بينت دراسة بعنوان «عوامل التأثير في سوق بعد المبيعات في مجال الآليات»، أن الإمارات مركز نمو إقليمي لتجارة قطع غيار المركبات، وأن كثيراً من الشركات العالمية تقصدها لتكون مركزها الإقليمي، نظراً لسهولة ممارسة الأعمال، ووجود بنية تحتية قوية، وأيضاً الطفرة في مجال إعادة التصدير، نظراً لسهولة الوصول إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا انطلاقاً من دبي.

وأشارت الدراسة إلى أن التجارة الإلكترونية لقطع الغيار، تلعب دوراً كبيراً في أوروبا وأميركا، وأنها تنطوي على فرص كبيرة في الإمارات لم تستغل بعد، وبحسب الدراسة، فإن عوامل عدة تسهم في قوة السوق الإماراتي، فرغم تراجع أسعار النفط عالمياً، إلا أن أسواق الإمارات ما زالت تعيش نمواً بنسبة كبيرة، ودخول لاعبين عالميين مثل سكانيا وأشوك ليلاند.

وبينت الدراسة أن من أهم عوامل القوة للسوق الإماراتي، انخفاض أسعار الوقود، وسهولة التمويل وازدياد الإنفاق، وازدياد عدد السكان ونمو الناتج المحلي الإجمالي، وأيضاً الميل إلى شراء سيارات أحدث، وطلب مواصفات أرقى مثل النوافذ الكهربائية، والأقفال والمرايا، وتحسين أداء المحرك، ومثبت السرعات، وغيرها الكثير من المواصفات الرفاهية التي تعزز وضع سوق الآليات بعد المبيعات، كما أن هامش الربح في دول مجلس التعاون الخليجي أكبر بكثير من مثيله في أوروبا وأميركا.

الرقمنة

ومع تنامي الاهتمام بالتجارة الإلكترونية في المنطقة، يطرح التساؤل عن سبب غياب قطاع سوق الآليات بعد المبيعات وقطع الغيار، واعتمادها على القنوات التقليدية، ويقول سوبهاش جوشي مدير الصناعة المساعد لممارسات السيارات والنقل في فروست آند سوليفان، إن شركات التجزئة الفاعلة تكيف استراتيجياتها لتضمن استخدام المتاجر الرقمية الرئيسة، متاجر أسلوب الحياة أو المتاجر قصيرة المدى، التجزئة النقالة والإلكترونية. وأضاف أن الشرق الأوسط يشهد تحولات.

حيث يخلق عدد من صانعي المعدات الأصلية، ومجموعات الوسطاء، وموردي خدمات مركبات السيارات، أدواراً رقمية جديدة لدعم تجربة العميل. وتؤدي حركة التحضر المتزايدة، إلى خلق أشكال جديدة للتجزئة وشبكات صغيرة للتوزيع، حيث تحدث الاتصالات المتزايدة تحولاً كبيراً في تجزئة السيارات.

ويُتوقع أن يحدث استخدام التكنولوجيا تأثيراً في طريقة خدمة السيارات ببرامج محددة، تجري فحوصات واختبارات سيارات كاملة، كما أن استراتيجية المستقبل متعددة القنوات، سوف تضمن تفكيك أعمال التجزئة من نموذج المتجر الشامل المفضل، لنموذج مفكك، مع تكدس وعرض العديد من المنتجات والخدمات على الإنترنت.

شحن

وقال رامي مراد مؤسس موقع «اكسشيبيا»، إن هذا القطاع مهم جداً، وأنهم من أجل تطويره وتطوير عمليات الشحن بشكل عام، يوفرون موقعاً إلكترونياً باشتراك شهري بسيط، وبما يسهل شحن البضائع على الشركات من خلال خلق صلة وصل بين الموردين والشركات بشكل يخفض كلفة ونفقات الاستيراد، ويسهل العملية برمتها، ويلغي الوسطاء، حيث تضع الشركة المواصفات التي تريدها، وتحصل بالمقابل على عروض متعددة للشحن، بدل أن تذهب لشركة وسيطة.

إحصاءات

وأظهرت الدراسة أن نسبة السيارات إلى الأشخاص في دبي، تفوق مدناً أخرى مثل لندن ونيويورك، ومن المتوقع أن دبي لوحدها ستضم 2.2 مليون سيارة مسجلة بحلول 2020، وهو ضعف العدد سنة 2010، وحسب مؤسسة الدراسات جي إف كيه، فإن في الإمارات أكثر من 4089 مركزاً لمنتجات بعد البيع.

اعتبرت أن الإطارات والبطاريات من المجالات التي تحوي فرصا هامة في هذا السوق، نظراً للظروف المناخية التي تؤثر في أعمارها وتزيد الحاجة إلى استبدالها دورياً، وفي حين تعتبر الأكسسوارات من مصادر العائدات المهمة في أوروبا وأميركا، فإنها تشكل في الإمارات فرصة محتملة، كما أن الحاجة للصيانة كل 5 آلاف كيلومتر، مقارنة بعشرة أو 15 ألف كيلومتر في أوروبا، تخلق الكثير من الفرص لورش الصيانة.