تراجعت الأسواق العالمية أمس إثر قيام الصين بخفض النمو السنوي المستهدف إلى أدنى مستوى في ثمانية أعوام. ووضح ذلك في أسواق الأسهم، حيث لجأ المستثمرون لبيع الأصول عالية المخاطر. مما دفع الأسهم للتراجع، وأثار تساؤلات بشأن الطلب على النفط.
وخفض رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو معدل النمو المستهدف لاقتصاد بلاده إلى 7.5% من 8% في 2012 بغية إتاحة مجال أكبر للتباطؤ إذا اقتضت الضرورة، بينما تباشر الحكومة إصلاحات اقتصادية واجتماعية تعهدت بها قبيل تغيير وشيك في القيادة.
وفي كلمة له أمام جلسة سنوية للبرلمان خفض ون جيا باو هدف النمو السنوي في خطوة توقعها المستثمرون، الذين يتكهنون بمزيد من التركيز على إعادة ضبط التوازن الاقتصادي ونزع فتيل ضغوط الأسعار.
وقال جيا باو في تقريره السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب: نستهدف النهوض بتنمية اقتصادية مستدامة وقوية والمحافظة على استقرار الأسعار والاحتراز من المخاطر المالية، عن طريق إبقاء إجمالي المعروض النقدي والائتماني عند مستوى مناسب واعتماد نهج يتسم بالحذر والمرونة. وأضاف ان تعزيز الطلب الاستهلاكي يأتي على رأس أولوياته لعام 2012، الذي سيشهد قيام الحزب الشيوعي الحاكم بتغيير القيادة، مما سيحيله هو والرئيس هو جين تاو إلى التقاعد في غضون عام.
وقال رئيس الوزراء أمام نحو ثلاثة آلاف نائب للمجلس التشريعي الذي يسيطر عليه الحزب الشيوعي سنطور السياسات ونشجع الاستهلاك.
وتابع: سنجري تعديلات دؤوبة على توزيع الدخل ونرفع دخول شرائح الدخل المنخفض والمتوسط ونحسن قدرة الناس على الاستهلاك.
وقال إن المستهدف لعجز الميزانية 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي ارتفاعا من 1.1% في 2011.
الأسهم الأوروبية
وتراجعت الأسهم الأوروبية أمس مع اتجاه المستثمرين لبيع الأصول عالية المخاطر، إثر قيام الصين بخفض النمو السنوي المستهدف إلى أدنى مستوى في ثمانية أعوام وبفعل عدم التيقن إزاء اليونان. وتصدرت أسهم شركات التعدين قائمة الخسائر، وهبط مؤشر القطاع 1.1% متأثرا بهبوط أسعار المعادن الصناعية إثر توقعات النمو الصينية.
وقال فيليب جيسلز مدير الأبحاث لدى «بي ان بي باريبا فورتيس جلوبل ماركتس» في بروكسل سيكون لنمو صيني أبطأ أثر سلبي على العالم وعلى أسواق السلع الأولية. في المدى القصير سيكون سلبيا على الأرجح بالنسبة للأصول عالية المخاطر. لكن من ناحية أخرى فإنه يخفض بوضوح الاختلالات (التجارية) الضخمة، وهو بالتأكيد عامل ايجابي للمدى الطويل.
تراجع المؤشرات
و هبط مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.4% إلى 1082.73 نقطة.
وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في بورصة لندن منخفضا 0.4%، في حين فقد مؤشر كاك 40 في بورصة باريس 0.5%.
وهبط مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 0.6%.
وتراجع مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية أمس، حيث عمد المستثمرون المحليون إلى البيع لجني الأرباح قرب مستويات فنية رئيسية، وتأثرا بخسائر للأسهم الآسيوية بعد أن أعلنت الصين عن استهداف مستوى للنمو هو الأدنى لها في ثماني سنوات.
وهبط مؤشر نيكاي القياسي 0.8% إلى 9698.59 نقطة، في حين فقد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.6%، مسجلا 832.86 نقطة.
أسعار النفط
وتراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي أكثر من دولار للبرميل يوم أمس بفعل مخاوف بشأن الطلب، بعد أن قالت الصين إن معدل النمو الاقتصادي سيتباطأ.
وتراجعت عقود الخام الأميركي تسليم ابريل 1.20 دولار الى 105.50 دولارات للبرميل.
وقالت منظمة أوبك أمس إن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 123.08 دولاراً للبرميل يوم الجمعة من 122.08 دولاراً في الجلسة السابقة.
وتتكون سلة أوبك من 12 خاماً، هي مزيج صحارى الجزائري وخام غيراسول الأنغولي والخام الإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي والتصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني الخفيف النيجيري والبحري القطري والعربي الخفيف السعودي ومربان الإماراتي وميري الفنزويلي وأورينت من الإكوادور.
أسعار الذهب
وانخفضت أسعار الذهب لما دون 1700 دولار للأوقية (الأونصة) في أوروبا أمس، بينما ساهمت بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع لمنطقة اليورو في صعود الدولار مقابل العملة الموحدة.
وتراجع الإقبال على الأصول عالية المخاطرة مثل الأسهم والسلع الأولية بعد أن خفضت الصين معدل النمو السنوي المستهدف لأقل مستوى في ثمانية أعوام. ونزل سعر الذهب في السوق الفورية إلى 1693.99 دولاراً للأوقية، وتراجع 0.9% إلى 1697.09 دولاراً للأوقية.
وانخفضت أسعار عقود الذهب الأميركية تسليم ابريل 11.20 دولاراً إلى 1698.60 دولاراً للأوقية.
وهبطت الأسعار الفورية 3.9% في الأسبوع الماضي، وهو الأداء الأسوأ في أسبوع منذ منتصف ديسمبر، وذلك عقب خطاب مهم لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بن برنانكي لم يتضمن أي تلميحات عن موجة ثالثة من التيسير النقدي في الولايات المتحدة.
وهبطت الفضة 0.8% إلى 34.15 دولاراً، وكانت قد هبطت في الأسبوع الماضي ولكن بنسبة أقل من الذهب وفقدت 2.6%.
وتراجع البلاتين 1.8% إلى 1662.49 دولاراً للأوقية، في حين فقد البلاديوم 0.8% مسجلاً 705.50 دولارات للأوقية.
اليورو يتراجع والين يرتفع في أوروبا
تراجع اليورو والعملات التي ترتبط بدورة النمو الاقتصادي أمس، بفعل مخاوف بشأن ما حققته اليونان من تقدم نحو استكمال صفقة اعادة هيكلة ديون ضخمة وبيانات ضعيفة من منطقة اليورو، رغم أن المتعاملين يعتقدون أن الوقت مناسب لبيع الدولار لجني الارباح. وابتعد الدولار عن أعلى مستوى في خمسة أشهر مقابل الين، بعدما ارتفع أكثر من سبعة% في نحو شهر وانخفض اليورو مقابل الين الذي يعد ملاذا آمنا.
وأضيرت الاصول عالية المخاطر مثل الاسهم بعدما خفضت الصين معدل النمو المستهدف، بينما جاءت نتائج استطلاعات مديري المشتريات في منطقة اليورو أقل من التوقعات الاولية لتنزل العملة الموحدة لأقل مستوى في اسبوعين مقابل الدولار. وانخفض اليورو 0.25% الى 1.3168 دولار ويتطلع مستثمرون كبار للبيع حين يرتفع الى حوالي 1.3200 دولار. والجميع قلقون بشأن مبادلة سندات يونانية وعدم اليقين بشأن مستوى المشاركة من القطاع الخاص، ومن المتوقع أن يبقي ذلك العملة الموحدة دون أعلى مستوياتها عند 1.3486 دولار.
