التركيز خليجياً على الحلول الرقمية لمواجهة تراجع النفط

«جنرال إلكتريك» تدعو لشراكات حكومية مع القطاع الخاص

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت الدكتورة داليا المثنى الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك في منطقة الخليج لتعزيز الشراكات بين الحكومات الخليجية والشركات الخاصة من أجل مواجهة التغيرات التي يفرضها تراجع النفط، حيث إن التحديات تخلق فرصاً جديدة وتثقف المجتمع بترشيد الاستهلاك، وتؤدي لتعديل نماذج الأعمال.

وطالبت بالتركيز على الحلول الرقمية بالمنطقة، وأكدت اهتمامهم بالاستفادة من الخريجين الإماراتيين، ورأت أن اقتصاد البرمجيات الصناعية سيُتيح المجال لمزيد من فرص العمل التي تتطلب مهارات عالية بين قطاع الشباب في المنطقة.

وأضافت أن معظم أعمال جنرال الكتريك في دول مجلس التعاون الخليجي تركزت خلال 2015 بقطاعات الطيران ثم النفط والغاز، ومن ثم الرعاية الصحية والإنارة، وبينت أن ذلك قد يختلف بين عام وآخر.

طاقة

وتطرقت المثنى في حديثها لـ«البيان الاقتصادي» إلى الحلول والتقنيات التي تطرحها الشركة بمجال الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتنويع مصادر الطاقة الشمسية والرياح مثل مشروع بالتعاون مع ديوا لإنتاج 200 ميغاواط طاقة كهربائية من الطاقة الشمسية، وبعد الاستحواذ في نوفمبر 2015 على وحدات أعمال الطاقة والشبكات بشركة الستوم يتم توظيف التقنيات المكتسبة في مشروع حصيان لإنتاج طاقة كهربائية بقدرة 1200 ميجاوات بتقنية الفحم النظيف، وذلك على بعد 60 كيلومتراً جنوب غربي دبي والتي تشيدها شركة اكوا بالتعاون مع هاربين إلكتريك الصينية وألستوم كمقاول رئيسي.

علماً أنه سيجري تشغيل وحدة بطاقة 600 ميجاوات في موعد أقصاه مارس 2020 بينما سيبدأ تشغيل وحدة أخرى بالحجم نفسه في مارس 2021 حسبما أعلنت ديوا سابقاً.

طيران

وتحدثت المثنى عن التعاون مع طيران الإمارات، حيث يتم تطوير تطبيق الإنترنت الصناعي مع طيران الإمارات، وقالت إنه يمكن معرفة ما تحتاجه محركات «جي اي» قبل دخولها ورشة الصيانة وهو ما يسرع الصيانة ويخفض التكاليف، وذلك بفضل الأتمتة الرقمية التي تتيح خلق توأم رقمي افتراضي للتوربينة يمكن تعريضه لظروف الحرارة والضغط نفسها المطبقة على التوربينة الحقيقية لمعرفة كيفية التأثر واستباق العطل وبالتالي توفير أي خسائر ممكنة.

وكانت جنرال إلكتريك أفييشن أبرمت أواخر 2015 اتفاقية مع طيران الإمارات لخدمات الصيانة الفورية الشاملة بقيمة 16 مليار دولار تقوم بموجبه الشركة الأميركية بصيانة وإصلاح وتجديد محركات «جي إي 9 إكس» التي ستشغل أسطول الناقلة من طائرات البوينغ 777 إكس الذي سيتكون من 150 طائرة.

الثورة الرابعة

وأشارت الدكتورة داليا إلى تعاظم أهمية الروبوتات في مستقبل الصناعة وهو ما يجب على الدول الخليجية أن تقوم بمواكبته، وقالت: أعلنا السنة الماضية تحول جنرال إلكتريك من شركة صناعية إلى صناعية رقمية، فكما كان الإنترنت ثورة في سوق الاستهلاك، كذلك فإن هناك ثورة آتية هي الثورة الصناعية الرابعة والتي ستطبق على كل الآلات والمكائن وبالنسبة لشركة مثل «جي اي» العاملة في قطاعات الرعاية الصحية، الطيران، النفط، الطاقة.

فإن تزويد أسطولها الضخم من التوربينات بحساسات إلكترونية (سينسرز) من الممكن أن يؤدي إلى الحصول على كمية معلومات يمكن توظيفها للتشغيل بطريقة أفضل وترشيد الاستهلاك وتعزيز الكفاءة والقدرة على تحليل المعلومات، فالتميز ليس في امتلاك المعلومات ولكن في كيفية تحليلها وتوظيفها لاحتياجاتك الشخصية.

فمن المتوقع أن يتم ربط نحو 50 مليار جهاز مع شبكة الإنترنت بحلول عام 2020، ورفع قيمة الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 15 تريليون دولار بحلول 2030 عبر تعزيز الإنتاجية. وتتمثل الفرصة الأبرز اليوم في تحديث القطاع الصناعي، إذ يمكن لرفع كفاءة هذا القطاع بنسبة 1% فقط أن يوفر أكثر من 150 مليار دولار سنوياً في قطاعات عدة مثل الطاقة، والنقل، والرعاية الصحية.

حلول

واعتبرت الرئيس التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» أن الربط بين التكنولوجيا الصناعية المتقدمة، وتحليلات البيانات الضخمة يتيح للعملاء حلولاً متطورة تركز «جنرال إلكتريك» على ملاءمتها للمتطلّبات المحليّة، حيث يعملون في قطاعات عدة ويستفيدون من ذلك بتجيير التقنيات المستخدمة في مجال إلى مجال آخر، كما حصل مع تقنيات الإضاءة المستخدمة في الصحة والتي استخدمت أيضاً في النفط والغاز.

منصات

واعتبرت داليا أن منصة «بريدكس» للحوسبة السحابية، والتي تستخدمها جنرال الكتريك ستؤسس الأرضيّة الأولى لنشوء أول وأضخم سوق عالمية للتطبيقات الصناعية، وهي مصدر مفتوح يمكن لأي أحد أن يضع أي تطبيقات عليها وهي نظام التشغيل الأول والوحيد عالمياً القائم على الحلول السحابية والمصمم خصيصاً للقطاع الصناعي، حيث تعزز الحلول البرمجية والإنترنت الصناعي من «جنرال إلكتريك» أداء العملاء بنسبة تصل إلى 20%.

 وقد تساعد هذه الحلول على تحقيق قيمة اقتصادية تبلغ 465 مليار دولار سنوياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا وباكستان بحلول عام 2025، وهذه المنصة نطرحها لعملائنا كجزء من الحلول لدينا وستتطلب مبرمجين للتطبيقات، لذلك فهي تسهم بخلق وظائف جديدة.

وتطرقت داليا إلى منصة «جي أي» ستور GE Store ضمن قسم الأعمال الرقمية من «جنرال إلكتريك» مع 3800 موظف رئيسي وآلاف آخرين حول العالم يعملون على قيادة استراتيجية الإنترنت الصناعي للشركة، وتمثل المنصة ملتقى للأفكار والتطبيقات والحلول التي يمكن مشاركتها بين القطاعات لتحسين النتائج المتوفرة للعملاء.

البصمة الكربونية

حول طبيعة مبادرة الإبداع البيئي قالت المثنى إنه عبر شراكة الإبداع البيئي 2020، تتعاون «جنرال إلكتريك» مع «مصدر» لتطبيق أول عمليات كاملة لمعالجة مياه الصرف الصحي بالطاقة المحايدة، لخفض البصمة الكربونية لعمليات معالجة مياه الصرف الصحي وتعزيز وفرة المياه المعالجة لإعادة استخدامها لأغراض أخرى.

إذ تتم معالجة 150 مليون لتر من المياه يومياً باستخدام تقنيات «جنرال إلكتريك» وتوزيعها في مختلف أرجاء الإمارات. ويقع مركز الإبداع البيئي في مبنى «واحة الابتكار» الذي يعد أول مبنى تجاري في «مدينة مصدر»، والواقع في وسط مجمع الأبحاث والتطوير داخل المدينة.

التوطين

وحول الاعتماد على الخبرات المحلية، أكدت سعيهم لتوطين مراكز الخدمات وامتلاكهم خطة لهذا الهدف، واعتبرت أن السعي للبحث عن الكفاءات المواطنة والتوطين أمر مهم، كما وقعت «جنرال إلكتريك»، اتفاقية مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) بهدف إطلاق البرنامج التدريبي «المرأة في الابتكـار» الذي يدعم الابتكار وتطوير الكوادر النسائية في قطاع الطاقة المتجددة، إذ يرجح أحد التقارير الصادرة عن «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» ارتفاع إجمالي فرص العمل في قطاع الطاقة المتجددة بواقع 20 مليون وظيفة بحلول 2030.

ويستأثر قطاع الوقود الحيوي بالجزء الأكبر من هذه الوظائف بواقع 12 مليون وظيفة، يليه قطاع الطاقة الشمسية (6.3 ملايين)، وطاقة الرياح (2.1 مليون).

وتشمل مبادرات التوطين الرئيسية «مركز تكنولوجيا الطيران في الشرق الأوسط» في دبي، والذي يسهم في تطوير التحليلات القائمة على الفيزياء، وتوظيف علم البيانات، والمشاركة في إيجاد حلول برمجيّة بالتعاون مع شركات الطيران في المنطقة. وأيضاً هناك مركز التكنولوجيا والصناعة متعدد الوسائط، التابع لشركة «جنرال إلكتريك للنفط والغاز» في «المنطقة الحرة بجبل علي».

Email