أوضح مشاركون في فعاليات اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات تحت شعار "التكنولوجيا لتحسين السلامة على الطريق" الذي نظمته الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات في دبي أمس أن الهاتف المحمول يحتل المرتبة الرابعة محليا على قائمة أكثر اخطر 140 مخالفة مرورية، إذ سجلت وزارة الداخلية أكثر من 80 ألف مخالفة استخدام للهاتف المتحرك اثناء القيادة.

 لذلك دعت هيئة تنظيم الاتصالات إلى تسخير التقنية لحماية المجتمع. وشددوا المشاركون على ضرورة نشر الوعي العام بالمخاطر الناجمة عن سوء استخدام التقنيات النقالة على الطرقات، مؤكدين على ضرورة تبني المزيد من الحلول والتقنيات الحديثة من اجل الوصول إلى حياة مجتمعية خالية من الأخطار على الطرقات، في ظل الانتشار الهائل لوسائل الاتصال المحمولة من هواتف ذكية وأجهزة لوحية وكاميرات وحواسيب يمكن استخدامها اثناء قيادة السيارات.

خسائر اقتصادية

تقدّر الخسارة الاقتصادية العالمية التي تتكبدها الحكومات والأفراد من جراء هذه الإصابات بمبلغ 518 مليار دولار إذ إن شرود السائق وسلوك مستعمل الطريق بما في ذلك "المراسلات الإلكترونية" واستعمال أنظمة الملاحة أو الاتصالات في السيارة أثناء القيادة، من أهم الأسباب في وقوع حالات وفيات وإصابات ناجمة عن حوادث المرور.

مشاركون

وشارك في المؤتمر سيف بن غليطة مدير تطوير التقنية في هيئة تنظيم الاتصالات، والعميد غيث حسن الزعابي مدير عام الإدارة العامة للتنسيق المروري في الدولة وعلي الأحمد الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي في اتصالات، وفهد محمد كاهور، مدير تنفيذي تطوير السوق للشركات في الثريا، وسعيد السويدي من هيئة تنظيم الاتصالات.

الرسائل النصية

وأشار سيف بن غليطة إلى أن السرعة الزائدة وكتابة الرسائل النصية اثناء قيادة المركبات وعدم وضع حزام الأمان تعتبر من أهم اسباب الوفاة عند وقوع الحوادث، وأن نسب وقوع الحوادث ترتفع 23 مرة مع الرسائل النصية، وفقاً لدراسة حديثة اشارت إلى ان ثلث السائقين يقومون بكتابة رسائل نصية اثناء القيادة. ودعا إلى تظافر الجهود بين مختلف الدوائر والجهات الرسمية بهدف محاربة هذه الظاهرة والاستفادة من التطور التقني للحد من الظاهرة والتقليل من الاصابات.

رؤية إستراتيجية

من جانبه أكد علي الاحمد الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي في اتصالات على ضرورة تكريس المسؤولية المشتركة تجاه ارتفاع الحوادث بسبب الهاتف النقال اثناء القيادة، قائلا ان الانجاز الحقيقي سيكون حينها تحقيق الرؤية الإستراتيجية لكل من دبي وابوظبي بخفض نسبة الحوادث المميتة إلى صفر بالمائة. وأشار إلى ان اتصالات ستتعاون مع الهيئة والداخلية من اجل تحقيق ذلك، وأنها ستقدم كل الدعم المطلوب وستدعم أي مبادرة في هذا الاتجاه.

خدمات الأساطيل

ولفت فهد محمد كاهور، مدير تنفيذي تطوير السوق للشركات في الثريا للاتصالات الفضائية، إلى ان الثريا قدمت حلولًا عملية كثيرة من اجل مراقبة سلامة المركبات والسائقين والاساطيل الكبيرة للتأكد من وصول الشحنات والوقت المستغرق والمسافة المقطوعة إلى الهدف عبر الأقمار الصناعية، مشيرا إلى ان الثريا تقدم عددا كبيرا من الحلول المبتكرة.

مبادرات وزارة الداخلية

وشدد العميد غيث حسن الزعابي مدير عام الإدارة العامة للتنسيق المروري في الدولة على ان ظاهرة الحوادث المرورية عالمية وليست حكراً على الإمارات، وأن الشراكات المثمرة بين مختلف الجهات الحكومية والمبادرات المحلية والاتحادية أدت إلى خفض نسب الحوادث بشكل كبير، إذ انخفض المعدل من 15 وفاة لكل 100 ألف حادث العام الماضي إلى 6.5 وفيات لكل 100 ألف نسمة، وأن العمل جار على كل الصعد من اجل الوصول بهذه النسبة إلى الصفر وفقا لخطط الإستراتيجية لدبي في 2020 وأبوظبي 2030 على التوالي.

وقال العميد الزعابي إن الإمارات بادرت منذ 10 سنوات إلى سن قانون منع استخدام الهاتف النقال اثناء القيادة، إذ انه يعد رابع اكبر عدد مخالفات في 2012 بعد مخالفات السرعة الزائدة والانحراف المفاجئ عن المسار وحزام الأمان، من بين 140 مخالفة مرورية يمنعها القانون في الإمارات.

وأضاف الزعابي: نحن في وزارة الداخلية نسعى بكل جد إلى التوعية العامة بمخاطر استخدام الهواتف النقالة اثناء القيادة، لان حياة الأفراد مسؤولية تقع على عاتقنا، ومن واجبنا تنفيذ الإستراتيجية التي وضعها لنا المسؤولين بخفض نسب الوفيات الناجمة عن الحوادث إلى الرقم صفر، وهذا يحتاج إلى مشاركة فعالة من جميع الأطراف في المجتمع.

ولفت إلى ان الإمارات هي الدولة الأولى خليجيا في انخفاض نسب الوفيات بسبب الحوادث المرورية، كما انها تأتي في المراتب الأولى عالميا بعد كل من بريطانيا والسويد، بناء على تقارير منظمة الصحة العالمية وغيرها من الجهات الدولية.

وعقب علي الاحمد بالقول ان العامل التقني يجب ان يلعب دورا في هذه المسالة لاسيما ان التقنية تمكن من رصد المعلومات واتاحتها للجهات الراغبة في منع الحوادث والسلوكيات الخاطئة مشيرا إلى ان الانتشار الهائل لوسائل الاتصالات الحديثة من هواتف نقالة وأجهزة لوحية متصلة بالانترنت لا بد ان تزيد من نسب تشتيت انتباه السائق اثناء القيادة، إلا انه يمكن بذل المزيد من الجهود للتقليل من هذا المخاطر المصاحبة.

تفاؤل

وأعرب العميد الزعابي عن تفاؤله بالتوصل إلى حلول تقنية متعددة تساهم في هذا الجانب، مشيرا إلى ان هناك عدد من المبادرات المحلية التي قدمها افراد وجهات تعمل على تحويل الهاتف إلى الوضع الصامت بمجرد دخول السيارة ومنع السائق من إجراء رسائل أو مكالمات صوتية بواسطة الحمل باليد.

احصاءات حديثة

وقدم الدكتور عمر الخرجي، اختصاصي أول معايير الاتصالات، في هيئة تنظيم الاتصالات، عرضا ثريا أشار فيه إلى ان التورط في حوادث التصادم أعلى 4 مرات عند استخدام الهاتف النقال مقارنه بعدم استخدامه. وأن الرسائل النصية أثناء القيادة تخلق مخاطر الحوادث أعلى 23 مرة. وأن أكثر من 1/3 السائقين (37 ٪ تقريبا) بإرسالها وتلقي الرسائل النصية أثناء القيادة، و 18٪ يعترفون بفعلها بانتظام و باستمرار.