سجلت مؤشرات الأسواق العالمية ارتفاعات جماعية أمس واستقرت الأسواق الأميركية بعد أن أغلق مؤشر داو جونز الصناعي القياسي مرتفعاً لأعلى مستوى له منذ 2007 في الجلسة السابقة، وذلك عقب زيادة مبيعات التجزئة إلى أعلى حد لها في خمسة أشهر.
وجاء ذلك الارتفاع بمثابة إشارة على أن اقتصاد الولايات المتحدة، الأكبر على مستوى العالم، يكتسب قوة وسط تعافيه من أسوأ ركود منذ الكساد الكبير. وسجل الدولار أعلى مستوى في 11 شهراً مقابل الين وأعلى مستوى في شهر مقابل اليورو مع توقع مزيد من المكاسب بعد تحسن متواضع في التوقعات الاقتصادية لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي وبيانات أميركية قوية أضعفت من مكانة الدولار كعملة تمويل.
عوائد الخزانة
وسجلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين أعلى مستوى في سبعة أشهر ونصف الشهر إثر بيانات قوية لمبيعات التجزئة مما يقلل من إغراء الدولار لتمويل استثمارات في أصول مرتفعة العائد. وقال تجار: إن شركات التصدير اليابانية تحجم عن بيع الدولار الآن نتيجة توقعات بصعوده أكثر. ودفعت هذه العوامل الدولار لتسجيل 83.41 يناً في المعاملات الأوروبية وهو أعلى مستوى منذ منتصف ابريل وبارتفاع نحو 0.7%.
ونزل اليورو لأقل مستوى في شهر عند 1.30308 دولار على منصة التداول إي.بي.اس ليقود لصفقات بيع لوقف الخسائر دون مستوى الدعم 1.3054 دولار. وانتعش في وقت لاحق إلى 1.3052 بانخفاض 0.2 بالمئة عن اواخر تعاملات أول من أمس الثلاثاء. وهبط الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأميركي وفقد 0.5% ليصل إلى 1.0500 دولار مقترباً من أقل مستوى في سبعة أسابيع 1.0473 دولار الذي سجله مطلع الأسبوع.
الأسهم اليابانية
أنهت الأسهم اليابانية تعاملاتها في بورصة طوكيو للأوراق المالية بارتفاع كبير مدعومة بأداء أسهم الشركات المعتمدة على التصدير بفضل تراجع قيمة الين. وارتفع مؤشر نيكاي القياسي بمقدار 151.44 نقطة بما يعادل 1.53 ليصل إلى 10050.52 نقطة ليتجاوز المؤشر حاجز 10000 نقطة لأول مرة منذ سبعة أشهر ونصف الشهر. وفي الوقت نفسه ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بمقدار 11.78 نقطة أي بنسبة 1.39% إلى 857.11 نقطة.
وارتفعت أسهم الشركات المعتمدة على التصدير بقوة مع تراجع الين بدرجة ملحوظة أمام العملات الرئيسية الأخرى حيث يدور حول مستوى 83 يناً أمام الدولار. وانخفاض قيمة الين يعزز القدرة التنافسية للمنتجات اليابانية في الخارج ويزيد أرباح استثمارات الشركات اليابانية في الخارج. وارتفع سهم شركة الإلكترونيات سوني كورب بنسبة 5.17% وكانون لمعدات التصوير بنسبة 3.4% وتويوتا موتور للسيارات بنسبة 2.05% .
أسواق أوروبا
وصعدت الأسهم الأوروبية لتسجل مستوى مرتفعاً جديداً في 33 أسبوعاً تقودها الشركات المالية بعد أن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) توقعاته لأكبر اقتصاد في العالم وقال: إن البنوك الأميركية اجتازت اختبارات تحمل.
وارتفع مؤشر قطاع البنوك الأوروبي 1.2% بعدما أظهرت اختبارات التحمل المتحفظة للبنك المركزي الأميركي تحقيق معظم البنوك لدرجات عالية مما يمهد الطريق لمدفوعات أرباح أعلى ويطمئن المستثمرين بشأن سلامة النظام المصرفي العالمي. وقال دارن سيندن كبير المتعاملين في سلفرويند للأوراق المالية: يمكن القول بأن اختبارات التحمل الأميركية تظهر أن الأسوأ قد انقضى بالنسبة للنظام المالي الأميركي وأنه يمكن لبنوك كثيرة الآن أن تقدم توزيعات معقولة وسيولة للمساهمين.
استقرار أميركي
ولم تتغير الأسهم الأميركية كثيراً عن مستويات اليوم السابق. وأضاف مؤشر داو جونز الصناعي القياسي 217.19 نقطة ، أو 1.68 % ، ليغلق عند 68ر13177 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً 24.86 نقطة، أو 1.81% ، ليغلق عند 1395.95 نقطة. كما ارتفع مؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا بمقدار 56.22 نقطة، أو 1.88% ، ليصل إلى 3029.88 نقطة.
اختبارات التحمل
وأعلن مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي أن 15 من بين أكبر 19 بنكاً أميركياً اجتازت اختبار التحمل، الذي يفحص كيف يمكن لتلك البنوك أن تحتفظ باحتياطات كافية من رأس المال في ظل أزمة اقتصادية شديدة. وقال البنك المركزي: إن "غالبية أكبر البنوك الأميركية تواصل الوفاء بالتوقعات الإشرافية فيما يتعلق بكفاية رأس المال رغم خسائر كبيرة متوقعة في ظل سيناريو اقتصادي مفترض غاية في السلبية".
وحدد البنك عدداً من المؤسسات التي أخفقت في الوفاء بمعيار واحد على الأقل ومن بينها: "سيتي جروب" التي تلقت أكبر حزمة إنقاذ حكومية ضمن بنوك وول ستريت خلال الأزمة المالية 2008 - 2009، وكذلك مجموعة "صنتراست بانكس" و"أول فاينانشيال" و"ميتلايف". وكان الهدف من تلك الاختبارات يتمثل في دراسة عمليات التخطيط للـ 19بنكاً وكفاية رأس المال لديها للنظر فيما إذا كانت ستستطيع مواصلة أعمالها التجارية وإقراض المستهلكين في ظل حالة شديدة من الركود.
