أكد ديفيد ويلسون، مدير الفعاليات في معرض المكاتب الذي تنطلق فعالياته اليوم في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض ويستمر ثلاثة أيام، أن التوسع في طرح العقارات التجارية في دول الخليج قد أتاح فرصاً وصلت قيمتها إلى 5.8 مليارات درهم (1.6 مليار دولار) من أعمال التطوير الداخلي في 2011 بحسب تقرير صادر عن «فينتشرز ميدل إيست»، والذي توقع أن يصل إجمالي ما سيتم إنفاقه على أعمال التصميم الداخلي في دول الخليج إلى 205.5 مليارات درهم (56 مليار دولار) في العام 2012.

وحول تأثير تباطؤ السوق العقارية على سوق التجهيزات المكتبية في الإمارات قال ويلسون في تصريحات لـ (البيان الاقتصادي):» كان هنالك زيادة مستمرة في المساحات التجارية المعروضة في دولة الإمارات والمنطقة عموماً منذ عام 2008، وقد أدّى هذا الوضع إلى تراجع إيجارات المكاتب من الفئة الفاخرة لاسيما في الإمارات، كما حفّز التراجع في إيجارات المساحات المكتبية من الفئة الفاخرة في السنوات القليلة الماضية الطلب على التجهيزات المكتبية وأعمال التصميم الداخلي، فقام عدد من الشركات بنقل مكاتبها إلى مواقع أرقى». وأضاف :»لقد استفادت الإمارات أيضاً من وضع المنطقة، باعتبارها ملاذاً آمناً لا سيما خلال الربيع العربي،حيث قامت العديد من الشركات في الدول المضطربة سياسياً بنقل مكاتب إداراتها الرئيسية إلى دبي وأبوظبي».

 

مواقع أرقى

وقد أدت زيادة المعروض من المساحات المكتبية إلى انخفاض الإيجارات في العامين أو الأعوام الثلاثة الماضية، و استفادت الشركات من هذا الانخفاض وقامت بنقل مكاتبها إلى مواقع أرقى مستوى بحسب ويسلون الذي أضاف :»بتنا نشهد زيادة في الطلب على التصميم الداخلي التجاري ومشاريع التجهيزات المكتبية، ويعود ذلك إلى أنه غالباً ما يتم تسليم المكاتب من الفئة الفاخرة دون تشطيبات داخلية».

ولفت من جانب آخر إلى أن بعض الدول الخليجية الأخرى كانت أقل تأثراً بالأزمة المالية، مؤكداً أن الإنفاق الحكومي على المشاريع التنموية والبنى التحتية في الوقت الراهن في ذروته، حيث كشفت كل من قطر والسعودية النقاب عن خطط لمشاريع كبيرة في البنية التحتية سوف تتطلب عقارات تجارية داعمة، في حين ما زلنا نرى الشركات في الإمارات تستفيد من انخفاض الأسعار في مساحات المكاتب الراقية، وتستثمر في أعمال التصميم الداخلي. وأضاف :»إن نجاح قطر في ملف استضافة كأس العالم 2022 سيدفع عجلة التنمية التجارية على نحو متسارع على مدى العقد المقبل.

وإضافة إلى ذلك، فإن الربيع العربي قد دفع الحكومات في المنطقة لزيادة إنفاقها على تطوير المشاريع، وذلك في محاولة لتجنّب الاضطرابات وتحسين البنية التحتية والحياة المعيشية للسكان. ومن المتوقع أن إنفاق المملكة العربية السعودية على المشاريع في الرياض سيصل إلى ثلاثة أضعاف تقريباً بحلول عام 2016 مقارنة مع 100 مليار دولار في العام 2005. كذلك من المقرر أن يتضاعف معدل الإنفاق في الكويت ودولة الإمارات وقطر خلال الفترة نفسها».

نمو

وكشف ويلسون عن مشاركة 130 شركة من 24 بلداً في معرض المكاتب الذي ينطلق اليوم لمدة ثلاثة أيام، ولفت إلى أن الدورة الماضية قد سجلت 4800 زائر، وأضاف :»»عزز معرض المكاتب 2012» مكانته كأهمّ معرض في الشرق الأوسط للتصميم الداخلي التجاري وأعمال التجهيزات المكتبية، وقد أصبح المعرض الأكبر في دورته الحادية عشرة هذا العام، لجهة مساحة العرض، فقد نمت مساحة العرض هذا العام بنسبة 30 % مقارنة بالعام السابق، وذلك استجابة للطلب المتزايد الذي تلقيناه من الشركات العالمية والإقليمية الراغبة بالمشاركة في المعرض».

وأشار إلى أن فعاليات المعرض تتناول جميع جوانب تصميم المكاتب والتجهيزات المكتبية، وهو حدث لا بد لمجتمع الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي من حضوره، كونه يستقطب بعضاً من أكثر العلامات التجارية شهرة في الأثاث المكتبي من جميع أنحاء العالم. وأضاف :» زاد عدد العارضين لدينا هذا العام بنسبة 15 % عن العام السابق، ونتوقع أن تزداد أعداد الزوار أيضاً. وقد قمنا هذا العام، بتوسيع نطاق تركيزنا على المنتجات والخدمات الخاصة بمساحات العمل في قطاعي التعليم والرعاية الصحية، انعكاساً للنمو الحاصل في هذين القطاعين بالمنطقة».

تكريم التميز

ولفت إلى تنظيم مسابقة «معرض المكاتب للتصميم الداخلي» بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للتصميم الداخلي، شريك المعرفة للحدث. وتهدف المسابقة إلى تكريم التميز في مشاريع التصميم الداخلي التجارية في كل من الشركات والمنشآت التعليمية والصحية ومرافق الضيافة والمؤسسات الحكومية والمطاعم والمحلات التجارية ومراكز اللياقة البدنية والمنتجعات العلاجية التي تم الانتهاء منها في السنوات الثلاث الماضية في الشرق الأوسط. وسوف يعلن الاتحاد عن الفائزين في المسابقة خلال اليوم الأول من فعاليات المعرض.

ومن المقرر أن يتعاون الاتحاد العالمي التصميم الداخلي كذلك مع الجامعة الأميركية بالشارقة في برنامج الندوات وورش العمل الخاص بالتصميم الداخلي، والذي ننظمه ضمن فعاليات المعرض، وهنا أشار ويلسون إلى أن «التبادل المعرفي جزء مهم جداً من «معرض المكاتب»، ويسعدنا هذا العام الدخول في شراكة مع أبرز المهندسين المعماريين والمصممين ومقاولي تجهيز المكاتب والمصنعين، لتقديم برنامج كامل لمدة ثلاثة أيام من العروض التحفيزية وحلقات النقاش».

التصميم المستدام

وأشار إلى تخصيص اليوم الثاني من برنامج الندوة بالكامل للحديث عن الاستدامة. وسوف تستضيف «سمر تاون» برنامج «اليوم الاخضر»، وهي أول شركة مقاولات حاصلة على شهادة «ليد» الذهبية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وسوف يجمع البرنامج عدداً من الشركات المهمة في إدارة المشاريع والهندسة المعمارية، والتي تتبع مبادئ الاستدامة البيئية، لعرض استراتيجياتها المجرّبة لتحسين قيمة المشاريع عبر ممارسات التصميم المستدامة.

وأضاف ويلسون :»سيشكّل «معرض المكاتب 2012» أيضاً أرضية لطرح نحو 140 منتجاً جديداً في المنطقة، ومجموعة واسعة من التصاميم الحائزة على الجوائز، وسوف تعرض الشركات المصنعة ابتكارات في أماكن الجلوس في العمل وأنظمة المكاتب، جنباً إلى جنب مع مجموعة واسعة من وحدات المنتجات التي تقدم حلولا ذكية لتوفير المساحة للطاولات المكتبية».