أنجزت شركة فينترسهال الألمانية، أول بئر استكشافي تقوم بتشغيله لتطوير حقل الغاز الحامض والمكثفات في «الشويهات» في أبوظبي.

وأكد ماريو ميهرن الرئيس التنفيذي للشركة، في المؤتمر الصحافي السنوي الذي عقد أمس في مدينة كاسل بألمانيا، أن الشركة تجري حالياً الاستعدادات لحفر بئر استشكافي ثانٍ.

ومن المتوقع أن تكون البيانات المعالجة النهائية من البئر الاستكشافي الأول، متاحة في نهاية أبريل 2016، مشيراً إلى أنه استناداً إلى تفسير هذه البيانات، سيتم إنشاء نموذج جديد تحت سطح الأرض، يتولى توزيع التعبئة الهيدروكربونية لحقل الشويهات بشكل أكثر دقة، ويساعد على وضع التطوير المستقبلي للآبار بالطريقة الأمثل.

وتعمل الشركة الألمانية في البئر الاستكشافي الثاني، من خلال العمليات البحرية التي تتطلب الكثير من الخبرة في حفر الآبار في المياه الضحلة، وتطويرها اقتصادياً. ويشارك في هذا المشروع أيضاً، كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وشركة النفط والغاز النمساوية «أو إم في».

وأشار ميهرن في المؤتمر، إلى أن الشركة تسخر خبرتها بإنتاج الغاز الحامض في مشروع «الشويهات»: حيث تقوم بإنتاج الغاز الحامض في ألمانيا منذ أكثر من 40 عاماً. وبالإضافة إلى ذلك، عمقت فينترسهال، شراكتها مع «أدنوك»: والتي تم الإعلان في نوفمبر الماضي، حيث جرى توقيع مذكرة تفاهم للبحث المشترك في مجال تعزيز أساليب استخراج النفط.

وكانت الشركة قد حققت أرباحاً بلغت أكثر من مليار يورو في العام الماضي، على الرغم من الهبوط الكبير في أسعار النفط والغاز، مقارنة بعام 2014.

مشاريع

وحول المشاريع في الإمارات والشرق الأوسط، قال ميهرن، إن المنطقة تضم حوالي 50 % من احتياطيات العالم من النفط والغاز، وليس هناك منطقة أخرى لديها إمكانات مماثلة، الأمر الذي يعني دوراً متزايداً الأهمية في أنشطة فينترسهال.

وتدير في ليبيا فينترسهال، ثمانية حقول للنفط، في الامتيازين البريين (96) و(97)، وذلك بالتعاون مع «غازبروم»، وهي المشغل لهذه الحقول. وكان إنتاج النفط البري في ليبيا، قد تم تعليقه لفترات طويلة في عام 2015، نظراً للتوافر المتقطع للبنية التحتية الملائمة للتصدير. ومع ذلك، فقد كان من الممكن العمل دون انقطاع في حقل النفط الخام «الجرف»، الواقع قبالة سواحل ليبيا، والذي تمتلك فينترسهال حصة فيه.

وتراجعت المبيعات لأطراف ثالثة إلى 12.998 مليار يورو، من 15.145 ملياراً في 2014، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى تبادل الأصول مع الشركة الروسية «غازبروم»، الذي تم إنجازه في نهاية سبتمبر 2015، والذي كانت نتيجته، فقدان مساهمات الأرباح من تجارة الغاز وأعمال التخزين، ومن شركة «فينترسهال نوردزيه» في الربع الرابع من عام 2015.

إنتاج

وتمكنت فينترسهال من زيادة إنتاج النفط والغاز بنسبة 13 %، ليصل إلى 153 مليون برميل من النفط المكافئ في 2015. وتأتي الكميات الأكبر بشكل رئيس من النرويج والمشروع المشترك «آكيمغاز» (Achimgaz) في روسيا.

وفي ليبيا، تمكنت فينترسهال، بالرغم من الظروف السياسية الصعبة، من الإنتاج من الامتياز البري (96)، لمدة ما مجموعه 125 يوماً من فبراير وحتى مايو..

ومن سبتمبر وحتى أوائل نوفمبر 2015، بمستوى منخفض. في حين واصل الإنتاج في ألمانيا مساره في الاتجاه المعاكس، مع عوامل محركة رئيسة، تتمثل في الانخفاض الطبيعي في الإنتاج، وتعليق ترخيص خطط التكسير في الاحتياطيات التقليدية، الذي لا يزال مستمراً منذ أكثر من خمس سنوات إلى اليوم.

وأوضح ميهرن خلال المؤتمر الصحافي، قائلاً: «ستقوم فينترسهال بالادخار والاستثمار في السنوات المقبلة. فمن جهة، ستقوم الشركة بخفض مصروفاتها على نحو كبير في عام 2016.

ومن أجل القيام بذلك، سوف يتم إدخال المزيد من التحسينات على تكاليف التشغيل الجارية، وسيتم خفض الإنفاق على الاستكشاف، التطوير والتكنولوجيا، لا سيما في البلدان ذات التكاليف المرتفعة. ويعني هذا، أن عدد الآبار الاستكشافية سوف يهبط في العام الحالي. تصل إمكانية الادخار الناجم عن تدابير خفض التكاليف المزمعة في عام 2016 إلى 200 مليون يورو.

استثمار

وتابع: ستحافظ فينترسهال على الاستثمار في مشروعات مختارة، خاصة في المناطق ذات الظروف المواتية للإنتاج، مثل الأرجنتين وروسيا. وبشكل عام، تخطط الشركة لاستثمار 4.8 مليارات يورو خلال السنوات الخمس المقبلة لتوسعة أنشطتها في مجال النفط والغاز.

وقد تم تخصيص استثمارات بقيمة مليار يورو لعام 2016، وهو ما يمثل انخفاضاً ملحوظاً، مقارنة مع العام الماضي (2015: 1.4). وقال الرئيس التنفيذي لشركة فينترسهال: «سوف نواصل وضع الأسس لنمو إنتاجنا المستقبلي، والاستثمار في البنية التحتية، وفوق كل شيء، الكفاءة. ولكن علينا أن ندرس الاستثمارات بعناية فائقة».

قال ميهرن: «تعتمد خططنا لعام 2016 على متوسط سعر نفط لخام برنت يبلغ 40 دولاراً أميركياً للبرميل، وسعر صرف يبلغ 1.10 دولار أميركي لليورو». وأضاف: «من المرجح أن تهبط أسعار الغاز إلى أقل بكثير من مستوى 2015 في المتوسط. ونحن نتوقع أن يزداد إنتاجنا، بينما تشهد المبيعات والأرباح قبل البنود الخاصة، انخفاضاً كبيراً، مقارنة بعام 2015».

خطط

تعتزم فينترسهال، مواصلة رفع إنتاج النفط والغاز في السنوات المقبلة، ليصل إلى 190 مليون برميل نفط مكافئ في عام 2018، معظمه عبر التطوير الإضافي لمشروع «آكيمغاز» (Achimgaz) في سيبيريا، أنشطة الشركة النرويجية، وكذلك مشروع الغاز «فيغا بليادي» (Vega Pléyade) في «تييرا ديل فويغو» (Tierra del Fuego) قبالة سواحل الأرجنتين، والذي بدأ بالإنتاج في فبراير 2016.