الدرهم يحقق مكاسب ملحوظة مقابل معظم عملات دول القارة منذ 2014

قوة الدولار تخلق ظروفاً مواتية لتجارة الإمارات مع أميركا اللاتينية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن الدرهم حقق منذ عام 2014 مكاسب ملحوظة مقابل معظم عملات أميركا اللاتينية وذلك على خلفية ارتفاع قيمة صرف الدولار الأميركي بالإضافة إلى وجود ظروف الانكماش الاقتصادي في بعض الدول اللاتينية، وأوضح في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» أن قوة الدرهم شكلت ظروفاً مواتية لصالح ميزان التجارة، حيث ساعد ذلك في التقليل من فاتورة الواردات والتي تمثل حوالي 90% من إجمالي قيمة التجارة الثنائية مع دول أميركا اللاتينية.

ولفت إلى أن الإعلان مؤخراً عن إلغاء تأشيرات الدخول المسبقة لمواطني الدولة إلى كل من الأرجنتين والبرازيل من شأنه أن يعزز التبادل التجاري والاستثماري والسياحي.

فرص استثمارية

ولفت بوعميم أن القارة اللاتينية تعتبر سوقاً واعداً، حيث ساهم البعد الجغرافي وقلة المعلومات المتاحة عن هذه الأسواق في تقليل الاهتمام العالمي بفرص هذه الأسواق، التي نعتبرها أسواقاً واعدةً ومليئةً بالفرص الاستثمارية التي يمتلك فيها تجار دبي خبرة واضحة.

وفيما يتعلق بالتجارة البينية بين دبي ودول اميركا اللاتينية، أشار بوعميم إلى أنها سجلت نمواً متزايداً بلغ 26% خلال الفترة 2010-2015، حيث ارتفع حجم تجارة دبي الخارجية غير النفطية مع أميركا اللاتينية من 13.5 مليار درهم في العام 2010 إلى 17 مليار درهم مع نهاية العام 2015 أي ما يعادل 4.6 مليارات دولار اميركي، وهو معدل جيد إذا ما نظرنا إلى بعد المسافة وقلة الرحلات الجوية المباشرة وعدم وضوح الرؤية الاستثمارية في العديد من أسواق هذه القارة، وبالتالي فإننا نرى إن وجود عدد من العوامل المحفزة لتطور هذه العلاقات مثل المنتدى العالمي للأعمال لدول اميركا اللاتينية الذي أطلقته غرفة دبي خلال العام الماضي، وإرسال بعثات تجارية إلى هذه الأسواق وأبرزها البعثة القادمة لغرفة دبي والتي تضم عدداً من أبرز رجال الأعمال والمستثمرين من دبي، وتجهيز الدراسات المتخصصة بالفرص والتحديات الخاصة بهذه الأسواق، وإجراء حوارات مباشرة ونقاشات نوعية من أصحاب القرار في القطاعين العام والخاص لدى الجانبين سيكون له تأثير كبير في الدفع بالعلاقات المشتركة إلى مستويات أرقى، ومساعدة شركات دبي على تعزيز بصمتها وحضورها في القطاعات الرئيسية في أسواق هذه الدول.

أبرز الشركاء

وأشار بوعميم إلى أن قيمة تجارة دبي غير النفطية مع دول القارة اللاتينية خلال الفترة يناير- سبتمبر 2016 بلغت 13 مليار درهم. وتعتبر كل من البرازيل والمكسيك وسورينام والأرجنتين أبرز الشركاء التجاريين لإمارة دبي في قارة أميركا اللاتينية، فتجارة دبي غير النفطية مع البرازيل بلغت 7.6 مليارات درهم مع نهاية العام 2015، وسجلت 4.1 مليارات درهم خلال الفترة يناير- سبتمبر 2016.

فيما بلغت تجارة دبي غير النفطية مع المكسيك 4.9 مليارات درهم مع نهاية العام 2015، في حين بلغت خلال الفترة يناير- سبتمبر 2016 حوالي 3.4 مليارات درهم. أما تجارة دبي غير النفطية مع سورينام فبلغت 1.5 مليار درهم في العام 2015، وسجلت ما قيمته 1.2 مليار درهم خلال الفترة يناير- سبتمبر 2016. وبلغت تجارة دبي غير النفطية مع الأرجنتين 684 مليون درهم خلال العام 2015، في حين بلغت 506 ملايين درهم خلال الفترة يناير- سبتمبر 2016.

وبالنظر لتجارة دول مجلس التعاون الخليجي مع دول القارة اللاتينية، نجد أن البرازيل استحوذت على 77% من إجمالي صادرات اميركا اللاتينية إلى دول الخليج في العام 2015، بقيمة وصلت إلى 11 مليار دولار اميركي، في حين استحوذت كذلك على 65% من إجمالي صادرات دول الخليج العربي إلى القارة اللاتينية.

سلع

تتمثل غالبية تجارة دبي الثنائية مع أميركا اللاتينية في سلع أساسية سواء كانت معدنية أو زراعية بحسب بوعميم، حيث تضم أكثر 5 منتجات تستوردها دبي من أميركا اللاتينية في كل من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، والسكر، واللحوم، والمنتجات الكيماوية غير العضوية، ومصنوعات الحديد أو الصلب. أما أكثر 5 منتجات غير نفطية تصدرها دبي إلى أمريكا اللاتينية فهي الأسمدة، والهياكل المعدنية، والبلاستيك، وأجزاء الآلات، والكبريت.

أكبر المستثمرين

وأكد بوعميم أن أميركا اللاتينية تعتبر مورداً عالمياً رئيسياً لسلع معينة مثل البن والسكر ولحوم الأبقار والذهب، وقد أدى بروز دبي كمركز تجاري إقليمي وعالمي إلى زيادة الطلب على تطوير الدعم اللوجستي وخاصة الملاحة.

ونتيجة لذلك قامت موانئ دبي العالمية بإنشاء شبكة لها في أميركا اللاتينية حيث لديها محطات بحرية في الأرجنتين والبرازيل وبيرو وسورينام ولديها استثمارات حالية لتطوير ميناء بالاكوادور. وفيما يتعلق بالنقل عبر الأطلسي والموانئ والخدمات اللوجستية، تعد موانئ دبي العالمية، أكبر المستثمرين الخليجيين في أميركا اللاتينية، إذ تقدر استثماراتها في جميع أنحاء أميركا اللاتينية بنحو 4 مليارات دولار أميركي.

رحلات الطيران

بالإضافة إلى ذلك، قامت طيران الإمارات مؤخرا بالتوقيع على اتفاقية لتبادل رموز رحلات الطيران مع الخطوط الجوية البرازيلية (GOL)، الأمر الذي ساعد في زيادة الربط بين الإمارات والبرازيل. ويتوقع توسيع هذه الاتفاقية لتشمل بقية دول أميركا اللاتينية والكاريبي.

وتضاعفت قيمة تجارة الإمارات الثنائية مع أميركا الجنوبية خلال العقد الماضي، ونتوقع استمرار هذا النمو مستقبلاً وذلك بفضل التزام الحكومة بإزالة القيود أمام التجارة. في الواقع وتحت مظلة دول مجلس التعاون الخليجي، عقدت الإمارات محادثات حول اتفاقيات التجارة الحرة مع البرازيل والأرجنتين وأورغواي والباراغواي، وهو ما نتوقع أن يساهم بتنمية العلاقات المشتركة وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة.

مستويات متقدمة

أوضح مدير عام غرفة وتجارة دبي أن أهم خطوة لتعزيز العلاقات التجارية مع دول القارة اللاتينية تتمثل بوجود الرغبة والإرادة لدى الجانبين للارتقاء إلى مستويات متقدمة من التعاون الاقتصادي والاستثماري، وهذا الأمر موجود سواء من قبلنا أو من قبل شركائنا في هذه الأسواق.

وبعد الإرادة لا بد من وجود منصة مثالية للحوار الذي سيؤسس لتعزيز العلاقات التجارية المشتركة. وقد قمنا بالفعل بإطلاق المنتدى العالمي للأعمال لدول اميركا اللاتينية في دورته الأولى والذي أسس لعلاقة قائمة على المصالح المشتركة، حيث شهدنا مشاركة كثيفة من أصحاب القرار من الجانبين، ولمسنا أهمية هذه اللقاءات في تحفيز التعاون الاقتصادي. وقد عقد المشاركون في المنتدى أكثر من 100 لقاء ثنائياً نتوقع ان ينتج عنها عدد من الشراكات الاقتصادية المستقبلية.

وأضاف: الخطوة التالية التي نعمل عليها حالياً تتمثل بقيادة وفد تجاري يضم أبرز رجال الأعمال والمستثمرين من دبي المهتمين بدخول سوق أميركا اللاتينية، حيث سنزور البرازيل والباراغواي والأرجنتين للإطلاع عن كثب على الفرص الاستثمارية المتاحة، وبحث كيفية تفعيل التعاون الاستثماري بين مجتمعات الأعمال في دبي وأسواق هذه الدول. وإننا نؤمن بأن تعزيز العلاقات التجارية يفرض وجوداً مستمراً لنا في هذه الأسواق، ولذلك فإن افتتاح المكتب التمثيلي الثامن لغرفة دبي قريباً في البرازيل سيحل هذا التحدي، ويسهل على المستثمرين في دبي ومنطقة الخليج العربي التعرف على الفرص، ودخول هذه الأسواق. كما أننا ندرس كذلك افتتاح مكتب آخر لنا في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس ليكون نافذةً إضافية لدبي على هذه الأسواق.

تعاون مشترك

تتمثل أبرز مجالات وقطاعات التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وأميركا اللاتينية في المنتجات الزراعية والغذائية وخدمات النقل الجوي والخدمات اللوجستية وقطاع الصناعة والأعمال المصرفية وأعمال التجارة والاستثمار والمعادن، تعد أهم القطاعات الواعدة للتعاون المشترك بين الجانبين، في حين تبرز قطاعات الطاقة النظيفة والمتجددة كمجال حيوي وهام للتعاون المشترك.

وبالتأكيد لا يمكن نسيان أن قطاع ريادة الأعمال والابتكار يشكلان عاملين أساسيين في صناعة مستقبل الأعمال، وهو الأمر الذي توليه دبي اهتماماً كبيراً، وتعتبره مرتكزاً لبيئة أعمالها وتنافسيتها العالمية.

436

مليون دولار صادرات البيرو إلى الإمارات خلال العام الماضي في ظل ارتفاع حجم هذه الصادرات بعد توجه شركات البيرو إلى تعزيز أعمالها في الإمارات وخاصة في منتجات المأكولات والمشروبات، حيث تسجل تجارة البيرو مع دول الخليج نمواً مطرداً.

%1

تواجه منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي انخفاضاً متواصلاً في النمو، نتيجة لبيئة خارجية خاصة للبلدان المصدرة للسلع الأولية. ونتيجة لذلك لم تسجل المنطقة أي معدل للنمو في عام 2015، ومن المتوقع أن تسجل انكماشاً بنسبة 1% عام 2016. كما أن متوسط نمو المنطقة تأثر سلباً بالركود في اقتصاد بلدان كبيرة بالمنطقة مثل فنزويلا والبرازيل.

وهناك بعض النقاط المضيئة تشمل بلدان الشمال كالمكسيك وأميركا الوسطى والبحر الكاريبي، وترتبط هذه البلدان بالولايات المتحدة اقتصادياً، بحسب تقارير البنك الدولي. ويشعر صانعو السياسيات بالقلق من أن هذه التوقعات المقيدة قد تهدد ما تحقق خلال العقد الماضي من مكاسب اجتماعية قد تؤثر على اقتصاد دول المنطقة.

183.5

الصادرات البرازيلية إلى الإمارات خلال شهر يناير من العام الجاري، حيث تعتبر البرازيل أحد أهم المنتجين والمصدرين للمنتجات الزراعية، وتشكل خياراً مثالياً للاستثمار في الأمن الغذائي. وتوجد فرص استثمارية متميزة في قطاع الإنتاج، إضافة إلى البنية التحتية اللوجستية لضمان نقل المحاصيل الزراعية.

إصلاحات

شهدت دول أميركا اللاتينية تحولا اقتصاديا واجتماعيا عميقا، وهو ساعد على انتشال الملايين من دائرة الفقر وتنامي الطبقة الوسطى. وكان مسؤولا عن هذا التقدم النمو الاقتصادي القوي المدفوع بإصلاحات محلية وبيئة اقتصادية عالمية مواتية.

وساعدت برامج اجتماعية تكميلية، أمكن تطبيقها بالمساحة المتزايدة من المالية العامة، على تدعيم الفقراء والمستضعفين. لكن تراجع وتيرة النمو بالمنطقة أوقف هذا التوسع، وفقا للبنك الدولي الذي يتوقع أن تستفيد الدول المصدرة للسلع الأولية من الإصلاحات التي تزيد من الادخار، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز النمو على المدى الطويل.

ويجب إيلاء مزيد من الاهتمام لبناء المهارات، وتقليص المُعوِّقات في طريق النشاط الاقتصادي، مثل ضعف البنية التحتية، وعدم مرونة اللوائح التنظيمية لأسواق العمل والمال. ولكن بالنظر إلى أن مكاسب هذه الإصلاحات سيستغرق تحقُّقها وقتا

%46.7

نمو الاستثــــمارات الإمـــاراتية في البرازيل خلال العام 2015، حيث بلغت 281.5 مليون دولار، مقارنة مع 191.9 مليون دولار في 2010. فيما نمت قيمة الاستثمارات البرازيلية في الإمارات خلال الفترة 2010-2015 من 11.2 مليون دولار إلى 75.9 مليون دولار، وذلك بحسب أحدث بيانات المـــصرف المركزي البرازيلي.

الدولة بوابة الصادرات الأرجنتينية لأسواق الشرق الأوسط

أكد فرناندو دي مارتيني، السفير الأرجنتيني لدى الدولة أن العلاقات الثنائية بين الإمارات والأرجنتين في تطور وتحسن ملحوظ، مثمناً الروابط المتينة والعلاقات السياسية الوطيدة التي تجمع بين البلدين، مشيراً إلى أن الدولة تعتبر بوابة للصادرات الأرجنتينية لأسواق دول منطقة الشرق الأوسط.

ولفت دي مارتيني إلى أهمية الزيارات الرسمية التي يقوم بها الطرفان بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بينهما، لافتاً إلى زيارة غابرييلا ميكيتي، نائبة الرئيس الأرجنتيني، إلى دولة الإمارات خلال شهر نوفمبر الماضي، بالإضافة إلى زيارة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي والوفد المرافق له إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أخيراً، جاءت لتؤكد على علاقات الصداقة والتعاون بين الأرجنتين ودولة الإمارات.

وأضاف دي مارتيني أن نائبة رئيس الأرجنتين زارت دولة الإمارات مرتين في مناسبتين رسميتين مختلفتين، مشيراً أن الزيارة الأولى شملت لقاءات حكومية واقتصادية مع أهم وأبرز الجهات الحكومية في كل من أبوظبي ودبي، أما الزيارة الثانية فكانت تلبية لدعوة معالي الدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي للمشاركة في إحدى فعاليات المجلس، معتبراً أن زيارة معاليها لدولة الإمارات هي تأكيد لحرص الأرجنتين على بناء علاقات سياسية وطيدة وصديقة مع دولة الإمارات، بالإضافة إلى اكتشاف فرص استثمارية جديدة وقطاعات مشتركة بين الجانبين لتعزيز ودعم الاستثمارات والمشاريع المستقبلية المشتركة.

ولفت دي مارتيني إلى أن البعثة التجارية لغرفة دبي إلى الأرجنتين خلال شهر أبريل المقبل، هي بعثة مهمة وأساسية للجانبين لعدة أسباب أهمها أن قلة التبادل التجاري بين الإمارات والأرجنتين يعود إلى عدم وجود الإمكانات والمعلومات والمعرفة الكافية حول هذه الأسواق والفرص المصاحبة لها، مؤكداً أن هذه البعثة ستفتح فرصاً استثمارية وتجارية واقتصادية عدة بين الطرفين، مؤكداً كذلك حرص الأرجنتين إلى الوصول إلى الأسواق الأخرى مثل أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا عبر بوابة الإمارات، مشيراً كذلك إلى تطلع بلاده لافتتاح غرفة دبي مكتباً تمثيلياً لها في الأرجنتين قريباً، ليشكل هذا المكتب خطوة استراتيجية على صعيد التكامل الاقتصادي والاستثماري المشترك بما يدفع علاقات الجانبين إلى مستويات رفيعة.

وأضاف دي مارتيني أن هذه البعثة التجارية ستفتح آفاقاً وفرصاً واسعة لرجال الأعمال والمستثمرين والشركات التجارية في دولة الإمارات للتعرف على الخدمات والمنتجات عالية الجودة التي توفرها الأرجنتين، وذلك بهدف الارتقاء بالعلاقات التجارية إلى مستويات عالية.

وأشار سفير الأرجنتين إلى أن بلاده شهيرة ليس فقط بتوفيرها أجود الأطعمة والمشروبات والخدمات الترفيهية ولاعبي كرة القدم، مؤكداً أن بلاده تمتلك قدرات وإمكانات ومنتجات بارزة في مجالات أخرى مثل تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية والطاقة النووية وصناعة السيارات وصناعة الأدوية وغيرها من المجالات.

وعدد القطاعات الأرجنتينية التي توفر فرصاً لرجال الأعمال والشركات الإماراتية وتشمل قطاع النقل والمواصلات وقطاع البنية التحتية وقطاع الطاقة بنوعيها التقليدية والمتجددة، بالإضافة إلى قطاعات الصناعات الزراعية والنفط والغاز والعقارات والاتصالات والسياحة، مشيراً أن بلاده تتطلع إلى التعاون المشترك والمثمر بين الجانبين وفي شتى المجالات والقطاعات. ولفت دي مارتيني أن مع تعيين رئيسٍ جديدٍ للأرجنتين، حدثت العديد من التغييرات الإيجابية في قطاع التجارة وخاصة في الشروط والأحكام.

2.6 مليار دولار تجارة الإمارات مع البرازيل 2016

أكدت كارين فيرنانديز جونز، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيئة الترويج الاستثماري والتجاري البرازيلية أن التبادل التجاري بين البرازيل والإمارات خلال الفترة 2000-2016 حقق نمواً بنسبة 785 % حيث وصلت قيمته إلى 2.6 مليار دولار بنهاية العام 2016، بفائض لصالح البرازيل وصل إلى 1.9 مليار دولار.

وأشارت في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» إلىأن إعلان غرفة دبي عن خطوتها الاستراتيجية المتمثلة بافتتاح مكتب لها في ساوباولو سيعزز من مكانة البرازيل باعتبارها شريكاً استراتيجياً لدبي ودولة الإمارات في قارة أميركا اللاتينية».وأوضحت جونز أنه وبعد فترة من التباطؤ الاقتصادي والأزمات السياسية، فإن البرازيل اليوم قد وضعت نفسها على سكة التغيير، ودخلت منعطفاً جديداً من النمو.

وقد بدأت حزمة الإصلاحات التي تطبقها الإدارة الحالية في أن تؤتي ثمارها بنتائج اقتصادية إيجابية، وبالتالي فإن ذلك يحمل فرصاً للمستثمرين الإماراتيين في عدد من القطاعات أبرزها البنية التحتية، وذلك عبر برامج الشراكات الاستثمارية التي تم الإعلان عنها مؤخراً لتطوير شبكة الطرق وسكك الحديد والموانىء والمطارات والتعدين والنفط والغاز والطاقة، بالإضافة إلى النفط والغاز، فالتغيرات التشريعية الأخيرة جعلت الأمر أكثر سهولة للشركات الأجنبية للمشاركة في استكشاف الحقول النفطية إلى جانب الصناعات الغذائية.

وأشارت جونز إلى أن البرازيل والإمارات تتمتعان بعلاقات اقتصادية هامة، حيث تعتبر الدولة إلى جانب المملكة العربية السعودية أبرز الشركاء التجاريين للبرازيل في منطقة الشرق الأوسط. وتشكل الإمارات الخيار الأبرز في المنطقة للشركات البرازيلية التي تؤسس أعمالاً لها في المنطقة والتي تشارك في الفعاليات والمعارض التجارية.

كما شهدت في نفس الوقت اهتماماً إماراتياً بالبرازيل كشريك هام في مجال تطوير العلاقات التجارية الثنائية مع قارة أمريكا اللاتينية. ونلمس بوضوح هذا الاهتمام حيث يوجد خطوط طيران مباشر بين البلدين، وشهدنا قيام شركات ومؤسسات إماراتية بارزة مثل طيران الإمارات وبنك أبوظبي الوطني ومؤسسة دبي لتنمية الصادرات بافتتاح مكاتب لها في مدينة ساوباولو البرازيلية.

ونتوقع كذلك افتتاح غرفة دبي لمكتب تمثيلي لها قريباً في المدينة.

وتتركز جهود الهيئة بإطلاق المبادرات الترويجية وتنظيم البعثات التجارية ودعم نشاطات الشركات البرازيلية في المشاركات الخارجية. وتعمل الهيئة كذلك على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة عبر تحديد الفرص، ومساعدة الشركات الأجنبية على التوسع في السوق البرازيلية.

وتمتلك الهيئة 10 مكاتب خارجية منها مكتب دبي الذي يقع بالمنطقة الحرة لجبل علي. ويساهم مكتب الهيئة بدبي في توفير المعلومات والبيانات التي يحتاجها المستثمرون بالإضافة إلى العمل على دعم المبادرات المشتركة بين مجتمعي الأعمال في البلدين.

جهود دؤوبة لتسهيل دخول الاستثمارات الإماراتية إلى أسواق أميركا اللاتينية

مهدت غرفة دبي لنشاطاتها في القارة اللاتينية بسلسلة من الفعاليات والمبادرات، حيث قامت في العام 2015 بزيارة إلى البـــرازيل، واجتمعت مع عدد من الهيئات والمؤســـسات الحكـــومية والخاصة بالبرازيل ومنها الغرفة التجارية العربية البرازيلية، وبورصة ساوباولو، واتحاد السلع والخــــدمات والسياحة في ولاية ساوباولو، بالإضافة إلى المؤسسة البرازيلية لصادرات صناعات اللحوم، والمؤسسة البرزيليـــة للبروتين الحيواني، واتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل (المعتمدة للصناعات الحلال)، واتحاد الصناعات في ولاية ساوباولو، حيث اخــــتتم الوفد لقاءاته باجتماع مع نائب حاكم ساوباولو ووزير التنمية الاقــتصادية والعلوم والتكنولوجيا والابتــكار في ولاية ســاوباولو خلال تلك الفترة مارسيو فرانكا.

وهدفت لقاءات الغرفة مع عددٍ كبير من المؤسسات الاقتصادية إلى الإطلاع على الواقع الاقتصادي للسوق البرازيلية، وبحث فرص التعاون مع الشركات الإماراتية، ومناقشة تحديات دخول السوق البرازيلية، بالإضافة إلى استعراض آفاق النمو وفرصه في اقتصاد دبي، بالإضافة إلى مناقشة ترتيبات تنظيم المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركيا اللاتينية في دبي.

كما نظمت الغرفة على مدى ثلاث السنوات الماضية في مقرها عدة فعاليات تحت عنوان «فرص الاستثمار في أسواق واعدة»، وخصصت لدول مثل البرازيل والمكسيك والبيرو وتشيلي بالإضافة إلى أسواق أخرى مستهدفة من مناطق خارج القارة اللاتينية.

وتعتبر هذه المبادرة التي أطلق عليها اسم «فرص استثمارية في أسواق واعدة»، مبادرة نوعية لغرفة دبي تستعرض فيها الغرفة بالتعاون مع السفارات ومجالس الأعمال ومكاتب التمثيل التجارية في دبي الفرص الاستثمارية المتوفرة في أسواق هذه الدول التي تمتلك مؤهلات استثمارية تضيف إلى القدرة التنافسية للشركات والمؤسسات العاملة في دبي في الأسواق العالمية وتسهل الوصول إليها.

دعم تنافسية شركات دبي في القارة

أطلقت غرفة دبي في العام 2012 سلسلة المنتديات العالمية للأعمال بهدف استعراض فرص الاستثمارات الجديدة في عدد من الأسواق الناشئة والحيوية حول العالم، والتي تشمل كلاً من مناطق أفريقيا ورابطة الدول المستقلة وأميركا اللاتينية، حيث تتيح هذه المنتديات وتوفر منصة مثالية لمشاريع المستقبل من خلال بلورة الطاقات ومناقشة الأفكار واستثمارها في خطوات ملموسة لتنمية الأعمال.

ويأتي المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية الذي اختتم في نوفمبر الماضي ليتوج الجهود التي بذلتها الغرفة لتعزيز تنافسية شركات دبي في القارة، حيث نجح المنتدى في تسهيل لقاءات صناع القرار والقائمين على قطاعات الاستثمار والتجارة في دول أميركا اللاتينية مع المستثمرين من دبي والمنطقة، في حين يجري الترتيب حالياً لتنظيم الدورة الثانية من المنتدى اللاتيني في العام 2018.

ونظمت الغرفة حتى الآن ثلاث دورات من المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال كان آخرها في نوفمبر الماضي بمشاركة أكثر من 40 شخصية أفريقية بينها رؤساء دول ووزراء ورؤساء مجالس إدارة شركات مرموقة، إضافة إلى مديري مصارف وصناديق سيادية وشركات خاصة وقادة أعمال. وتناول المنتدى نقاشات مستفيضة حول مستقبل القارة في ظل اتفاقات التجارة الحرة ونشوء مناطق تجارية حرة وتعزيز التجارة بين الدول الإفريقية. بالإضافة إلى دور الموارد الطبيعية في دفع عجلة الاقتصاد في إفريقيا وتأثير انخفاض أسعار النفط في النمو الاقتصادي إضافة إلى البنية التحتية الخاصة بالتجارة والخطوات المقبلة لتعزيز المكاسب التي حققتها القارة وكيفيّة مواجهة التحديات المتعلقة بالفقر.

كما نظمت غرفة دبي المنتدى العالمي للأعمال لرابطة الدول المستقلة العام الماضي تحت شعار «علاقات راسخة، آفاق مستقبلية». وسلط المنتدى الضوء على فرص الاستثمار المشتركة، وإحياء طريق الحرير الاستراتيجي، وناقش الحدث كذلك مقومات الواقع المتغير للتعاون الاقتصادي في رابطة الدول المستقلة، وطرق التجارة القديمة والفرص المستقبلية، إلى جانب التحالفات الجديدة بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتمويل الإسلامي، وطاقة المستقبل المستدامة، وتطوير ممر للنقل والخدمات اللوجستية بين الشمال والجنوب، وربحية استراتيجية التنوع الاقتصادي.

Email