تلاعبت الأنباء المتضاربة بمعنويات مستثمري الأسواق العالمية أمس وعلى الرغم من ارتفاع معظم المؤشرات الرئيسية في آسيا وأوروبا إلا أن الحذر كان سيد الموقف في جميع قاعات التداول. ولم تهنأ البورصات كثيراً بالأنباء التي تحدثت عن إفلات اليونان من خطر الإفلاس حتى تفاجأت بتقارير تظهر انكماش الاقتصاد البرتغالي بنسبة 1.6% العام الماضي، أي بدرجة أكبر من التوقعات.

وفي الجانب الآخر وفي حين أظهر تقرير اتساع العجز التجاري للولايات المتحدة إلى 52.6 مليار دولار وهو أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2008 جاءت أنباء جيدة تفيد بزيادة التوظيف في الولايات المتحدة بمعدل قوي في فبراير للشهر الثالث على التوالي في علامة على اتساع نطاق التعافي الاقتصادي وتراجع الحاجة إلى تيسير نقدي إضافي من الاحتياطي الاتحادي الأميركي. وقالت وزارة العمل إن أصحاب العمل أضافوا 227 ألف وظيفة الشهر الماضي واستقرت نسبة البطالة عند أدنى مستوياتها في ثلاثة أعوام البالغ 8.3%.

 

الأسواق الأوروبية

وأنهت الأسواق الأوروبية تعاملات الأسبوع على تراجع إلى حد ما، مع انخفاض اليورو وانتشار حالة من الحذر في جميع البورصات. وانخفض مؤشر يوروستوكس 50 لأسهم الشركات القيادية في منطقة اليورو بنسبة 0.2% ليصل إلى 2510 نقاط. غير أن محللين قالوا إن الاختبار الحقيقي التالي لمعنويات السوق نحو أزمة الديون الأوروبية من المرجح أن ينصب على البرتغال وسط مخاوف بأن لشبونة قد تضطر مجدداً إلى طلب حزمة إنقاذ من الاتحاد الأوروبي. وأدى ذلك إلى ارتفاع العائد على السندات الحكومية البرتغالية. والبرتغال هي واحدة من ثلاث دول أعضاء في منطقة اليورو اضطرت إلى اللجوء إلى حزمة إنقاذ للمساعدة في وفائها بالتزاماتها المالية. من ناحية أخرى، حققت الأسهم في أثينا مكاسب بنسبة 0.5% مع تسجيل أكبر بورصتين في منطقة اليورو فرانكفورت وباريس مكاسب متواضعة. وصعد مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 0.5% بعد بداية فاترة ليوم التعاملات.

 

اليورو يتراجع

وهبط اليورو بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.3218 دولار. وتراجع اليورو مقابل الدولار بعد الإعلان عن الخطوة اليونانية وواصل خسائره في التعاملات الأوروبية. وتحدث متعاملون عن طلبات للشراء عند 1.3200 دولار و1.3170-1.3180 دولار وعروض للبيع عند 1.3290 دولار و1.3300 دولار. وقالت جين فولي كبيرة محللي العملات لدى رابوبنك: السوق مدعوم بقوة الدفع التي تجمعت بفضل مبادلة الديون اليونانية لكن يبدو أن هناك بيعاً. وأضافت: آفاق اليورو أبعد ما تكون عن الوردية إذ أن العوائد في أسواق السندات تظهر ضغطاً في البرتغال وبدرجة أقل في أسبانيا وهذا يبين أن هناك إمكانية لأن تتسبب أزمة الديون في إخراج اليورو عن مساره مجدداً.

 

ارتفاع ياباني

وقفزت الأسهم اليابانية بعد أن تعززت معنويات السوق بفضل هبوط الين أمام العملات الرئيسية. وحقق مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهماً مكاسب بمقدار 160.78 نقطة أو ما يوازي 1.65% لينهي التعاملات على 9929.74 نقطة، بينما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بمقدار 12.55 نقطة أو بنسبة 1.5% ليغلق على 848.71 نقطة. وبالنسبة لتعاملات الأسبوع بأكمله، ارتفع نيكاي بنسبة 1.56% وتوبكس بنسبة 1.3%. وارتفعت أسهم شركات التصدير بقوة بعد تراجع الين ليستقر عند الحد الأعلى من نطاق 81 يناً للدولار. ويتسبب ضعف الين في جعل المنتجات اليابانية أقل تكلفة في الخارج ويحسن من العائدات عند تحويلها لداخل البلاد. وارتفع سهم سوني كورب بنسبة 4.25%، وحقق سهم تويوتا موتور كورب مكاسب بنسبة 2.7% وشركة كوماتسو لإنتاج آلات ومعدات الإنشاء بنسبة 0.9%.