تراجعت أسواق المال العالمية بشدة في الأسبوع الماضي نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة على سندات الخزانة الإسبانية، ما جدد المخاوف من تداعيات أزمة الديون الأوروبية، في الوقت الذي أشار فيه مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي قبل يومين إلى أنه غير مستعد لضخ أي أموال جديدة في النظام المالي. وتراجع مؤشر ستاندرد أند بورز الأوسع نطاقاً في سوق الأوراق المالية الأميركية بنسبة 7% إلى 1398.08 نقطة، وهو ثالث تراجع أسبوعي له خلال العام الحالي. وتراجع سهم ستوكس يوروب للأسهم الأوروبية خلال الأسبوع بنسبة 1.6% إلى 259.07 نقطة.
توقعات متشائمة
وتراجع مؤشر (إم إس سي آي) لأسواق الأسهم العالمية 2.9% بعد أن كان سجَّل أعلى مستوى في ثمانية أشهر في 27 مارس. وضعفت شهية المستثمرين للأسهم بسبب المخاوف من تباطؤ النمو في الولايات المتحدة والصين، وتجدد القلق بشأن أزمة ديون منطقة اليورو. وسيتركز الاهتمام الأسبوع القادم على بيانات اقتصادية مهمة من الصين، وبداية موسم إعلانات أرباح الشركات الأمريكية للربع الأول من العام. وهبطت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بأكثر من 1%، بينما صعدت أسعار سندات الخزانة. ويتضرر الطلب على الأسهم بفعل إشارات إلي البنوك المركزية من غير المرجح أن تضخ المزيد من المحفزات النقدية. ويوم الأربعاء هبطت الأسهم الأميركية في جلسة ثانية من الخسائر، بعد خسائر الثلاثاء، مع قلق المستثمرين من نهاية قريبة للحوافز النقدية للاقتصاد.
مؤشرات طوكيو
انخفض المؤشر الرئيس للأسهم اليابانية متراجعاً للجلسة الرابعة على التوالي، وذلك قبل نشر تقرير مهم عن الوظائف في الولايات المتحدة. وسجل المؤشر أسوأ خسارة أسبوعية له في ثمانية أشهر.
الأسهم الأوروبية
وارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الخميس بعد هبوطها على مدى يومين، مع عودة المستثمرين للسوق بعدما وصل مؤشر يوروفرست 300 لمستوى دعم شهد عودة المشترين في السابق. وارتفعت الأسهم التي كانت من بين الأسوأ أداء يوم الأربعاء، مثل أسهم الشركات المالية. وصعد مؤشر البنوك الأوروبي 0.7%. وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.3 % إلى 1054.31 نقطة، بعدما هبط لأدنى مستوى في شهرين في الجلسة الماضية عقب مزاد للسندات الإسبانية مخيب للآمال.
وقال ويل هيدن من إي.جي إندكس «أسواق الأسهم الأوروبية وصلت لمستويات ستجد عندها دعماً فنياً، ولن يدهشني أن نرى صعوداً بنسبة 0.5 إلى 0.8 %. وأضاف: نلحظ أن المستثمرين يكوّنون مراكز في الأسهم التي شهدت موجة بيع أمس، مثل شركات المعادن والمؤسسات المالية.
خسائر ضخمة
وأكدت تقارير إخبارية أن أغنى 20 شخصاً في العالم فقدوا حوالي 9.1 مليارات دولار من قيمة ثرواتهم خلال الأسبوع الماضي، نتيجة تراجع أسعار الأسهم في الأسواق الدولية، على خلفية تجدد المخاوف من أزمة ديون منطقة اليورو.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء الاقتصادية أن الملياردير المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم، أغنى رجل في العالم، فقد 1.5 مليار دولار من ثروته خلال الأسبوع الحالي، نتيجة انخفاض سعر سهم شركة الاتصالات المملوكة له «أمريكا موبايل» بنسبة 2.2%، حتى يوم الأربعاء الماضي، حيث أغلقت الأسواق أبوابها بسبب الاحتفال بخميس العهد الذي يسبق عيد الفصح.
ووفقاً لمؤشر بلومبرغ للثروات في العالم فإن صافي ثروة سليم، 72 عاماً، تبلغ 69.2 مليار دولار. ونقلت بلومبرغ عن ليو جروفسكي مدير إدارة الاستثمار في مؤسسة «بي.إن.واي ميلون ويلث مانجمنت»، لإدارة الثروات، ومقرها نيويورك، أن هذه خسارة، وهذا الرجل مجرد جزء صغير من الحقيقة، لأن كبار الأثرياء في العالم هم أكثر المستثمرين حرصاً في العالم.
فالشكوك مازالت قوية، وهم يشعرون بتوتر شديد للغاية. وفقد لي كا شينج، ثاني أغنى رجل في آسيا، 144 مليون دولار من قيمة ثروته، خلال الأسبوع، نتيجة انخفاض سعر سهم شركة تشغيل الموانئ المملوكة له، هيتشيون وامبوا، بنسبة 1.1% في تعاملات أمس ببورصة هونغ كونغ. ويحتل لي،83 عاماً، المركز 15 على قائمة بلومبرغ لأثرياء العالم، بثروة قدرها 23.8 مليار دولار.
