رئيس «مجموعة وايزر» لـ « البيان الاقتصادي»: التسويق الرقمي باهظ الثمن

التنافس نوّع الخيارات وأبطأ زمن إتمام الصفقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال ألبيك أسايف، رئيس مجلس الإدارة ومؤسس «مجموعة وايزر» إن التنافس المحتدم بين شركات التطوير العقاري للفوز بأكبر عدد من المشترين جعل زمن إتمام الصفقة أطول من قبل، فالتنافس زاد من سرعة نضج السوق العقاري من جهة وبالتالي زادت الخيارات أمام المستثمرين وهؤلاء باتوا متأنين جداً في فحص وتقرير خياراتهم الاستثمارية.

وأوضح أسايف في حوار مع (البيان الاقتصادي) أن المواقع الإلكترونية وتحديداً المواقع الاجتماعية لم تعد مجرد شبكات للتواصل الاجتماعي، بل أصبح العنصر التجاري واضحاً فيها، بفضل اهتمام كبرى الشركات في توظيفها ضمن استراتيجياتها التجارية. لكن أسايف الذي تعرض شركته نحو 80000 عقار للبيع والتأجير في موقعه الإلكتروني لفت إلى أن التخصص في مواقع الإنترنت هو الأقوى من شبكات التواصل لأنه يمثل حلقة وصل قوية بين الشركة العقارية على سبيل المثال وبين الشريحة المستهدفة.

تطورات

كان سوق العقارات في المنطقة أول المعنيين باستكمال أحدث تقنيات المعلومات في مختلف أعمال القطاع، لتسهيل التواصل مع قاعدة متعاملين أكبر، ففي الوقت الراهن بدأت رسائل البريد الإلكتروني بالتراجع لتصبح خلال العامين المقبلين شيئاً من الماضي، والأمر ذاته ينطبق على الرسائل النصية القصيرة ذات المضمون الإعلاني أو التسويقي فهي في طريقها لتختفي. حتى أن من ترده يقوم بمحوها في غالب الأحيان قبل أن يقرأها، الأمر الذي يؤكد أن أفضل وسيلة للاستفادة من بيئة تقنية المعلومات الحديثة هي باتباع مقاربة نزيهة ومباشرة ومثيرة للاهتمام في آن معاً ألا وهي المواقع المتخصصة على الإنترنت، ولكن ألا تواجه هذه المواقع تحديات تذكر؟

أجاب أسايف رداً على سؤال لـ(البيان الاقتصادي) حول التحديات التي تواجه مطوري العقارات على صعيد التسويق الإلكتروني بقوله إن «عامل الوقت أصبح تحدياً بالنسبة للشركات العقارية لأن هناك المزيد من العقارات الجديدة التي يجري تطويرها الأمر الذي يساعد على إيجاد بيئة تنافسية للغاية تعزز مبيعات العقارات المتاحة للشراء وقيد الإنشاء. ويُجزم بأن شبكة الإنترنت وما يتصل بها من تقنيات حديثة أصبحت اليوم في خدمة التعاملات العقارية بيعاً وتأجيراً في إطار عملية واسعة ودقيقة ومفصلة تحت مسمى التسويق العقاري.

أسعار ميسورة

تحدث أسايف حول المتغيرات في السوق العقاري وقال إن أسعار العقارات أصبحت ميسورةً أكثر بالنسبة للمشترين مما يفتح الباب أمام دخول استثمارات جديدة إلى السوق. وهذا يعني أن المستهلكين سيفكرون بشكل أعمق في قراراتهم الاستثمارية مما يجعل إتمام أي عملية بيع أكثر صعوبةً. مؤكداً أن الخطوة التي قامت بها مؤسسة التنظيم العقاري لضمان موافقة المالكين على القوائم العقارية تعد سلوكاً ناضجاً تجاه السوق الثانوي وتقوم دائرة الأراضي والأملاك في دبي بمراقبة مطوّري المشاريع المتاحة للشراء وقيد الإنشاء بشكل وثيق على مدى السنوات الماضية، إلا أنه كان من الصعب تعقّب العقارات الجاهزة. ولذلك، ومن خلال تحميل الشركات العقارية المسؤولية عن القوائم العقارية الخاصة بها، تحرص مؤسسة التنظيم العقاري على وضع المزيد من القيود على بعض التكتيكات التسويقية التي أدت إلى ظهور العديد من الشكاوى.

تكاليف باهظة

أفرز تنافس المطورين توجهاً نحو الفضاء الرقمي لعمليات تسويق العقارات لكن هل التكلفة أقل عما سواها؟ أجاب أسايف «من المعروف أن التسويق الرقمي للعقارات عملية باهظة الثمن، وبالتالي تحتاج إلى امتلاك موارد من ذوي المهارات العالية القادرين على أداء هذه المهمة. وقد استثمرت «وايزر» في استقطاب كبار الخبراء في التسويق الرقمي لتنفيذ عمليات الاستحواذ. كما عملنا أيضاً على استثمار مبالغ كبيرة في إعداد الدراسات التحليلية لفهم طبيعة كل نشاط وما هي المبيعات التي قد يدرّها مما يساعد على تحسين الكفاءة. إضافة إلى كلفة وسائل الإعلام الرقمية، يتمثل التحدي الرئيسي في ضمان توفير فرص استثمارية محتملة ذات جودة عالية. مما دفعنا مرة أخرى إلى الاستثمار في شرائح عقارية إضافية لتعزيز الجودة. وأخيراً، لا بدّ أن نقول إننا نواجه بعض المشاكل في إيجاد نوع من التكامل بين الفرص الاستثمارية المحتملة مع فرق المبيعات - إذ لا تقوم فرق المبيعات بشكل دائم وثابت بالتعامل مع تلك الفرص مما يؤثر على الطريقة التي نقيّم فيها نوعية تلك الفرص. إنها مشكلة دائمة نعمل جاهدين على إيجاد حلّ مناسب لها.

الفكرة والانطلاقة

وحول بدايات الشركة قال إن «وايزر للعقارات» بدأت كفكرة بسيطة وهي إتاحة الفرصة للجميع لإيجاد أفضل قيمة عند شرائهم للعقارات من خلال منصة إلكترونية على الإنترنت. ولطالما أحببنا العمل في القطاع العقاري فهو مرتفع القيمة جداً، ولذلك شعرنا بأن دبي هي المكان المثالي لبدء عملنا في هذا المجال. وجميعنا نشطون ونحب أن نكون في صدارة الابتكار، وليس هناك من مكان أفضل لنا لإطلاق طاقاتنا الكامنة من مدينة تشهد تطوراً متسارعاً ليس من الناحية الاقتصادية فحسب، وإنما من الناحية البنيوية من حيث الأبنية والسكان.

البيئة المثالية

وحول سبب إطلاق شركته عبر شبكة الإنترنت انطلاقاً من دبي قال إن دولة الإمارات تشهد تطوراً متسارعاً وهي مكان مثالي للعمل. ومع ذلك، فإن السوق العقاري يتعرض إلى تقلبات ويصبح أكثر صعوبة من حيث المنافسة والنجاح. ومن خلال تقديم قوائم عقارية مجانية للوسطاء العقاريين، فإننا نوفر المجموعة الأوسع من العقارات عالية الجودة في دولة الإمارات.

سلوك المستثمر

وحول سلوك المستثمرين في الوقت الراهن قال أسايف: بات المستهلكون أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، ولكوننا بوابة عقارية إلكترونية فإن مسؤوليتنا الرئيسية هي مساعدة المستخدمين على إيجاد أفضل قيمة خلال رحلتهم في شراء العقارات. وتظهر البيانات الحالية أن المستخدمين الباحثين عن شراء العقارات عبر الإنترنت في تزايد عام بعد عام. ويوفر تزايد العقارات متوسطة الأسعار في دبي تدفقاً مستمراً للاستثمار العقاري، على الرغم من التراجع الحاصل في الاقتصاد العالمي. وكجزء من قيمنا المؤسسية، نحن نعتقد بأن مساعدة المستثمرين على تحديد الفرص الاستثمارية المناسبة لهم هو هدفنا الأسمى. وبالتالي، فإننا نولي أهمية كبيرة لتحديد المشاريع المتاحة للشراء وهي قيد الإنشاء في الدولة.

قيمة مضافة

سأل (البيان الاقتصادي) عن سبب توجهه إلى هذا النوع من الأعمال رغم تواجد العديد من المنافسين الأقوياء فقال إن «وايزر العقارية» شركة طموحة، وتريد أن تكون قيمة مضافة للسوق العقاري وقد دخلنا إلى مجال شديد التنافسية ونعتزم ريادة هذا السوق من خلال التعاون والمبادرات التسويقية الفريدة. ولكوننا شركة جديدة، فإنه لدينا المرونة الكافية لتغيير الاتجاه بسرعة وتقديم برامج تفيد المستخدمين والشركات العقارية على السواء. مؤكداً على رغبة الشركة في المقام الأول في تحقيق مصلحة المستهلك، وإن أفضل طريقة لمساعدة المستهلك هي في تسهيل عملية بحثه عن العقارات التي يرغب فيها. ونحن نعتقد بأن إدراج قوائم كافة العقارات في دولة الإمارات في موقع واحد هو الطريقة الأفضل لتحقيق هذا الهدف. ولهذا فإن كل ما نقوم به يتمحور حول استفادة المستهلك في المقام الأول.

معايير المستثمر

لا يختلف أسايف مع المراقبين للسوق العقاري حول اهتمامات زوار المواقع العقارية على الإنترنت كما أنه يؤيد ضرورة أن تواكب الشركات العقارية تطور سلوك المستثمرين والتعامل معهم بذكاء لأنهم باتوا في المرحلة الراهنة حريصين على وجود نحو 7 معايير في المشاريع السكنية قبل أن يقدموا على اتخاذ قرار الشراء أو الإيجار، وهو ما يعد تطوراً في سلوكهم وتوجهاتهم.

مقدرة

يرى ألبيك أسايف، رئيس مجلس الإدارة ومؤسس «مجموعة وايزر» أن الإعلان عبر الإنترنت يمنح الشركات العقارية إمكانية الوصول إلى شريحة أوسع من المستثمرين المحتملين. كما أنه على الجانب الآخر يعطي المستثمر فرصة أكبر للاطلاع على أكبر قدر ممكن من العروض العقارية.

Email