رصد البيان الاقتصادي آراء مديري أبرز المراكز التجارية في دبي بهدف تسليط الضوء على الميزات التي توفرها الأكشاك التجارية كمنافذ للبيع مقارنة مع المتاجر التقليدية، وتحليل ماهية المنافسة بين كل منهما على جذب واستقطاب المستهلكين، إلى جانب استعراض الإضافة التي تقدمها الأكشاك لمراكز التسوق من جانب، وللمستهلك من جانب آخر، وذلك لاستكشاف واقع وآفاق الأكشاك التجارية ضمن مراكز التسوق كقطاع استثماري ناشئ في عالم التجزئة.
وأجمع الخبراء المستطلعة آراؤهم في هذا التقرير أن الأكشاك التجارية تشكل إغناء لتجربة التسوق، بالإضافة إلى كونها رافداً مادياً إضافياً لعوائد المراكز، حيث تشكل أفضل استثمار للمناطق العامة من ممرات وساحات، حتى إن بعض المراكز ستسمح للمرة الأولى بإدخال الأكشاك خلال الفترة القادمة، ما يعكس دورها الهام في تعزيز مزيج التجزئة وتجربة التسوق.
وأشاروا إلى تنامي الطلب من قبل التجار على الاستثمار في إقامة المزيد من الأكشاك للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها، خاصة مع انخفاض تكلفتها التشغيلية نسبياً، بالإضافة إلى ما توفره من مزايا تجارية وترويجية.
نمو
يبلغ عدد الأكشاك المرخصة في مراكز التسوق بدبي ما لا يقل عن 827 كشكاً، وفقاً لمحمد شاعل السعدي المدير التنفيذي للتسجيل والترخيص التجاري في دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، والذي أكد نمو الطلب على هذا النوع من المنافذ التجارية من قبل المستثمرين، حيث تم إصدار 305 رخص للأكشاك خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع 229 تصريحاً خلال نفس الفترة من العام الماضي، أي بنمو لا يقل عن 30 %.
وحول شروط الترخيص، أشار السعدي إلى أن الضوابط تتضمن تقديم رسالة بعدم الممانعة من صاحب العقار أو الموقع، وإحضار صورة من الرخصة التجارية، كما تحتسب رسوم سنوية بقيمة 5110 دراهم للتصريح المرتبط مع الرخصة التجارية.
استثمار الفعاليات
موراي بيل المدير الإداري للتجزئة والترفيه لدى مجموعة الفطيم العقارية، أكد على الموقع المتميز الذي تتمتع به الأكشاك التجارية في إطار خطة العمل الخاصة بـ «فيستيفال سنتر»، حيث يضم المركز حالياً 78 كشكاً، كما سيتم إضافة 9 نماذج جديدة بحلول شهر أغسطس من العام الجاري، كما يتم توفير 18 كشكاً إضافياً خلال فصل الشتاء واعتدال درجات الحرارة، بهدف استثمار الفعاليات العائلية التي تزخر بها الساحات الخارجية لفستيفال سنتر، خاصة أن الأكشاك توفر منتجات متنوعة بدءاً من الأطعمة والمشروبات، مروراً بالخدمات الصحية والهدايا والإلكترونيات، وصولاً إلى الأزياء والأكسسوارات العصرية.
شركات متخصصة
سجل مركز «فيستيفال سنتر» نمواً متواصلاً في الطلب على الاستثمار في الأكشاك خلال السنوات الماضية، وفقاً لبيل، الذي أشار إلى تغير فئة المستثمرين في هذا القطاع من رواد أعمال أفراد سابقاً إلى شركات تجارية كبيرة متخصصة في تجارة التجزئة حالياً، بالإضافة إلى شركات تجارة الجملة التي تبيع بعض المنتجات مباشرة للمستهلك، باستخدام هذا النوع من منافذ البيع، ونفى أيضاً أن تكون الأكشاك منافسة للمتاجر، بل العكس، إذ يسهم وجودها في تكامل مزيج عروض التجزئة ضمن المركز وتشجع الشراء العفوي، ونظراً لما تتمتع به من مواقع واضحة ومرئية أمام المتسوقين، تعتبر الأكشاك مشاريع تجارية مربحة، نظراً لما تحققه من أرباح بالتوازي مع متطلباتها المحدودة، من حيث قلة عدد الموظفين وحجم المخزون الصغير من المنتجات.
ولفت المدير الإداري للتجزئة والترفيه لدى مجموعة الفطيم العقارية إلى اختلاف عقود إيجار الأكشاك عن تلك المخصصة للمتاجر التقليدية، نظراً لتباين الحجم والمساحة، حيث تتمتع الأكشاك بمدى رؤية واسع للمتسوقين، وتختلف أسعار إيجاراتها وفقاً لواقع الأسواق والموسم خلال العام، بالإضافة إلى حجم إقبال الزوار والمتسوقين على كل مركز، وأشار إلى أن التحدي الأبرز يكمن في قدرة أي مركز تسوق على استيعاب الأعداد الكبيرة من مستثمري الأكشاك، وفقاً لشعبية كل مركز تسوق، بالإضافة إلى مقدار موازاة منتجاتها مع مزيج التجزئة المتوافر في المركز، وحذر بيل أنه في حال تقديم منتجات لا تلقى اهتمام المتسوقين، فقد يعكس ذلك صورة سلبية عن الكشك كبديل عن المتجر التقليدي.
عروض تجارية
من جانبه، أكد ديفيد ماك آدم رئيس قسم التجزئة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة جونز لانغ لاسال، أن الأكشاك تلعب دوراً هاماً في تنويع العروض التجارية في مراكز التسوق، إضافة إلى ما تمثله من تجربة اختبارية لمفاهيم تجارة التجزئة الجديدة، ولفت إلى أن بعض المتسوقين يستمتعون بالتسوق في الأكشاك نتيجة لطبيعة منتجاتها البسيطة، والأسعار الأفضل التي يمكنهم الحصول عليها.
وبالمقارنة من خلال سعر المتر المربع، يكون إيجار الأكشاك أعلى من المتاجر التقليدية، لكن يكمن الفارق في أن الأكشاك أصغر حجماً بكثير من المتجر، لذا فإن تكلفة إجمالي الإيجار تكون أقل، ما يشكل فرصة للمشاريع والأفكار الجديدة للدخول إلى الأسواق بتكلفة منخفضة بحسب ماك آدام، الذي يشير إلى أن الأكشاك تسجل دخلاً أقل من المبيعات، مقارنة مع المتاجر التقليدية، نظراً لمحدودية مساحة العرض والتخزين فيها، وبالتالي توفر خيارات أقل من المنتجات، لكنه أكد أنها تحقق هوامش ربح جيدة من المبيعات، ولم يستبعد ألا يمانع المستهلك من دفع سعر أعلى بقليل للمنتج لقاء ما يوفره الكشك من تجربة تسوق مريحة وبسيطة.
ونفى ماك آدم تشبع مراكز التسوق بدبي من حيث عدد الأكشاك اللازمة فيها، وأضاف: «لم تبلغ الأكشاك في مراكز التسوق بدبي عدداً أكبر من اللازم، حيث توازي، من حيث العدد والاختصاص التجاري، ما هو موجود في مراكز التسوق بالدول الأخرى من العالم، لكن من المهم أن تحرص إدارات المراكز على محافظة الأكشاك في كل مركز على مظهر وتنظيم متجانس مع توحيد الأحجام، كما يجب أن يكون ارتفاع الكشك متوازياً مع مساحة وبيئة المركز».
ويشير ماك آدام إلى اتساع فئات المنتجات التي تقدمها الأكشاك للمتسوقين، بدءاً من الزبادي المجمد والآيس كريم والمنتجات الغذائية الأخرى، بالإضافة إلى النظارات الشمسية وعدة السفر والساعات والإلكترونيات إلى جانب الأكسسوارات الرجالية والنسائية، كما تقدم ألبسة الأطفال والأزهار والمنتجات الصحية والمتممات الغذائية وغيرها، بالإضافة إلى الخدمات العقارية والسفريات، وعادة ما تكون المنتجات حيوية وعامة وصغيرة الحجم، وأكد استمرار الطلب على الأكشاك في الإمارات في إطار مستويات قوية، وبالتزامن مع دخول مستثمرين جدد إلى عالم التجزئة، يلفت ماك آدم إلى أن الأكشاك توفر حلولاً عملية لاختبار السوق وقياس معدلات الطلب على المنتجات والخدمات الجديدة.
إثراء التسوق
وأكد فؤاد منصور شرف مدير تنفيذي أول في مجموعة «ماجد الفطيم العقارية» أن الهدف الأول من وراء أكشاك التجزئة الواقعة بمراكز التسوق التابعة للمجموعة يكمن في «إثراء تجربة المتسوِّقين عبر مفهوم مبتكر يوفر لهم خيارات غير مسبوقة ومتمِّمة للخيارات المتاحة بمتاجر التجزئة»، وأضاف: «تُعدُّ أكشاك التجزئة وسيلة مفضلة ومتدنِّية التكلفة للكثير من التجار الحريصين على تعزيز حضورهم في أشهر مراكز التسوق في الإمارات، وبالمثل، تمثل أكشاك التجزئة منصة ملائمة لإطلاق المنتجات الجديدة بالدولة والتعرُّف، عن قُرب، إلى آراء المتسوقين بها».
وأوضح شرف أن أكشاك التجزئة تحقق مبيعات مجزية، ويماثل أداؤها أداء متاجر التجزئة، إذا ما أخذنا في الحسبان حجم المبيعات للقدم المربّع الواحد، مشيراً إلى أن أكشاك التجزئة الواقعة في «ديرة سيتي سنتر» تحقق نمواً عاماً تلو آخر، وتسهم بتعزيز الحركة التجارية في أنحاء المركز الذي يحتضن 9 أكشاك لتجارة التجزئة، وأكد أنها تلقى طلباً هائلاً من المستثمرين والتجار، لما تتميز به مقارنة بمتاجر التجزئة من حيث التكلفة التشغيلية المحدودة وسهولة الصيانة ومواقعها البارزة في أنحاء مراكز التسوق، مشيراً إلى أن أكشاك التجزئة في «ديرة سيتي سنتر» تعمل وفق نظام الامتياز الذي يمنح التجار الجُدد الدعم اللازم، ويمكِّن التجار من التفاعل مع المتسوقين والزائرين وعرض بضائعهم وسلعهم أمامهم.
وحول أبرز المزايا الاستثمارية للأكشاك، قال شرف إنها تكمن في محدودية نفقاتها التشغيلية، فهي بحاجة لعدد محدود من الموظفين، ما يقلل من الأعباء المادية التي يتحملها المستثمر، بالإضافة إلى انتشارها في مواقع متعددة، حيث تمثل أكشاك التجزئة وسيلة متدنِّية التكلفة، مقارنة بمتاجر التجزئة، للتجار الراغبين بتوسيع رقعة أعمالهم، إذ يمكن للتجار المحليين المستقلين أن يوسِّعوا نطاق مشاريعهم من خلال أكشاك التجزئة الموزَّعة في مواقع بارزة من مراكز التسوق، كما أن صيانة الأكشاك سهلة وغير مكلفة، بحسب شرف، فعادة يتحمَّل التجار تكلفة محدودة للغاية لصيانة أكشاك التجزئة.
ومن المعروف أن متاجر التجزئة التقليدية تتطلب صيانة دورية، وربما تغيير الديكورات الداخلية من حين إلى آخر، غير أن أكشاك التجزئة لا تستلزم إلا الحدّ الأدنى من الصيانة، فضلاً عن تميز الأكشاك بمواقع بارزة في مراكز التسوق على مرأى من ملايين المستوقين على مدار العام، وبالتالي فهي تمثل وسيلة فعالة للترويج للسِّلع المختلفة، وفي ما يتعلق بالمنتجات التي توفرها قال شرف: «تختلف البضائع والسِّلع التي توفرها أكشاك التجزئة من مركز تسوق إلى آخر. ولو أخذنا «ديرة سيتي سنتر» كمثال، لرأينا أن الأكشاك الواقعة فيه توفر لزبائنها المشغولات اليدوية من مجوهرات وغيرها، والألعاب والمقتنيات التذكارية والهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية والإكسسوارات والهدايا والأطعمة المتنوعة».
مساهمة
بدورها أوضحت ميرلا المصري هايسر مدير العلاقات العامة والإعلام في ميركاتو وتاون سنتر جميرا، وجود 13 كشكاً في مركز ميركاتو، وأكدت وجود نمو في الطلب من المستثمرين على الأكشاك خلال العام الجاري مقارنة مع العام الماضي، مشيرة إلى مساهمة الأكشاك في توسيع قاعدة العروض التي يوفرها المركز، كما تشكل مورد دخل إضافياً، وتوفر أيضاً قيمة مضافة من خلال تقديم منتجات تشجع المستهلكين على الشراء العفوي.
وفي ما يتعلق بالمنافسة، أكدت ضرورة حرص مراكز التسوق على إدارة مزيج المستأجرين والمنتجات المتوفرة، بالإضافة إلى التحكم بطريقة توزع المتاجر والأكشاك لتفادي التنافس في ما بينهم، بما ينعكس على العروض المقدمة في المركز بشكل عام.
ونوهت هايسر بأن تسعير إيجار الكشك لا يتم باحتساب المساحة بالقدم المربعة، بل من خلال آلية تسعير ترتبط بالحجم والموقع، على غرار آلية تقييم سعر المتجر العادي، وأبدت عدم اتفاقها مع الرأي القائل بكثرة أعداد الأكشاك في مراكز التسوق بدبي، لكنها لفتت من جانب آخر إلى أن القرار يرجع إلى إدارة كل مركز على حدة لتقييم مواقع الأكشاك، مع أخذ عامل الأمن والسلامة بعين الاعتبار، كي لا تعيق الأكشاك أو تسد الأماكن العامة ضمن المركز.
إيجابيات
ودعت هايسر إلى ضرورة النظر في آلية تجديد عقود الإيجار على فترات زمنية أقصر للأكشاك، لأن جميع العقود الحالية تتم على أساس سنوي، وأوضحت من جانب آخر، احتمال عدم قدرة بعض المستثمرين في الأكشاك على تحمل كلفة توظيف أعداد كافية من الموظفين أو في تدريبهم على مهارات البيع والتسويق، خاصة أن حجم المعروض ضمن الكشك محدود جداً، وفي حال قام المركز بإنشاء الأكشاك ولم ينجح في إيجاد المستثمرين، فسينتهي به الأمر بأكشاك فارغة، وبالتالي لن يحقق أي عوائد على الاستثمار، وحددت أبرز الإيجابيات التي توفرها الأكشاك في كونها توفر دخلاً إضافياً للمراكز، فضلاً عن مساهمتها في بث الحياة ضمن المناطق الهادئة في مراكز التسوق، وزيادة حجم وتنوع المنتجات المتوافرة أمام المتسوقين، وأضافت: «يفرض الحجم الصغير للكشك التجاري وتصميمه إلى الحد من حجم المنتجات المعروضة، وانخفاض نسبي في أسعارها.
وعادة ما تنجح الأكشاك في الاستمرار بشكل أفضل في المناطق المزدحمة ضمن المركز، وبناء على خبرتنا، فقد لمسنا أن المتسوقين لا يبدون ارتياحهم لشراء منتجات باهظة الثمن من الأكشاك، فعدم وجود موقع ثابت ودائم قد يسهم في إضعاف مصداقية البائع، لكن الأكشاك تعتبر نافذة بيع جيدة للخدمات والمنتجات الجديدة والمبتكرة».
متوسط التكاليف
أما نيلش باتانجار مدير مركز الواحة الذي يضم 20 كشكاً، فقال إن أكشاك البيع تقدم تجربة تسوق مختلفة للمتسوقين، نظراً لتوافر العديد من خيارات الشراء ضمن مساحة صغيرة. كما تمتاز الأكشاك بسهولة الوصول إليها لأنها تضع ضمن مناطق واضحة بالنسبة لزوار مراكز التسوق، ولفت إلى أن متوسط تكاليف الأكشاك أقل نسبياً من استئجار المتاجر، حيث تتطلب المتاجر بعض الديكورات والنفقات غير المطلوبة في الأكشاك.
وبالتالي تشكل الأكشاك بديلاً مناسباً لتجار التجزئة الصغار الذين يرغبون بالاستفادة من خفض التكاليف لتقديم أسعار مناسبة لعملائهم. وأشار إلى أن عملية بيع السلع عادة ما تكون أسرع بكثير في الأكشاك، وبالتالي تتسارع دورة رأس المال.
ولكنه أكد أن العنصر الأهم بالنسبة لأكشاك البيع هو الموقع، إضافة إلى عامل الجذب المتعلق بشكل وتصميم الكشك، وأضاف: «تتمثل وظيفة الأكشاك في تقديم مجموعة سلع أكثر انتقائية وخيارات أكثر للعملاء.
وتعد مراكز التسوق في دبي أكثر تطوراً منها في بقية أنحاء العالم، وفيها العديد من الأكشاك التي نجحت في استقطاب وإشراك المتسوقين في تجربة تسوق متميزة».
وبيّن باتانجار أن الميزة الرئيسة للأكشاك في مراكز التسوق، تكمن في توافر مجموعة جيدة من المنتجات أو الخدمات ضمن مساحة صغيرة ومدمجة للمتسوقين. كما تقدم للمتسوقين إمكانية مشاهدة جميع المواد المعروضة، وعادة ما تقع ضمن المناطق التي تشهد حركة مرور نشطة للعملاء في مراكز التسوق الكبيرة.
كما تمتاز معظم الأكشاك بسهولة إدارتها. ومع ذلك، إذا لم يتم تصميم الكشك بالشكل الصحيح، لن يتحقق عامل الجذب الذي تمتاز به الأكشاك عادة، وأضاف: «تتراوح منتجات الأكشاك من الإلكترونيات إلى الأزياء والمواد الغذائية. ونظراً لمواقعها المتميزة، تميل الأكشاك عادة إلى بيع منتجات يتم تسويقها من خلال عروض حية، أو تلك التي تعتمد على الناحية الجمالية»، وأكد باتانجار على وجودة زيادة واضحة في الطلب على الأكشاك ضمن مراكز التسوق، ومن ضمنها مركز الواحة.
المرة الأولى
من جانبه كشف ريتشارد بيلينغتون المدير الإداري لقسم التسويق وإيجار المساحات ــ مجموعة «إم كي إم» التي تدير مركز وافي عن خطة مستقبلية لإدخال الأكشاك التجارية إلى المركز وأضاف: «لم يقم مركز وافي منذ انطلاقته بإدخال الأكشاك التجارية، نظراً لطبيعة الهندسة الخاصة لمناطق التسوق، حيث تم تفضيل الاعتماد على المتاجر التقليدية لتلبية احتياجات المتسوقين الدائمين في المركز، لكن خطة التطوير الجديدة التي تم اعتمادها، والتي تهدف إلى جعل العديد من المناطق أكثر عصرية، ومن ضمنها الممرات الرئيسة، وذلك من خلال العمل على أن تكون أكثر انفتاحاً وإشراقاً، وذلك لن يسهم فقط في تعزيز انسيابية المتسوقين ضمن المركز، لكن ستسمح أيضاً بإنشاء أكشاك تجارية ضمن المواقع المناسبة، وذلك للمرة الأولى في تاريخه».
ترويج
وأكد تيم جونز الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز «لامسي بلازا» و«أرابيان سنتر» أن الأكشاك تولّد مدخولاً إضافياً للمركزين، نافياً وجود أي منافسة مع المتاجر التقليدية، وأشار إلى أن بعض الأكشاك التابعة لشركة «يونيلفر» تسهم في الترويج للمنتجات في الهايبر ماركت، معتبراً ذلك مبادرة إيجابية للمركز ولتجربة المنتجات واختبارها، ولفت إلى أن متوسط الكلفة لاستئجار الكشك وإعداده وتجهيزه أقل من كلفة المتجر، وهذا ما يجعل الأكشاك أكثر انتشاراً، لكنه أوضح أنّ المبيعات من خلال الأكشاك أقل من تلك المحققة من خلال المحلات، لأنّها ليست المكان الأمثل لعرض الكثير من المنتجات، وأضاف: «تحتضن مراكز التسوق بدبي الكثير من الأكشاك التجارية، نظراً لما تشكله من عامل جذب للمتسوقين الذين يفضلون الاطلاع على ما تعرضه من منتجات، على اعتبار أنّها تقدم مجموعات أخرى من البضائع التي لا يمكن إيجادها عادة في المحلات الرئيسة».
وبالرغم من إقراره بمساهمة الأكشاك في توليد دخل إضافي للمركز، إلا أنه يحذر من إمكانية تسببها في ازدحام أو إعاقة حركة المتسوقين، خاصة أنها تقع عادة في الأروقة والممرات.
وأشار جونز إلى وجود 9 أكشاك في مركز لامسي، و20 كشكاً في مركز أريبيان سنتر.
ونظراً للمرونة ومحدودية التكاليف الاستثمارية التي تتميز بها الأكشاك، تعتمد عليها العديد من الشركات الكبيرة لرصد مستويات الإقبال والمبيعات في مراكز التسوق قبل الانتقال إلى الخطوة التالية وافتتاح متجر تقليدي، على غرار ما قامت به شركة دنكن دونتس، التي يقول مديرها العام في الشرق الأوسط ديفيد رودجرز: «بدأ وجودنا في «فيستيفال سنتر» من خلال كشك، وكانت التجربة إيجابية جداً، ولاقت إقبالاً كبيراً من المستهلكين الذين يتدفقون عبر موقع الكشك كل يوم، وقمنا لاحقاً بالتوسع من خلال إقامة متجر متكامل في المركز».
آفاق ستثمارية
أشار نيكولاس أو رينك مدير عام مجموعة القبيسي التي تدير 55 منفذ بيع في التجزئة، معظمها عبارة عن أكشاك، بالإضافة إلى بعض المتاجر، إلى أن أبرز مميزات الكشك، كمنفذ لتجارة التجزئة، تكمن في تدني كلفته من حيث رأس المال المطلوب للاستثمار، بالإضافة إلى عقود الإيجار قصيرة الأمد، والتي تسمح في حال عدم نجاح النموذج بالانسحاب من السوق، مع تفادي خسارة قيمة إيجار عدة سنوات، مقارنة مع آليات الاستئجار لفترات طويلة.
وحول معدل مبيعاتها، أشار رينك إلى أن أكشاك «جيلاتو ديفينو» التابعة للمجموعة، تستقبل 125 زبوناً يومياً في المتوسط، فيما تسجل أكشاك «كوناد للعناية بالأظفار» و«سكينجيم للإكترونيات» مستويات مرتفعة في حجم مبيعاتها، لكن مع عدد أقل من الزبائن بما يتراوح بين 25 50 يومياً.
ولفت مدير عام مجموعة القبيسي إلى أن الأكشاك تتمتع بمواقع واضحة في المراكز، ما يمكن المتسوقين من رؤيتها والوصول إليها من مختلف الجهات، فضلاً عن سهولة إدارتها نسبياً إذا امتلك المستثمر 3 4 أكشاك، لكن عندما يكبر العدد تزداد صعوبة الإدارة، وتشكل الأكشاك أيضاً وسيلة مثالية لاختبار النماذج والأفكار الجديدة من منتجات وخدمات، بالإضافة إلى سهولة نقل موقعها ضمن المركز بالتعاون مع الإدارة، بحسب رينك، الذي يضيف أن التحديات التي تواجه إدارة الأكشاك تكمن أيضاً في قصر أجل عقود الإيجار، ففي حال نجاح الكشك في تحقيق مبيعات جيدة قد لا يستطيع المستثمر ضمان تجديد العقد لدى انتهاء مدته، ويمكن زيادة سعر الإيجار بدون أي قيود، حيث لا تخضع العقود لأي ضوابط، كتلك التي تفرضها مؤسسة التنظيم العقاري «ريرا»، وعند نمو عدد الأكشاك التي يستثمر فيها التاجر، يصبح من الصعب جداً إدارة ومراقبة الموظفين، خاصة مع عدم إمكانية تخصيص مدير فرع لكل كشك، على غرار المتاجر التقليدية.
وأضاف رينك: «يشكل تخزين وتسليم السلع تحدياً متواصلاً للأكشاك، بالإضافة إلى صعوبة توصيلها بخطوط هاتف أرضية أو بشبكة الإنترنت والبيانات، وينطبق ذلك أيضاً على شبكة تصريف المياه لأكشاك الأطعمة والمشروبات.
كما تفرض مراكز التسوق أسعار إيجارات مرتفعة على الأكشاك، وقد لا يشكل ذلك تحدياً بالنسبة لأكشاك الترويج المؤقتة، لكنها تفرض إشكالية بالنسبة للأكشاك التجارية الدائمة، حيث يستحوذ الإيجار على ما نسبته 40 % من إجمالي عوائدنا»، وتنتشر الأكشاك التي تديرها مجموعة القبيسي في مختلف أنحاء الإمارات، وتعمل على التوسع حالياً في منطقة الشرق الأوسط، من خلال منح حقوق الامتياز التجاري.
تسوق عفوي
تشكل الأكشاك فرصة مثالية للاستثمار أمام المشاريع والشتشكل الأكشاك فرصة مثالية للاستثمار أمام المشاريع والشركات الصغيرة حديثة التأسيس، حيث تسهم في توفير منتجات بأسعار اقتصادية للمستهلكين قد لا تتوافر في المتاجر التقليدية وفقاً لموراي بيل المدير الإداري للتجزئة والترفيه لدى مجموعة الفطيم العقارية، الذي لفت إلى مساهمة الأكشاك في إضفاء مزيد من الحيوية والنشاط في تجربة التسوق بشكل عام، بالإضافة إلى زيادة التنوع في العروض والمنتجات، كما تسهم طبيعتها المؤقتة على اختبار الأسواق قبل الالتزام بمشروع متجر تقليدي من قبل المستثمر، ومن جانب آخر، يتم التوفير في التكلفة من خلال محدودية حجم مخزون المنتجات المعروضة ضمن الكشك، وأشار بيل إلى أن الميزة الأكبر للأكشاك تكمن في قدرتها على جذب انتباه قدر أكبر من المتسوقين، وبالتالي المزيد مما يمسى "التسوق العفوي".
استغلال المساحات
توفر الأكشاك عدة ميزات تجارية وتسويقية، نظراً لإمكانية استخدامها كنماذج تجريبية لاختبار أداء المنتجات الجديدة بكلفة مقبولة، وفي حال لاقت المنتجات قبولاً من المستهلكين وبلغت المبيعات مستويات تسمح بالتوسع في بيئة تجارية أكبر، عندها يمكن استئجار متجر أكبر من حيث الحجم والمساحة، وفقاً لديفيد ماك آدام رئيس قسم التجزئة في شركة جونز لانغ لاسال، الذي يلفت من جانب آخر إلى أن تأجير الأكشاك عادة ما يتم على فترات قصيرة الأمد قد تصل إلى عقود شهرية، ما يسمح بالمرونة في العمل لكل من مشغل الكشك ولإدارة المركز، وبالنسبة لمطوري وملاك المركز، توفر الأكشاك دخلاً إضافياً من خلال استخدام المناطق العامة في المركز، حيث لا يمكن استغلال هذه المساحات مادياً بشكل فعال إلا من خلال الأكشاك.



