استقبلت جمارك دبي وفداً رفيع المستوى من الجمارك السعودية، برئاسة صالح بن منيع الخليوي، مدير عام مصلحة الجمارك السعودية في إطار التعاون المشترك وتبادل الخبرات مع الأشقاء في دول التعاون.
يأتي ذلك في ظل نمو حركة التجارة بين دبي والسعودية والتي بلغت قيمتها خلال النصف الأول من العام الجاري 28 مليار درهم مقابل 23 مليار درهم خلال نفس الفترة من العام 2012 بزيادة 20%.
وأكد أحمد بطي أحمد الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة مدير عام جمارك دبي أن الزيارة ستسهم في تعزيز مجالات التعاون الجمركي وتبادل الخبرات بين الجانبين، مشيراً إلى أن السعودية تأتي ضمن أبرز الشركاء التجاريين الاستراتيجيين لدبي، حيث جاءت في المرتبة الأولى خليجياً، والسادسة عالمياً في 2012 بمبادلات تجارية قدرها 44 مليار درهم.
وأعرب عن أمله في أن تعود نتائج الزيارة بالنفع والفائدة على البلدين الشقيقين، وتطوير العمل في كل منهما.
آليات للتعاون المستقبلي
وبحث الجانبان وضع آليات للتعاون المستقبلي، بالاستناد إلى مجالات التعاون القوية الحالية، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الفنية، وأكد مدير عام جمارك دبي حرص الدائرة على توفير جميع التسهيلات اللازمة لقطاع الأعمال في البلدين من أجل الحفاظ على الشراكة التجارية المميزة والاقتصادية المميزة بينهما.
من جهته قال صالح بن منيع الخليوي إن حسن العلاقة بين البلدين الشقيقين، تدعمه مثل هذه الزيارات المتبادلة التي تسهم في زيادة التجارة بين البلدين، مؤكدا على أهمية دبي التي تسهم بأكثر من 80% من حجم تجارة الامارات مع العالم الخارجي.
وخلال الجلسة الموسعة اطلع الوفد السعودي على الأنظمة التقنية الحديثة المطبقة في جمارك دبي، خاصة نظام مرسال 2، والأنظمة الفرعية التي يحتوي عليها، وفي مقدمتها محرك تقدير المخاطر، والتخليص الجمركي.
الوفد السعودي والحضور
ضم الوفد السعودي خلال الاجتماع منيف بن درويش السميري المستشار بمكتب المدير العام، عبدالعزيز بن راشد الرومي مدير عام البرامج والاتفاقيات الدولية، عبدالمحسن عطاالله الزايد مدير عام جمارك البطحاء، منصور بن سلطان العتيبي مختص إدارة البرامج والاتفاقيات الدولية، فيما حضر الاجتماع من جمارك دبي كل من يوسف السهلاوي مدير تنفيذي أول الشؤون المؤسسية.
وجمعة الغيث المدير التنفيذي لقطاع التطوير الجمركي، وأحمد محبوب مصبح المدير التنفيذي لقطاع إدارة المتعاملين، ومحمد مطر المري المدير التنفيذي لقطاع عمليات الشحن الجمركي، وأحمد عبدالسلام كاظم مدير أول إدارة الاستراتيجية والتميز المؤسسي.
وشاهد الوفد عددا من العروض المرئية عن منهجيات وآليات وأنظمة العمل في جمارك دبي، بدأت بعرض عن تاريخ الدائرة ومنهجيتي التخطيط الاستراتيجي والأداء المؤسسي، وقدم جمعة الغيث المدير التنفيذي لقطاع التطوير الجمركي، عرضا عن نظام العمل الجديد في جمارك دبي مرسال 2.
ودورة عمله بدءا من إدخال البيانات عبر بوابة دبي التجارية أو قناة الأعمال الإلكترونية B2G، وانتهاءً بتخليص المعاملة بعد احتساب الرسوم الجمركية المقررة ورسوم إنجازها، قائلاً إن محرك تقدير المخاطر يلعب الدور الرئيسي في التخليص التلقائي للمعاملات غير الخطرة.
وقدم أحمد عبدالسلام كاظم عرضاً تضمن رؤية واستراتيجية جمارك دبي المنسجمة مع استراتيجية حكومة دبي، أشار فيه إلى أن الدائرة أسهمت طوال تاريخها الذي يمتد لأكثر من 110 سنوات بالحصة الأكبر من دخل إمارة دبي، استنادا إلى الطبيعة التجارية للإمارة منذ القدم.
استخبارات جمركية
وقدم أحمد الخروصي مدير إدارة الاستخبارات الجمركية، آلية العمل في الإدارة، والأنظمة المتبعة، موضحاً الدورة الاستخبارية من حيث استقبال وجمع وتحليل المعلومات وتقييمها أمنياً وجمركياً، واتخاذ الإجراء اللازم بخصوصها من حيث نشرها إلى الشركاء أو إدراجها ضمن نظام محرك المخاطر.
المبنى 3
بعد ذلك انتقل الوفد لمبنى مطار دبي الدولي رقم 3، حيث قام بجولة في الأقسام التابعة لإدارة عمليات المطارات بجمارك دبي، اطلع في بدايتها على الهيكل التنظيمي لإدارة عمليات المسافرين، وآلية العمل المتبعة في التعامل مع المسافرين والحقائب، والتعامل الحضاري من قِبل مفتشي جمارك دبي لجميع المسافرين القادمين عبر المطار.
وما يتمتعون به من حسٍ أمني عالٍ قاد لإنجاز العديد من الضبطيات الجمركية، وتعرف الوفد على التسهيلات التي تقدمها إدارة عمليات المطارات للمسافرين من كافة الجنسيات القادمة إلى الدولة عبر مطار دبي الدولي.
وأكد يوسف السهلاوي أن الدائرة تبنت العديد من الإجراءات لتسهيل عبور القادمين عبر مباني المطار الثلاثة، وتذليل أية عقبات قد تواجههم، من خلال التنسيق مع مؤسسة مطارات دبي والشركاء الحكوميين الاستراتيجيين بالمطار شركات الطيران العاملة.
عرض لضبطيات المواد الممنوعة والمحظورة
شهد الوفد السعودي عرضا قدمه علي المقهوي مدير أول إدارة عمليات المطارات عن الضبطيات المنجزة للمواد الممنوعة والمحظورة والمقيدة خلال النصف الأول من عام 2013، حيث أنجزت الإدارة 112 ضبطية مخدرات في مطار دبي اشتملت على العديد من أنواع المخدرات، منها الحشيش والهيروين والترامادول والخشخاش والماريجوانا والأفيون والكريستال والكوكايين وعقاقير مخدرة.
تدريب
ثم اطلع وفد مصلحة الجمارك السعودية على قاعة تدريب مفتشي جمارك دبي بمبنى المطار، والذي تسعى الدائرة من خلالها إلى أن تكون القاعة صرحاً من صروح العلم في التفتيش الجمركي. وتم تجهيز القاعة التدريبية بأحدث الوسائل العلمية التي تساهم في تطوير وتدعيم عمل المفتشين والقيام بالأعمال المنوطة بهم.
كما تم توفير حقيبة تدريبية تدعم عمل المركز، حيث تحتوي على مواد شبيهة بالمخدرات بنسبة 100% التي يتم ترويجها وتعاطيها على مستوى العالم إضافة إلى مجموعة من الكتيبات المترجمة من الإنجليزية إلى العربية لتكون في متناول العاملين في مجال التفتيش الجمركي، وتحتوي الكتيبات على أنواع وأشكال المواد المخدرة، وتفاصيل عن كل مادة وصورها، ومناطق زراعتها، والمواد التي تدخل في تركيبها وكيفية تعاطيها من قِبل المدمنين.
مراقبة وسيطرة
واطلع الوفد على غرفة المراقبة والسيطرة التي تعتبر الوحيدة من نوعها التابعة لدائرة جمركية في المنطقة العربية وترتبط بشبكة تليفزيونية تقنية متطورة، تقوم بمتابعة حركة المسافرين في المنطقة الجمركية، أي بعد انتهائهم من إجراءات الجوازات.
وقال المقهوي إن كثيراً من قضايا الضبط تمت عن طريق كاميرات المراقبة في المطار، مشيراً إلى أن الاشتباهات عن طريق الكاميرات في النصف الأول من العام الجاري بلغ عدد المشتبه بهم 1725 ضُبط منهم 429، أما الاشتباه عن طريق المتابعة الميدانية فريق الجوالة ففي النصف الأول من العام الجاري تم مراقبة 566 ضُبط منهم 116.
قضايا
وصل عدد الضبطيات الجنائية والجمركية التي تمت من خلال المراقبة الإلكترونية خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى 23 قضية في العام 2010 إلى وفي العام 2011 ارتفع العدد إلى 37، وفي عام 2012 إلى 54 قضية جمركية.
