عكس ما كان متوقعاً يشهد سوق السكن الفاخر الجديد في مدينة أبوظبي استقراراً منذ أربعة أشهر عند مستويات إيجارية مرتفعة. ووفقاً لجولة ميدانية لـ«البيان الاقتصادي» الأسبوع الماضي، فإن إيجارات الوحدة السكنية الفاخرة غرفتين وصالة تبدأ من 110 ألف درهم وتنتهي عند 135 ألف درهم بينما تتراوح القيمة الإيجارية للوحدة السكنية ثلاث غرف وصالة بين 160 ألف درهم وحتى 180 ألف درهم. وتنتشر الأبراج السكنية الجديدة الفاخرة في أبوظبي في مناطق عدة أبرزها مناطق شارع الجوازات والخالدية والمطار ومنطقة معسكر آل نهيان، خاصة المنطقة الموازية لشارع المرور.

تبرير الارتفاع

ويبرر ملاك الأبراج السكنية الجديدة الفاخرة ارتفاع إيجارات بناياتهم السكنية بأن تلك المباني كلفت مبالغ مالية كبيرة في عمليات تشطيبها، كما تم بناؤها في ظروف صعبة يمر بها التمويل العقاري، بعد أن قفزت نسب فوائده خلال السنوات الثلاث الماضية.

واضطروا في أحيان كثيرة إلى تمويل بناياتهم من أموالهم الخاصة.وكان من المتوقع وفق خبراء ومسؤولي العقارات في أبوظبي أن تتراجع إيجارات الإسكان الفاخر في أبوظبي مع بداية العام الجاري، حيث دخل إلى السوق مئات الأبراج الضخمة التي تضم آلاف الوحدات السكنية كما قدروا نسبة التراجع بنحو 35%، كما توقعوا أن يزداد هذا التراجع مع نهاية العام الجاري بنسبة لا تقل عن 15 % بدخول العديد من الأبراج السكنية الفاخـرة الجديدة إلى سوق العقارات في أبوظبي لتصل النسبة الإجمالية للتراجع إلى 50 %.

تراجع العرض

إلا أن ما حدث لم يكن متوقعاً فمازال عدد الأبراج التي تدخل إلى السوق قليلاً كما أن عدداً كبيراً من الأبراج السكنية لم تكتمل عمليات تشطيباتها النهائية الأمر الذي أدى بالعديد من الملاك إلى الإصرار على مقاومة حالة السوق بتراجع الإيجارات ويبذلون جهوداً كبيرة للحيلولة دون خفض إيجارات بناياتهم الفاخرة وفقاً لمتطلبات السوق.

ولا تفضل شريحة كبيرة من المستأجرين في الوقت الحالي دفع إيجارات أعلى للسكن الفاخر داخل أبوظبي بل اتجهوا إلى المناطق الخارجية لأبوظبي بحثاً عن بنايات جديدة بإيجارات أقل خاصة في مدينة محمد بن زايد، ولم يفضلوا البحث عن وحدات قديمة داخل أبوظبي بسبب سوء عمليات الصيانة في غالبية البنايات السكنية، وذلك على الرغم من تراجع إيجاراتها التي تتراوح حالياً بين 70 ألف درهم و75 ألف درهم للوحدة غرفتين وصالة و85 ألف درهم إلى 95 ألف درهم للوحدة ثلاث غرف وصالة.

الإسكان الفاخر

ووفقاً لخبراء العقارات ومسؤولي المكاتب العقارية في أبوظبي، فقد تراجعت إيجارات الإسكان الفاخر في أبوظبي خلال العام الماضي بنسبة لا تقل عن 35% مقارنة بأسعار 2007 و2008 و2009 التي تضاعفت فيها الإيجارات بنسب وصلت في بعض المناطق أكثر من 100%، وكان من المتوقع أن يتواصل التراجع إلا أن ذلك لم يحدث.

حركة التنقلات

ويؤكد الخبراء ومسؤولو المكاتب ومنهم عبد الرحمن الشيباني، مدير مكتب الغانم للعقارات في أبوظبي، أن سوق الإسكان الفاخر لن ولم يصب بالانهيار أو الكساد، والسبب في ذلك يرجع إلى قيام موظفي الهيئات الحكومية الذين يحصلون على مخصصات للسكن مرتفعة تتراوح بين 100 ألف درهم وحتى 300 ألف درهم بالانتقال من مساكنهم القديمة غير الفاخرة التي استأجروها خلال السنوات الماضية مضطرين بأسعار مرتفعة سابقاً إلى السكن الفاخر طالما أن مخصصاتهم السكنية تسمح باستئجار السكن الفاخر.

وهذا الأمر أدى بالفعل إلى تراجع إيجارات المساكن القديمة خلال الفترة الماضية وتتوفر اليوم وحدات سكنية غرفتين وثلاث غرف بقيم إيجارية تتراوح بين 70 ألف درهم إلى 90 ألف درهم وهذه أرقام لم تكن معقولة من قبل.ويؤكد الشيباني أن قيام بعض الشركات الكبرى شبه الحكومية في أبوظبي بخفض مخصص سكن موظفيها للوحدات السكنية لن يؤثر بشكل كبير في رغبة هؤلاء الموظفين في السكن في الوحدات الفاخرة مؤكدين أن هذه المخصصات مازالت جيدة، كما أن الموظفين يفاضلون بين مساحات الوحدات السكنية الفاخرة بحيث يستأجرون المساحة الأقل والتي تتناسب مع مخصصاتهم المالية.