شكى مستأجرون لـ "البيان الاقتصادي" يبحثون عن سكن جديد في الأبراج السكنية الشاهقة الجديدة التي تنتشر في غالبية مناطق مدينة أبوظبي من ارتفاع قيمة إيجارات وحداتها السكنية بشكل مغال فيه لا يتناسب مع حالة التباطؤ التي يشهدها القطاع العقاري في أبوظبي.
وينشط مستأجرون كثيرون خلال شهري يونيو ويوليو من كل عام في تبديل مساكنهم القديمة بمساكن جديدة وقد تزايدت خلال الأيام القليلة الماضية رحلات المستأجرين للبحث عن سكن جديد في الأبراج الحديثة خاصة بعد أن شهد سوق أبوظبي خلال العام الحالي زيادة كبيرة وملحوظة في أعداد الأبراج السكنية الشاهقة الجديدة التي دخلت السوق، وهو ما كان غائباً خلال السنوات الخمس الماضية التي ارتفعت فيها الإيجارات بشكل كبير بدعم من نقص حاد في أعداد الأبراج السكنية الجديدة.
عشرات الأبراج
ووفقاً لرصد ميداني لـ "البيان الاقتصادي" فإن عشرات الأبراج السكنية الشاهقة الجديدة دخلت سوق أبوظبي العقاري خاصة في المناطق المطلة على الكورنيش ووسط المدينة إضافة إلي الشوارع الرئيسية مثل شارع المطار ومنطقة الخالدية إضافة إلى منطقة معسكر آل نهيان والمنطقة القريبة من وكالة أنباء الإمارات ومركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية، كما أن غالبية أبراج جزيرة الريم الأربعة عشر تم تسليمها لمستثمريها ويتم حالياً تأجيرها.
ويبلغ متوسط إيجار الوحدة السكنية لغرفتين وصالة في الأبراج السكنية الشاهقة الجديدة ما بين 125 ألف درهم و130 ألف درهم حسب موقع الوحدة بينما تصل القيمة الإيجارية للوحدة السكنية ثلاث غرف وصالة ما بين 170 ألف درهم و180 ألف درهم وهذه الأرقام تسري على غالبية الوحدات سواء في أبراج جزيرة الريم أو الكورنيش أو داخل شوارع أبوظبي الرئيسية.
ويصاب عدد كبير من المستأجرين بخيبة أمل كبيرة وهم يبحثون عن سكن جديد إذ كانوا يتوقعون أن تتراجع إيجارات المباني الجديدة أسوة بما يحدث حالياً من تراجع في إيجارات المباني السكنية القديمة حيث يبلغ متوسط إيجار الوحدة السكنية القديمة لغرفتين وصالة 70 ألف درهم وثلاث غرف وصالة 95 ألف درهم، وتوقع المستأجرون أن تتراجع إيجارات المباني الجديدة إلى مستويات قريبة من إيجارات المباني القديمة خاصة مع وجود عرض كبير من الوحدات السكنية الجديدة والقديمة معا في أبوظبي خلال الثلاثة أشهر الماضية.
قوة المواقف المالية
إلا أن خبراء عقاريين ومنهم رضا مسلم الشريك في مركز تروث للاستشارات الاقتصادية يشير إلى أن ظاهرة عدم تراجع إيجارات المساكن الجديدة في أبوظبي يرجع إلى قوة المواقف المالية لملاك أبوظبي عكس إمارات أخرى وبالتالي لايرى المالك ضرراً من أن يبقى العقار السكني الجديد لشهور من دون إيجار فضلا عن أن تكلفة تنفيذ هذه الأبراج الشاهقة كانت مكلفة جداً، حيث تم بناؤها في أوقات ارتفعت فيه أسعار مواد البناء والعمالة بشكل ملحوظ فضلا عن أن هذه المباني تم تشييدها بمواصفات عالية جدا في التشطيب النهائي.
ويؤكد عبد الرحمن الشيباني المدير العام لمكتب الغانم للعقارات إلى أن سوق أبوظبي لا يعرف التراجع الحاد والسريع في الإيجارات وهذا ما ظهر جليا خلال سنوات الأزمة المالية العالمية 2008- 2012 ، حيث إن التراجع محدود وتدريجي عكس إمارات أخرى ويرجع هذا لعدة عوامل أبرزها محدودية العرض إضافة إلي زيادة الطلب خلال فترات معينة من الســنة كما أن أبوظبي مازالت بيئة خصبة لمشاريع الشركات الكبري في العالم خاصة في قطاع البتروكيماويات والغاز.
التقارير ربع السنوية
وتؤكد التقارير ربع الســنوية للعديد من شركات الاستشارات العقارية مثل شركة جونز لانج لاسال للاستشارات العقارية الدولية، وشركة كلاتونز للاستشارات العقارية على وجود تراجع محدود بنسبة تتراوح بين 5% و10% في إيجارات المساكن الجديدة في أبوظبي مشيرة إلى أن العرض المتزايد من الإسكان الجديد وغالبيته من الإسكان الفاخر لن يشهد تراجعاً كبيراً وحاداً في إيجاراته.
ولا يمل مستأجرون كثيرون في أبوظبي من البحث عن سكن جديد بقيمة إيجارية مناسبة خاصة بعد أن قامت بعض جهات العمل شبه الحكومية في أبوظبي بتخفيض مخصصات السكن لموظفيها بعد أن رفعتها خلال الثلاثة أعوام الماضية خاصة بعد أن لاحظت تراجعا في الإيجارات بشكل عام في مدينة أبوظبي.
لا تغيرات كبيرة خلال شهرين
يرى خبراء العقارات في أبوظبي أن الشهرين المقبلين يوليو وأغسطس لن يشهدا تغييرات كبيرة في إيجارات وحدات الأبراج السكنية الجديدة مشيرين إلى أن آمال المستأجرين في الفوز بوحدة سكنية جديدة بقيمة إيجارية مناسبة لن يكون سهل المنال وقد يضطر غالبية المستأجرين إلى تأجيل أحلامهم في السكن ببرج جديد إلى العام المقبل حيث من المتوقع زيادة عدد الأبراج الجديدة خاصة أبراج الميناء وأبراج السوق المركزي والعديد من الأبراج المطلة على الكورنيش خاصة الأبراج القريبة من برج جهاز أبوظبي للاستثمار وبلا شك فإن دخول هذه الأبراج الضخمة للسوق سيؤدي إلى زيادة المعروض من الوحدات السكنية الجديدة بشكل كبير الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع الإيجارات حيث ليس من المعقول كما يؤكد رضا مسلم أن تستمر مقاومة الملاك لمستجدات سوق أبوظبي العقاري لأكثر من ذلك خاصة وأن العديد منهم آجل تأجير بناياته السكنية عدة أشهر وربما قارب بعضهم على تأجيل التأجير لعام أملا في ارتفاعات مفاجئة في السوق العقاري.
