تقرير لـ«أميركان إكسبريس»:

دبي أهم مركز للتسوق الفاخر عالمياً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد تقرير صادر عن «أميركان إكسبريس» أن دبي باتت أهم مركز للتسوق الفاخر عالمياً، حيث تتفوق على كل من باريس ولندن وميلانو ونيويورك وهونغ كونغ وسنغافورة.

وفي تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» أوضحت غرازييلا مارتينيز نائب رئيس المؤسسات والشركات لدى أميركان إكسبريس الشرق الأوسط أن دراسة أنماط الإنفاق في الشرق الأوسط التي أجرتها الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية تظهر أن غالبية المشاركين في الدراسة قد اختاروا دبي وجهة التسوق للمنتجات الفاخرة الأولى في الشرق الأوسط.

واستطاعت دبي التفوق خلال دراسة العام الجاري، حيث إن النسبة الأكبر من المستهلكين في الدول التي تمت بها الدراسة اختارت الإمارة كونها أهم مركز للتسوق الفاخر من بين كل المدن في العالم، متفوقة على باريس، لندن، ميلانو، نيويورك، هونغ كونغ، سنغافورة وبيروت، ولفتت إلى أن هذه المعطيات تشكل فرصاً هائلة لشركات المنتجات الفاخرة والماركات العالمية في دبي، حيث يمكنهم توسيع نطاق أعمالهم بدبي واستقطاب نسبة أعلى من المستهلكين هناك من أي بلد آخر.

مقومات

وأكدت مارتينيز أن دبي تأتي في سلم أولويات أي شركة ناجحة لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها القوانين المتكاملة التي تحفز نمو الأعمال والاستثمار بشكل استثنائي، إضافة إلى إلى وجود مواهب ومهارات استثنائية في قطاعات وصناعات مختلفة، فضلاً عن البنية التحتية القوية للقطاعات النامية كقطاع الاتصالات والتكنولوجيا والتي تعتبر أساسية لأي شركة تتطلع لتطوير أعمالها.

وأضافت، تزخر مشاريع وخطط دبي بالكثير من الفرص والتي تهدف وعبر قنوات جديدة إلى تسهيل الوصول إلى أفضل الخدمات وعلى مدار الساعة، ما ينعكس وبشكل إيجابي على المقيمين والزوار على حد سواء، فنحن على سبيل المثال في شركة أميركان إكسبريس، اخترنا أن ندعم هذه الرؤية المستقبلية وأن نكون شريكاً استراتيجياً لحكومة دبي الذكية للارتقاء بتجربة العملاء. ولطالما اعتبرنا الإمارات مركز اهتمام ونفخر بالنمو الذي حققناه هنا.

معدلات الإنفاق

وحول تقييم أداء سوق المنتجات الفاخرة قالت مارتينيز على هامش مؤتمر عالم الرفاهية العربي :قمنا في بداية هذه العام بتكليف شركة «جي إف كي» بدراسة توجهات الإنفاق عند المستهلك في الشرق الأوسط. وقد تناولت هذه الدراسة أصحاب القرار ذو الدخل العالي، تحديداً الذين يبلغ دخلهم السنوي 75 ألف دولار على الأقل في كل من الإمارات، عُمان، البحرين، الكويت ولبنان. وبينت الدراسة أن نحو 70% من المستهلكين في الإمارات يتوقعون زيادة أو المحافظة على مستويات إنفاقهم نفسها هذا العام. وبينما وجدنا تغييراً في الفئات التي يخططون الإنفاق عليها، نرى أن توجهات الإنفاق ما زالت تميل نحو ضروريات الحياة كالعام الماضي.

أما بالنسبة للمنتجات الفاخرة أو الكماليات، نجد أن هناك نوعين من الإنفاق: إما لتملك المنتجات الفاخرة وإما للتمتع بالتجارب الفاخرة. السؤال المهم هنا هو: أيهما المفضل عند المستهلك؟ وتبين في دراستنا فرق طفيف بين الإجابات حيث ما نسبته 56% من المستهلكين في الإمارات يقدمون تملك المنتجات الفاخرة على التجارب الفاخرة. ولكننا نرى أنماط مختلفة في مجموعات مختلفة، إذ أن أصحاب الدخول التي تصل إلى 85 ألف دولار سنوياً يفضلون الإنفاق على المنتجات الفاخرة، بينما يفضل أصحاب الدخول الأعلى أي أكثر من 95 ألف دولار سنوياً الاستمتاع بالتجارب الفاخرة. أما إذا تناولنا الفرق بين سكان أبوظبي ودبي، سنجد أن المستهلكين في دبي يفضلون الإنفاق على التجارب، بينما يفضل المستهلكون في أبوظبي شراء المنتجات الفاخرة.

كذلك نرى أن أصحاب الألفية من الدول التي تمت بها الدراسة يفضلون الإنفاق على اقتناء المنتجات الفاخرة والذين في عمر 40 وما فوق يفضلون التجارب، ونجد أن الإنفاق الأكبر على ضروريات الحياة هو في لبنان، والأقل هو في عُمان. أم بالنسبة لأهم ثلاث فئات يتركز فيها الإنفاق، فهي: السياحة والسفر، الملابس، والمفروشات.

وتعزيزاً لتلك الفكرة، شهدنا من خلال نتائج أعمالنا في شركة أميركان إكسبريس الشرق الأوسط نمواً في حجم المبيعات في قطاعات مختلفة في الشرق الأوسط بما فيها قطاع التجزئة، السياحة والسفر، والمطاعم الفاخرة، كما أن هناك نمواً في عدد المعاملات بالرغم من انخفاض طفيف في معدل قيمتها. وهذا ما يعني أن المستهلكين باتوا أكثر حرصاً في الإنفاق مع تغيير أولوياتهم، ولكن هذا لا يلغي وجود القوة الشرائية.

توجّهات المستهلك

وأظهرت الدراسة أن المستهلكين في هذه المنطقة يريدون الاستمتاع بكماليات الحياة بالرفاهيات، حيث نرى أن معدل الإنفاق على ضروريات الحياة في المنطقة هو 3500 دولار شهرياً مقابل نحو 1400 دولار شهرياً على الكماليات.

ويرتفع معدل الإنفاق إجمالاً في الإمارات حيث إنهم ينفقون نحو 4000 دولار شهرياً على ضروريات الحياة مقابل 1900 دولار شهرياً على الكماليات. وعلى مستوى المنطقة، تساوت إجابات المستهلكين تقريباً بين ميولهم نحو الإنفاق على المنتجات الفخمة والتجارب الفاخرة مع وجود فرق طفيف من بلد إلى آخر.

فعلى سبيل المثال، ظهر سكان دبي ميول نحو التجارب الفاخرة بنسبة 57%، بينما نسبة 85% من سكان أبوظبي يفضلون المنتجات الفاخرة على التجارب، كما أن الرحلات والسفر أخذت الصدارة عبر المنطقة، حيث صرح 31% من المستهلكين عن خططهم لزيادة الإنفاق في هذا المجال، ولحق بها الإنفاق على المفروشات بنسبة 14%، ولكن اختلفت النتائج في الإمارات قليلاً حيث تصدرت المفروشات كالفئة التي ستشهد أكبر زيادة في الإنفاق من بين الكماليات إذ صرح بذلك نحو 19% ممن شملتهم الدراسة، ولحق بها الإنفاق على الرحلات والسفر بنسبة 33%.

كما نجد أيضاً أنه من القطاعات المشمولة بخطط المستهلكين هذه السنة على مستوى المنطقة وفي الإمارات تحديداً قطاع الساعات والمنتوجات الجلدية. وهذا ما سيؤدي إلى التحفظ بالإنفاق على الملابس من الماركات العالمية والمطاعم الفاخرة.

السلع الشخصية

أما من منظور عالمي واعتماداً على الإصدار الرابع من تقرير المجموعة الاستشارية ببوسطن بدراسة مستهلك قطاع المنتجات الفاخرة، نجد أنه بالرغم من أن القطاع يشهد تباطؤا عاماً في فئة السلع الشخصية تحديداً، إلا أن الشريحة الأعلى من المستهلكين والمتمثلة بالأميركان والصينيين تظهر نمواً مطرداً في ما يخص المنتجات الشخصية والاستهلاك التجريبي. وعلى عكس توجهات منطقة الشرق الأوسط، يتوقع هؤلاء المستهلكون زيادة إنفاقهم في المستقبل على الأحذية والعطور ومستحضرات التجميل، وتخفيض إنفاقهم على المنتوجات الجلدية والحريرية.

التأثيرات الرقمية

ومع تسارع نمو احتياجات المستهلك، تتغير الخيارات المتاحة في السوق وسلوكيات الشراء بشكل أسرع مما يمكن تخيله، وأوضحت مارتينيز أن المستهلك هو صاحب القرار وهو متصل بشكل كبير ولديه إدراك رقمي عالي حيث إن كل شيء في عالمنا اليوم يتحرك نحو الفضاء الرقمي. وحجم المرونة في المنصة الرقمية يجعلها قناة قوية للتواصل مع العملاء، لذا أصبحت المنصة الرقمية قناة أعمال فعالة وكفؤة في جميع أنحاء العالم، حيث إنه بخلاف القنوات الأخرى، يمكن أن تقدم العديد من المزايا في الوقت، فعلى سبيل المثال، تسمح لك التقنيات الرقمية ووسائل التواصل بتحديد مجموعة خاصة من العملاء لترويج مبيعاتك، للوصول فقط لشريحة عملائك الذين، على الأرجح، هم من سيشترون منتجاتك أو الخدمات الخاصة بك. وبناء على ذلك يمكنك تكييف وتعديل إعلاناتك حسب شريحة معينة من المستهلكين لتحقيق أقصى قدر من الفعالية. وتتيح لك أيضاً أن تبقي عملك مفتوحاً على مدار 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع ما يعطي العملاء الحرية للتواصل معك أينما كانوا.

أولويات

وأبرزت دراسة أميريكان إكسبريس عدداً من التوجهات الرئيسة تتعلق بالإنفاق في المنطقة، يأتي في مقدمتها التوفير، حيث أشارت الأغلبية إلى أن توفير المزيد من الأموال هو الأولوية الأولى لعام 2017، كما أوضحت الدراسة أن أغلبية المستهلكين تخطط للإبقاء على مستوى إنفاقها في عام 2017 عند نفس المستويات التي كانت عليها في عام 2016، والبعض يخطط لزيادة ذلك الإنفاق. بعلى الرغم من رغبة المستهلكين في الحفاظ على نفس مستويات الإنفاق كما كانت في عام 2016، نرى تحولات في الفئات التي ينفق عليها، أي يعيدون الناس تركيز أموالهم على ضروريات الحياة حيث أشارت الدراسة إلى أن نسبة 54% من المستهلكين تعطي الأولوية لشراء وامتلاك المنتجات عن إنفاق المال على التجارب.

مشتريات

يُفضّل 77 % من المستهلكين في الشرق الأوسط التسوق في المتاجر التقليدية، بالرغم من أن هناك حركة إيجابية للمشتريات عبر الإنترنت مقارنة بالعام الماضي وفقاً لـ"أميركان إكسبريس"، حيث كانت النسبة للتسوق في المتاجر حينها بنسبة 81%. ومن ناحية أخرى مرتبطة بتوجهات السفر، فقد أظهرت الدراسة أن المستهلكين في كل من الإمارات والبحرين والكويت يسافرون بمعدل مرتين في العام، ويسافر ما نسبته 49% من الذين شملهم الاستطلاع أكثر من مرتين في السنة في حين يسافر المستهلكون في عُمان بمعدل مرة واحدة سنوياً.

3 عوامل ترسم ملامح القطاع في المنطقة

يشهد قطاع المنتجات الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط 3 عوامل رئيسية بحسب غرازييلا مارتنز، ويتمثل العامل الأول في ازدياد وعي المستهلكين في دول المنطقة مع ازدياد مستخدمي الإنترنت وانتشار التكنولوجيا وتقارب المجتمعات من بعضها البعض. كما رأينا بدراستنا، فهو ينفق بحرص وحكمة أكبر، وهو يمسك بزمام الأمور ولديه اطلاع بشكل متزايد على آخر الموضات، وأفضل الأسعار والماركات، ونجد أنه لم ينسى تدليل نفسه بالرغم من تركيزه على ضروريات الحياة. لذلك فإن تطوير الأعمال في هذه الظروف يتطلب دراية أكبر بالمستهلك وقدرة على ابتكار الحلول التي تناسب نمط حياة المستهلك والظروف المتغيرة.

أما العامل الثاني فيتمثل في تغيير ظروف السوق، حيث أشارت مارتنز إلى أن التغيرات الاقتصادية أثرت في المستهلك وجعلته أكثر حذراً في الإنفاق وهذا ما أثر أيضاً في تنوع قاعدة مستهلكين المنتجات الفاخرة إذ باتت تشمل مختلف الجنسيات من الروس إلى الصينيين والأوروبيين. وكما ذكرت من قبل، هناك اختلافات بالتوجهات بين فئات الأعمار ومستوى دخل المستهلك. فالتوقعات من المستهلكين 40 وما فوق تختلف بشكل كبير عن توقعات أصحاب الألفية، وكذلك اهتمامات المستهلك في الشرق الأوسط تختلف عن مثيلاتها في أماكن أخرى من العالم. وهنا تكون الحاجة للتأقلم والتكييف مع هذا التنوع من المستهلكين والاستثمار بما يلبي احتياجاتهم المختلفة.

فيما يتجسد العامل الثالث في أهمية التجارب، حيث يتطلع المستهلكون إلى تجارب جديدة تغني حياتهم، ولذلك نجد أنهم يهتمون بما تقدمه الماركات من تجربة بنفس درجة اهتمامهم بالمنتج نفسه. بالرغم من أن نتائج الدراسة التي ذكرتها سابقاً تقول إن المستهلك الشرق أوسطي يفضل تملك المنتجات الفاخرة بدلاً من الاستمتاع بالتجارب، ولكن نعلم أن النسبة التي تفرقهم هي ضئيلة جداً ولايزال المستهلك يقدر التجارب الفريدة. لذا على الشركات النظر إلى هذا الأمر كفرصة لتمييز أعمالهم عن غيرهم وتقديم المنتجات والتجربة الخدماتية بشكل موحد ومتكامل.

Email