حذر رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي بن برنانكي من أن الانتعاش الاقتصادي سيبقى بطيئاً في السنوات المقبلة وقال إن البطالة ستبقى مرتفعة.

 وعبّر برنانكي في شهادة أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب عن مفاجآته بتراجع معدل البطالة الذي يبلغ حالياً 8.3% أكثر مما كان متوقعاً نظراً لإشارات أخرى على الضعف في الاقتصاد خصوصاً النمو الاقتصادي البطيء. وأضاف أن المؤشرات الأخيرة على تحقيق بعض التقدم في بيانات الاقتصاد لن تغير وجهة نظر البنك في الإبقاء على معدلات الفائدة عن مستويات استثنائية منخفضة حتى أواخر عام 2014.

 

تواضع النمو

وقال برنانكي الانتعاش في الاقتصاد الأميركي يتواصل ولكن وتيرة التوسّع كانت غير منتظمة ومتواضعة بالمعايير التاريخية"، مشيراً إلى أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط لم يغيّر رأي الاحتياطي الفدرالي بأن الاقتصاد سينمو بالنسبة ذاتها في النصف الثاني من العام بين 2.2% و2.7%.

وقال ان التحسّن المستمر في سوق العمل يرجّح أن يتطلّب نمواً أقوى في الطلب النهائي والإنتاج"، لكنه أكد أن هذا النمو لا يزال بعيداً عن المستوى المطلوب، وأن معدلات البطالة على المدى البعيد ما زالت عند مستويات قياسية مرتفعة.

وأقر برنانكي بأن ارتفاع أسعار النفط يرجّح "أن يرفع التضخّم بشكل مؤقت ويخفّض في الوقت نفسه القدرة الشرائية للمستهلك"، إلاّ أنه أضاف ان الاحتياطي الفدرالي يتوقع أن تكون الزيادة مؤقتة وأن يبقى التضخم على المستوى البعيد "خامدا".

وأشار برنانكي إلى عدة عوامل يرجح أن تجثم فوق الاقتصاد، بينها بشكل خاص الأزمة في أوروبا وسوق الإسكان، موضحاً انه رغم تراجع الأسعار إلاّ انه "للأسف، ان العديد من المشترين المحتملين لا يملكون دفعات مسبقة والسجل الائتماني اللازم للحصول على قروض. وقال إن المقترضين لا يزالون يواجهون متاعب للحصول على قروض، ولا تزال الحكومة الفدرالية والحكومات المحلية تسرح العمال.

 

تحسن ملحوظ

وكشفت تقديرات حكومية أن الاقتصاد الاميركي نما بمعدل سنوي بلغ 3% في الربع الأخير من العام الماضي مدعوما بزيادة الاستهلاك ومخزونات الشركات. وقال مكتب التحليل الاقتصادي بوزارة التجارة الأميركية إن البيانات هي الأعلى منذ الربع الثاني من عام 2010، وجرى تعديلها بالارتفاع من تقديرات سابقة صدرت في الشهر الماضي بلغت 2.8%. وتجاوز النمو توقعات المحللين، إذ كان توقع مشاركون في استطلاع أجرته وكالة أنباء بلومبيرج الاقتصادية الأميركية عدم حدوث تغير عن التقديرات الأولية.

وأعلن المركزي الأميركي الشهر الماضي أنه سيبقي معدل أسعار الفائدة منخفضاً بشكل استثنائي بالقرب من مستوى الصفر خلال عام 2014 وسط نمو متوسط للاقتصاد الأميركي ومخاطر شديدة بالنسبة للاقتصاد العالمي قادمة من أوروبا. وتأتي الزيادة بعد أن عززت الشركات مخزونها وزاد الإنفاق الشخصي لكنها تأثرت سلبا بانخفاض الاستثمارات في القطاعات غير السكنية وتباطؤ الإنفاق الحكومي. وكانت الصادرات زادت كما ارتفعت الواردات التي يتم خصمها من الناتج المحلي الإجمالي.