أكد خبراء في مجالات السياحة والتسوق وتأجير السيارات على وجود انتعاش ملحوظ في المجالات الثلاثة بدبي خلال الموسم الصيفي الحالي، لاسيما من قبل السائحين الخليجيين الذين يمثلون السوق الرئيسي المصدر للسائحين خلال المواسم الصيفية.

وقالوا إن الموسم الصيفي الجاري يتميز بعدم الإقبال الخليجي على دبي منفرداً، إذ أن هناك عددا من الجنسيات الأخرى التي بدأت في التوافد إلى دبي خلال فترة الصيف، أهمها الجنسيات الألمانية والروسية والبريطانية.

وأضافوا أن عمليات التسوق وتأجير السيارات ترتبط ارتباطاً مباشراً بعدد الزائرين الموجودين في فنادق دبي، مشيرين إلى أن السائحين يمثلون نسبة لا تقل عن 50 ٪ من إجمالي عدد مستأجري السيارات بدبي، فضلاً عن أنهم يستفيدون بشكل مباشر من التخفيضات الصيفية بالنسبة لمتاجر التجزئة، وهو ما يشجع سياحة التسوق بشكل كبير.

وقال فؤاد شرف، مدير تنفيذي أول، إدارة الأصول، في مراكز تسوق لدى ماجد الفطيم العقارية، إن الموسم الصيفي الجاري يعد أحد أهم المواسم الصيفية التي مرت على سوق التجزئة بدبي، إذ أن تجربة مفاجآت صيف دبي تشهد تطوراً مستمراً عاماً بعد عام.

سياحة التسوق

أضاف إنه على عكس المواسم الصيفية الماضية التي شوهد خلالها تدفقاً كبيراً للسائحين الخليجيين، فإن الموسم الصيفي الحالي يشهد زخماً كبيراً في مراكز التسوق، ليس فقط من قبل السائحين الخليجيين، ولكن من دول أخرى مثل الصين وروسيا، مشيراً إلى أن ارتفاع درجة الحرارة لم يمثل لدى هؤلاء عائقاً في زيارتهم لدبي.

وأشار إلى أن دبي هيأت البيئة المناسبة للسياحة والتسوق معاً، فإلى جانب مراكز التسوق المتعددة والتي بنيت على أحدث الطرز والمعايير العالمية، توجد بها شبكة مواصلات على أعلى مستوى، سواء مترو دبي أو الحافلات الخاصة بهيئة الطرق والمواصلات، أو حتى سيارات الأجرة، والتي تعد الأولى إقليمياً من حيث الخدمات المقدمة فيها أو حتى كفاءة العمل.

ولفت إلى وجود ارتفاع في عدد الزوار بمول الإمارات وديرة سيتي سنتر ومردف سيتي سنتر يقدر بنحو 10 ٪ خلال الموسم الصيفي الحالي، مشيراً إلى أن مبيعات هذه المراكز زادت بنسبة 15 ٪ خلال النصف الأول من العام الجاري، أي أن زيادة أعداد الزوار تنعكس بالضرورة على المبيعات.

من جهته، قال معين سرحان، مدير عام فندق ميلينيوم بلازا بدبي إن الموسم الصيفي الحالي ينقسم إلى قسمين هما ما قبل رمضان وما بعد رمضان، مشيراً إلى وجود ارتفاع كبير في الطلب خلال الموسم الجاري.

وأضاف إن الجديد خلال الموسم الصيفي الحالي هو عدم اقتصار فنادق دبي على استقبال السائحين الخليجيين فقط، إذ استقبلت الفنادق عدداً لا بأس به من السائحين الأوروبيين، لا سيما الألمان والبريطانيين والروس، متوقعاً أن يرتفع الطلب من سوق دول مجلس التعاون الخليجي خلال فترة ما بعد الشهر الكريم.

وأشار إلى وجود حجوزات مسبقة من الآن لما بعد شهر رمضان، مرجعاً ذلك إلى الأسعار المعقولة لفنادق دبي خلال هذه الفترة، فضلاً على استمرار عدم الاستقرار في عدد من دول المنطقة لا سيما مصر وسوريا ولبنان، التي تم إصدار أكثر من تحذير بالنسبة للسائحين الخليجيين من زيارتها.

وأوضح أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران إلى أوروبا وأميركا فضلاً على ارتفاع تكاليف السفر إلى هذه الدول وإلزامية الحجوزات المبكرة والتخطيط المبكر للإجازات، ساهم في جلب المزيد من سائحي دول مجلس التعاون الخليجي إلى دبي.

إشغالات مرتفعة

قال أسامة بشرى، المدير العام الإقليمي لشركة ترافكو السياحية إن الموسم الصيفي الحالي شهد ارتفاعا ملحوظا في أعداد مواطني دول مجلس التعاون الخليجي القادمين لدبي، حيث أضحت المدينة وجهة سياحية مميزة لسكان منطقة الخليج العربي، مشيراً إلى زيارات من سائحين ينتمون لجنسيات أخرى مثل الأوروبيين، ما جعل إشغالات فنادق المدينة في دبي لا تقل عن 90 ٪ خلال الشهر الجاري.

وأضاف إن خطوط الطيران الاقتصادي أسهمت بشكل كبير في جذب أعداد هائلة من السائحين سواء من الخليج أو حتى من روسيا، نظرا لقرب المسافة وانخفاض أسعار تذاكر الطيران التي أضحت في متناول الجميع، لافتا إلى أن حجوزات الطيران الاقتصادي موجودة في كل الأوقات، ما جعل من السفر من أي دولة أخرى من دول الخليج إلى الإمارات مسألة سهلة يمكن تنفيذها في أي وقت.

وأشار إلى أن هناك عدة أسباب للإقبال المتزايد عاما بعد عام من قبل الخليجيين على دبي كوجهة سياحية، أهمها سهولة إجراءات الدخول، وإمكانية السفر بعدة سبل سواء عن طريق الجو أو البحر أو حتى عن طريق قيادة سياراتهم الشخصية.

حيث يفضل عدد كبير من مواطني دول مجلس التعاون السفر بالسيارة بصحبة الأسرة والأطفال، وهو ما يدفعهم لزيارة الدولة بشكل كبير، نظرا لقرب المسافة وسهولة إجراءات الدخول وإمكانية دخول الدولة في أي وقت وفي أي مكان.

وأكد سيد ذو الفقار مهدي، مدير إدارة المبيعات في فنادق ومنتجعات سمايا، على ارتفاع نسب الإشغال في فنادق دبي خلال الصيف الجاري، مشيراً إلى أن السياحة الخليجية لا تزال هي الأولى خلال الموسم الصيفي إذا ما تم عمل مقارنة بين الجنسيات.

وقال إن السائح الخليجي يعشق التسوق، وهو ما يجعله ينتهز الفرصة خلال إجازات المدارس صيفاً ويأتي إلى دبي، نظراً لسهولة إجراءات السفر، وتنوع وسائل المواصلات بين دبي وباقي دول الخليج.

من جهته، قال عبد الحميد النداف، مدير عام مكتب البشير لتأجير السيارات في دبي، إن الموسم الصيفي الحالي شهد نمواً ملحوظاً في عمليات تأجير السيارات مقارنة بالموسم الصيفي الماضي، على الرغم من تحقيق نمو خلال الصيف الماضي بشكل كبير، إذ بدأت عمليات تأجير السيارات في التحسن منذ العام 2009، مشيراً إلى أن نسب النمو خلال الموسم الجاري وصلت إلى نحو 10 ٪.

وأضاف إن الموسم الصيفي كان يعرف دائماً بتراجع معدلات التأجير خلاله، لكن عمليات التأجير خلال الصيف الجاري بدأت في الزيادة لتقترب من معدلات الموسم الشتوي الذي يعد الموسم النشط لتجارة السيارات بدبي.

وأشار إلى أن الجنسيات الأكثر إقبالاً على تأجير السيارات خلال الموسم الصيفي الحالي هم مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي بالمقام الأول، لاسيما المملكة العربية السعودية وقطر، بالإضافة إلى باقي الجنسيات العربية مثل تونس ومصر وسوريا.

طلب متزايد

أكد على وجود طلب كبير من قبل الفنادق سواء للسيارات أو السائقين، مشيراً إلى أن السائحين يمثلون نسبة تفوق 50 ٪ من إجمالي مستأجري السيارات في دبي، وهو ما يدل على ارتباط نشاط تأجير السيارات بصورة كبيرة بالقطاع السياحي ومدى زيادة عدد السائحين بفنادق الإمارة.

ولفت إلى أن هناك مواسم يزداد فيها عدد السائحين الذين يقومون باستئجار السيارات، لافتاً إلى أن أهم هذه المواسم هو الموسم الشتوي الذي تنتعش خلاله عمليات التأجير بسبب السائحين القادمين من خارج البلاد، حيث تنشط عمليات التأجير من بداية الموسم الشتوي وحتى شهر مارس من كل عام بشكل ملحوظ.

من جانبه، أكد وسيم مرشد النصير، مدير عام شركة الفرسان لتأجير السيارات، أن العام الجاري يشهد نمواً في عمليات تأجير السيارات بنسبة كبيرة مدفوعاً بأعداد السائحين المتزايدة في دبي، والذين يستمتعون بقيادة السيارات في شوارع المدينة.

وقال إن هناك عدداً من الجنسيات التي تأتي إلى محلات التأجير بصفة مستمرة مثل الأوروبيين والأميركيين والروس في فصل الشتاء، بالإضافة إلى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي خلال فترة الصيف، حيث يفضل بعض هؤلاء القدوم بالطائرة بدلاً من قيادة السيارات، وبالتالي يقومون باستئجار السيارات من دبي.

وأضاف إن السائحين يمثلون شريحة كبيرة من مستأجري السيارات في دبي، حيث تصل نسبة السائحين من إجمالي عدد مستأجري السيارات في دبي إلى أكثر من 40 ٪، وهو ما يدل على أثر السياحة الملحوظ في قطاع تأجير السيارات.

وأوضح أن قطاع تأجير السيارات ينشط في مواسم متعلقة بالسياحة، مثل عيدي الفطر والأضحى، والأعياد الغربية التي تتمثل في الكريسماس ورأس السنة، فضلًا عن الإجازات المدرسية سواء في الصيف أو الشتاء.

من جهته، قال زكريا محمود، مدير مكتب ستاندارد لتأجير السيارات، إن سوق تأجير السيارات خلال الموسم الصيفي الحالي يشهد نمواً ملحوظاً، إذ تستقبل مكاتب تأجير السيارات عدداً جيداً من المؤجرين، لاسيما مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.

التنوع السياحي يجذب الخليجيين

 

أسهم التنوع السياحي الموجود في دبي بشكل كبير في جذب عدد كبير من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى السوق السياحي بالإمارة، حيث يجد السائح في دبي سياحة الترفيه والتي دائما ما تتواجد في الفنادق والمنتجعات الشاطئية والصحراوية بالإضافة إلى سياحة التسوق والتي تزدهر في فصل الصيف، لا سيما مع إطلاق أحداث هامة مثل مفاجآت صيف دبي.

وبحسب بيانات صادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية في دبي خلال الربع الأول من العام الجاري 2.59 مليون نزيل، مقابل 2.38 مليون نزيل خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة قدرها 9 ٪.

الاجازات

 

قال محمد جاسم الريس، نائب الرئيس التنفيذي للريس للعطلات إن الفنادق الجديدة المتنوعة والتي تم افتتاحها داخل السوق السياحي المحلي بين الصيف الماضي والصيف الحالي ساعدت بشكل كبير على جذب أعداد ضخمة من السياح الخليجيين إلى دبي.

وأضاف أن موسم الإجازات الموجود في دول مجلس التعاون ساهم بشكل كبير في تشجيع مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى السفر.

لا سيما قبل فترة شهر رمضان المبارك، حيث يفضل العرب قضاء الأيام الأولى من الشهر الكريم برفقة العائلة والأصدقاء، لافتا إلى أن العروض الترويجية التي تستقطب جميع الأعمار والتي تقدمها فنادق دبي تلقى استحسانا كبيرا من سكان دول مجلس التعاون الخليجي.

10 ملايين ليلة

 

بلغ عدد الليالي السياحية التي قضاها النزلاء في فنادق الإمارة 10.35 ملايين ليلة، مقابل 8.46 ملايين ليلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة قدرها 22 ٪.

وتجاوزت العائدات الفندقية خلال الربع الأول من العام الحالي 5.38 مليارات درهم بزيادة قدرها 24 ٪ على الفترة نفسها من العام الماضي، الذي بلغت فيه العائدات 4.36 مليارات درهم. ووصل متوسط عدد الليالي السياحية خلال الربع الأول من العام الحالي إلى 4 ليال، مقابل 3.6 ليال خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة قدرها 12 ٪.

وبلغ عدد الغرف والشقق الفندقية في الربع الأول من العام الحالي أكثر من 75 ألف غرفة وشقة فندقية، مقابل نحو 72 ألفاً و500 غرفة وشقة فندقية، بزيادة قدرها 4 ٪، فيما بلغ متوسط إشغال الغرف الفندقية خلال الربع الأول من هذا العام 87 ٪، مقابل 79 ٪ خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وبلغ متوسط إشغال الشقق الفندقية 84 ٪ مقابل 79 ٪ خلال الفترة نفسها من العام الماضي.