استقرت العقود الآجلة للنفط فوق 122 دولاراً للبرميل أمس مستمدة الدعم من بيانات إيجابية لقطاع المصانع بالصين وسط مخاوف من تعطل امدادات من الشرق الأوسط. وحدت الأرقام الإيجابية من اثنين من أكثر دول العالم استهلاكاً للنفط من هبوط برنت حتى بعد صعود العقد 10.5 % الشهر الماضي مسجلاً أعلى مستوى منذ فبراير 2011.

ويتعرض الخام الخفيف لضغوط بعد زيادة مفاجئة للمخزونات الأسبوع الماضي مع تراجع معدلات تشغيل المصافي. وانخفض برنت في عقد اقرب استحقاق 18 سنتاً إلى 122.84 دولاراً للبرميل بعدما ارتفع 1.11 دولار إلى 122.66 دولاراً عند التسوية في الجلسة الماضية. وتراجع الخام الخفيف 33 سنتاً إلى 106.74 دولارات بعدما أغلق مرتفعاً 52 سنتاً في الجلسة السابقة عند 107.07 دولارات للبرميل.

 

مخاطر سياسية

وقال توني نونان مدير المخاطر في «ميتسوبيشي كورب»: إن هناك مخاطر سياسية كبيرة تدعم النفط. وأضاف أن على الجانب الآخر لا يمكن استبعاد حدوث مزيد من التصحيح لأن السوق فاقت نفسها وهناك مخاوف بشأن الطلب لأن منطقة اليورو مازالت لم تحل مشاكلها بعد.

وهبط برنت في وقت سابق من الأسبوع وسط عمليات بيع لجني أرباح بعد تسجيل أعلى مستوياته في نحو عشرة أشهر ومازال كثير من المشاركين بالسوق يتوقعون مزيداً من الهبوط.

 

اتفاق صيني

واتفقت شركة يونيبك الصينية على شراء حوالي 100 ألف برميل يومياً من النفط الليبي بمقتضى عقد آجل لعام 2012 من المنتظر أن يرفع مشتريات الصين من الخام الليبي بعد تعطل الامدادات في العام الماضي.

وقالت مصادر تجارية على دراية بالاتفاق: إن حجم الواردات المتفق عليه بين يونيبك - الذراع التجارية لسينوبك أكبر شركة تكرير في آسيا - وبين المؤسسة الوطنية للنفط الليبية يغطي الامدادات للفترة من يناير الى ديسمبر.

وأظهرت بيانات جمركية صينية أن واردات الصين من النفط الخام من ليبيا انخفضت حوالي الثلثين العام الماضي مقارنة مع 2010 لتصل إلى نحو 52 ألف برميل يومياً بفعل الحرب الأهلية التي أضرت بمنشآت الإنتاج وأوقفت الصادرات حوالي ستة أشهر. وكان من المتوقع أن ترتفع صادرات ليبيا النفطية إلى 800 ألف برميل يومياً في يناير إلا أن الإنتاج بلغ 1.3 مليون برميل يومياً مقترباً من مستويات قبل الحرب.

ويعتبر عقد يونيبك البالغ حجمه 100 ألف برميل يومياً صغيراً مقارنة مع اجمالي واردات الصين من الخام التي تتجاوز الخمسة ملايين برميل يومياً لكنه يعزز امدادات يونيبك الإضافية التي دبرتها من خلال عقود مماثلة مع السعودية والعراق. وستساعد هذه العقود مجتمعة على تغطية تخفيضات أجرتها يونيبك في عقود استيراد الخام الإيراني التي قال مسؤول تجاري صيني رفيع: إنها قد تصل إلى 54 ألف برميل يومياً في 2012.

وفي ديسمبر الماضي منحت ليبيا عضو أوبك عقود امداد لعام 2012 لأربع شركات تجارية كبرى هي جلينكور وجانفور وترافيجورا وفيتول.