليج وهي الأولى من عدة منصات يعتزم العراق افتتاحها. ومنذ مطلع ابريل صدرت المنشأة أربع شحنات يبلغ حجم كل منها مليوني برميل وهو ما يتجاوز إجمالي صادراتها في مارس.