أكد أحمد عبيد المنصوري مدير عام مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياسات" في الذكرى الثالثة لإطلاق القمر الاصطناعي دبي سات 1، أهمية هذا الإنجاز في تعزيز مكانة الإمارات على الساحة الدولية في مختلف المجالات العلمية، وعزمها المتواصل على الحصول على التقنيات الفضائية المتطورة بهدف تلبية متطلبات البحث العلمي والتقني وتبادل المعرفة وفق أفضل الممارسات العالمية.

وقال المنصوري إن إطلاق دبي سات 1 جاء منسجماً مع تحقيق أهداف خطة دبي الاستراتيجية والحكومة الاتحادية في بناء اقتصاد مبني على المعرفة، وتوظيف التقنيات المتقدمة لخدمة الدولة وتعزيز العلاقات الدولية في مجال الأبحاث والعلوم المتقدمة، إلى جانب تطوير ودعم مهارات الكوادر البشرية المواطنة، لا سيما أن جل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الكبير بكافة مراحله هم من أبناء الإمارات المواطنون، بدءاً من التخطيط والمراجعة والصناعة والتجربة وصولاً إلى الإطلاق.

وتحدث سالم حميد سعيد المري مدير إدارة التسويق والعلاقات الدولية في مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة (إياست) في هذه المناسبة عن أهمية هذا الإنجاز ودوره في خدمة مسيرة الحضارة الإنسانية وتقدم البشرية.

وأشار إلى أن هذا المشروع يعتبر باكورة مشاريع مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "ياست" الذي مهد لدولة الإمارات التمتع بموقع متميز للبحوث والتقنية المتقدمة في الفضاء، تسعى من خلاله إلى تقديم حلول مفيدة تنعكس بنتائجها الإيجابية على شعوبها والبشرية جمعاء".

وشكل إطلاق القمر الصناعي "دبي سات 1" حدثاً بالغ الأهمية من شأنه الارتقاء بمكانة الدولة بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص على خارطة التفوق والتميز في مجال التطور والابتكار التقني. كما يأتي تتويجاً لطموحات وتطلعات القيادة الرشيدة وأهدافها السامية في تعزيز المعرفة والتطور التقني واحتضان أحدث الإنجازات في هذا المضمار وتسخيرها في تحقيق رقي وتطور الدولة وتوفير سبل الارتقاء بكافة القطاعات الحيوية والرئيسية.

وساهم دبي سات 1 على مدى ثلاث سنوات في توفير صور عالية الدقة في العديد من التطبيقات المدنية مثل تخطيط المدن والتطوير العمراني والبحوث العلمية والاتصالات الهاتفية والنقل والمواصلات والهندسة المدنية والإنشاءات ورسم الخرائط والبحوث الجيولوجية.

وكان للقمر الاصطناعي دبي سات 1 أيضاً دوراً فاعلاً في المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة تبعات الكوارث الطبيعية التي حدثت في بعض المناطق من العالم وبالأخص كارثة فوكوشيما اليابانية عبر إرسال صور دقيقة جداً لأكثر المناطق تضرراً جراء هذه الكارثة الكبرى التي تعد من أكبر الكوارث في القرن الحادي والعشرين.

وبعد مضي ثلاث سنوات، ها هي مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة بصدد الإعلان عن إنجاز عظيم آخر متمثل بإطلاق القمر دبي سات 2 في المستقبل القريب والذي يعمل على تطويره ثلة من المهندسين الإماراتيين يطمحون في صنع إنجاز تاريخي آخر لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويتمتع القمر الاصطناعي دبي سات 2 بمواصفات ومعايير مبتكرة وتقنيات تعتبر من الأحدث عالمياً، أهمها تعديل دقة الصور التي يلتقطها، إذ تم تعديلها لتصبح متراً واحداً للصور العادية وأربعة أمتار للصور المتعددة الأطياف، وبالنسبة لبعد القمر دبي سات 2 عن الأرض ومداره، فقد تم تعديل ارتفاع القمر الاصطناعي إلى 600 كيلومتر فوق سطح الأرض مقارنة بـ690 كيلومترا .

وهو الارتفاع الحالي لدبي سات-1. وتم تعديل اتجاه دوران القمر حول الأرض ليبدأ من الشمال إلى الجنوب، الأمر الذي يسمح بتغطية شاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لما له من فائدة في إجراء بعض المسوح والبحوث العلمية المختلفة.

ويعتبر مشروع دبي سات-2 برنامجا تطويريا مشتركا بين مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "اياست" وشركة ساتريك إنيشيتف بكوريا الجنوبية. ويشارك في المشروع مهندسون إماراتيون يصل عددهم الى 20 مهندساً يعملون في كوريا حالياً على تصميم القمر الاصطناعي الثاني وتطويره وإجراء كافة الاختبارات اللازمة لعملية الإطلاق. وقد ازدادت نسبة مشاركة الكوادر الوطنية في هذا المشروع عن مشروع دبي سات-1 بنسبة 100%.