أكد الشيخ أحمد بن سعود بن راشد المعلا نائب رئيس المجلس التنفيذي في أم القيوين أن الامارات قطعت أشواطا بعيدة نحو تحقيق أهدافها المتعلقة بتعزيز مساعي التحول نحو اقتصاد أخضر منخفض الكربون.
وأوضح خلال ورشة عمل نظمتها بلدية أم القيوين بالتعاون مع مركز دبي المتميز لضبط الكربون أن الاهتمام بقضايا الطاقة في مجال تنويع مصادرها أو الاستخدام الكفء لها أو ترشيد الاستهلاك فيها أو أمنها يعد ترجمة للسياسات التي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة التي وضعتها القيادة الرشيدة في مقدمة أولوياتها باعتبار أن استدامة موارد الطاقة تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه التنمية المستدامة، وكذلك تعد عنصرا أساسيا من عناصر استراتيجية الامارات للتنمية الخضراء التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في العام الماضي .
مشاركة كبيرة
وركزت الورشة التي عقدت أمس بمقر بلدية أم القيوين على مفهوم الاقتصاد البيئي وبناء قدرات الدوائر الحكومية والمحلية. وحضر الورشة حميد جاسم آل علي الامين العام للمجلس التنفيذي في أم القيوين وعبيد طويرش مدير عام بلدية أم القيوين وايفانو اينيلي المدير التنفيذي لمركز كربون دبي المتميز لضبط الكربون وسليمان الرفاعي المدير التنفيذي لتمويل المشاريع وعدد من مديري الدوائر الحكومية والمحلية في أم القيوين وعدد من أصحاب المصانع الكبرى في الامارة.
استدامة الطاقة
وأوضح الشيخ أحمد أن استدامة مصادر الطاقة في الامارات وزيادة حصة الطاقات النظيفة يأتي في إطار رؤية وطنية شاملة ومتكاملة تدعو إلى استدامة موارد الطاقة وتعزيز مركز الامارات في مجال الطاقة على الصعيدين الاقليمي والعالمي وزيادة مساهمتها في ايجاد وتطبيق حلول للقضايا والمشكلات البيئية.
ترجمة التوجيهات
ومن جانبه أكد عبيد طويرش مدير بلدية أم القيوين أن الورشة هدفت إلى المساهمة في تحقيق تنمية مستدامة للإمارة مترجمة في ذلك توجيهات القيادة الرشيدة وحرصها على المحافظة على البيئة وتطلعاتها بتخفيض نسبة الكربون في الجو من أجل تحسين نوعية حياة السكان والمساهمة في رفع نسبة النتاج المحلي لدعم الاقتصاد من خلال مشاريع صديقة للبيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
تعاون وثيق
وأشار إلى أن مركز دبي للكربون كان له مشاركات ناجحة مع العديد من المؤسسات والشركات منها شركة إعمار، حيث تعاون معها المركز للتقليل من استهلاك الطاقة وقد نجح في ذلك ما أسهم في تقليل الآثار المؤثرة على البيئة والتي تؤدي إلى الانحباس الحراري.
إضافة إلى توقيع المركز اتفاقية شراكة مع مؤسسة مواصلات الامارات ( مدارس بلا كربون ). ولفت إلى أن الدولة تعكف حاليا على تنفيذ العديد من المشروعات من محطات لرصد الهواء في اكثر من مكان في الامارات ، مبينا أن هذه الورشة أتت في وقت مهم لتعريف أصحاب المصانع الذين تم دعوتهم بخطورة الغازات الدفيئة حتى يتم تداركها.
طرق فاعلة
وفي ذات السياق أكد ايفانو اينيلي المدير التنفيذي لمركز كربون دبي المتميز لضبط الكربون أن أكثر الطرق الفاعلة في تخفيض الانبعاث الكربوني يكمن ضمن القطاعات الاقتصادية ذاتها. وأوضح أن المركز يطمح في أن يكون محركا لاقتصاد الكربون بين المؤسسات في كافة الامارات وداعما للمبادرات الحكومية الهادفة إلى تطوير كفاءتها البيئية وذلك من خلال التعامل مع تخفيض الانبعاث الكربوني باعتباره فرصة اقتصادية، إضافة إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال اعتماد استراتيجيات تغير المناخ حتى تصبح الامارات الاقتصاد الأقل انبعاثا للكربون في المنطقة.
بناء القدرات
وأكد سليمان الرفاعي المدير التنفيذي لتمويل المشاريع في مركز دبي للكربون أن الهدف من ورشة العمل هو توضيح مفهوم الاقتصاد الاخضر البيئي وبناء قدرات الدوائر الحكومية والمحلية في أم القيوين واطلاعهم على أفضل الممارسات العالمية في كيفية تحقيق التنمية المستدامة والتي ترتبط ابعادها بثلاثة جوانب رئيسية أبرزها جانب التنمية الاجتماعية وجانب التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على البيئة.
لافتا إلى أن الورشة تأتي ضمن المشروع المكلف به المركز من وزارة البيئة والمياه للتمكن من حصر وجرد الغازات الكربونية على مستوى الدولة والذي يقوم به المركز في كل إمارات الدولة كل إمارة على حدة وذلك من أجل تحديد الثغرات والتي أبرزها عدم توافر الكفاءات بالشكل المطلوب والتي يجب تهيئتها وتــدريبها حتى تواكب النهــضة التي انتظـمت كافة إمارات الدولة .
وقال حميد جاسم آل علي الأمين العام للملجس التنفيذي أن الهدف الرئيس من تلك الورشة هو بناء القدرات واطلاعهم على أفضل الممارسات وتعريفهم بكيفية تحويل الممارسات العملية اليومية التي تقوم بها جميع الدوائر والمؤسسات المحلية في الامارة إلى عملية أكثر كفاءة وذات وعي بالمخاطر البيئية الناجمة عن الممارسات الخاطئة والتي بالإمكان تخطيها ومعالجتها من دون تحمل أي تكاليف مادية.
الورش الخضراء تعزز فرص اكسبو 2020
أكد خبراء أن الورش والمؤتمرات التي تنعقد في مختلف امارات الدولة حول الاقتصاد الأخضر تهدف كذلك إلى تعزيز فرص الامارات لاستضافة الحدث العالمي ( اكسبو 2020 ). وأشاروا إلى أن الملتقيات والورش تساعد على اتباع الانماط السلوكية التي تؤدي إلى الاستدامة من الناحية البيئية.
وثمن الخبراء الدور الذي يقوم به مركز دبي للكربون من خلال إيجاد بيئة نظيفة خالية من التلوث وذلك بمشاركته وتنظيمه لكافة الفعاليات المتعلقة بذلك الأمر مما يسهم في دعم ملف الدولة لاستضافة اكسبو.

