أظهر بحث قامت به شركة «جونز لانج لاسال» مؤخرًا ، فيما يتعلق بمعاملات رأس المال في مختلف أسواق العقارات التجارية في العالم، أن عام 2011 كان أكثر نشاطًا بكثير من عام 2010، حيث وصلت القيمة الإجمالية المسجلة إلى حوالي 410 مليارات دولار وهو ما يزيد بنسبة 28 % عن العام 2010. كما ارتفعت حصة المعاملات الدولية (التي يقيم فيها المشتري في دولة مختلفة عن الدولة التي توجد بها العقارات التي يتم شراؤها) إلى 31%. وفي قلب هذا التغيير تأتي زيادة التركيز على الأسواق الرئيسية والناضجة، على حساب الفرص المحتملة في الدول النامية.
وقد كان مستثمرو الشرق الأوسط، بشكل متزايد، أطرافًا مؤثرة في أسواق العقارات العالمية في عام 2011، مع ظهور تغيير العقلية كاتجاه بارز في هذه الفترة، من عقلية الشراء والاحتفاظ إلى عقلية التداول الأكثر نشاطًا.
وقد انعكس هذا التحول في بيانات شركة «جونز لانج لاسال» في الاستثمار في قطاع العقارات التجارية في الخارج، مما يوضح أن مستثمري الشرق الأوسط كانوا يقومون بعمليات الشراء الصافية بشكل قوي في الأسواق الدولية خلال الأعوام الأخيرة.
وخلال عام 2011، تمكن مستثمرو الشرق الأوسط من الاستفادة من الطلب المستمر على العقارات في العديد من الأسواق العالمية للتخلص من الأصول التي قاموا بشرائها في السنوات الأخيرة وإعادة رأس المال إلى الاقتصادات المحلية في دولهم.
وفي حين أن مستثمري الشرق الأوسط لا يزالون يشغلون مكان أصحاب عمليات الشراء الصافية من خلال عمليات الشراء الدولية التي تقدر قيمتها بـ 4,5 تريليونات دولار، إلا أنه قد حدثت زيادة كبيرة في أنشطة المبيعات الخاصة بهم في عام 2011، حيث إن ص ناديق الثروات السيادية ومكاتب الاستثمار الخاصة قد استفادت من عمليات البيع الدولية للأصول في قطاعات العقارات.
ويعكس ذلك الأهمية المتزايدة لمراكز الاستثمار الخاصة خلال السنوات القليلة الماضية، وأصبحت هذه المجموعات أكثر المتداولين نشاطًا في قطاع العقارات. كما تكمن القوة الدافعة خلف نشاط المبيعات المتزايد في القرار الصادر عن بعض أكبر صناديق الثروات السيادية (SWF) في المنطقة بإدارة الحافظات الخاصة بها بشكل أكثر نشاطًا (بما في ذلك بيع الأصول غير الرئيسية)، مقارنة بموقف "الشراء والاحتفاظ" السابق الذي كانوا يعتمدون عليه.
واشتملت أكبر عمليات المبيعات التي أجراها مستثمرو الشرق الأوسط على «سيوس هوتيل كونشان» في الصين، والذي تم بيعه من قبل شركة المملكة للاستثمارات الفندقية مقابل ما يزيد عن 60 مليون دولار وبيع مكتب كان مملوكًا للشركة العربية للاستثمار في لندن في شارع ستراتون مقابل حوالي 95 مليون دولار.
وفيما يتعلق بالشراء، مازالت هناك رغبة قوية تجاه التعامل مع قطاع العقارات الدولي، حيث زاد إجمالي عمليات الشراء الدولية من قبل مستثمري الشرق الأوسط بنسبة 12% عن مستويات عام 2010 لما يصل إلى ما يزيد على 4.5 تريليونات دولار في عام 2011.
وما زال مستثمرو الشرق الأوسط يفضلون الأسواق الناضجة في أوروبا والأمريكتين مع الاستثمار المحدود للغاية في قطاع العقارات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام 2011. وفي هذه الأسواق الأكثر نضجًا، كان هناك اهتمام متزايد، من خلال عمليات الشراء التي جرت في كندا والأرجنتين (بالإضافة إلى الولايات المتحدة) .
