أكد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد أمس أن الإمارات حققت تقدما كبيرا في قطاع الاتصالات وتحتل حاليا مكانة متميزة على خريطة الاتصالات العالمية، مشيرا إلى أنه وفقا لإحصاءات هيئة تنظيم الاتصالات يتوفر 149 خط هاتف متحرك و23 خط هاتف ثابت لكل 100 شخص في الامارات لكل 100 شخص وهي معدلات مرتفعة مقارنة بالدول المتقدمة.
وأشار خلال كلمة ألقاها أمس أمام قمة أبوظبي للمديرين التنفيذيين لقطاع الاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي انعقدت في مركز أبوظبي الوطني للمعارض أن الإمارات تمتلك اليوم بنية تحتية متطورة في قطاع الاتصالات وشبكة الانترنت وتنافس الدول المتقدمة في خدماتها لقطاع الاتصالات. ويحضر القمة أكثر من 500 قيادي ومسؤول في قطاع الاتصالات يمثلون مشغلي قطاع الاتصالات والبائعين ومزودي الخدمات إضافة إلى ممثلين عن جهات حكومية.
وشدد وزير الاقتصاد على أن الإمارات كانت ولا تزال السباقة في نشر ثقافة الأعمال والابتكار مؤكداً أهمية هذه القمة التي تساهم في اعداد خطط مبتكرة وعملية من شأنها تعزيز أداء قطاع الاتصالات على المستويين المحلي والدولي. وذكر أن النمو المتزايد في قطاع الاتصالات في الدولة يشكل داعماً رئيسيا لتحقيق رؤية 2021 وفي تنويع السياسات الاقتصادية حيث توفر الإمارات أفضل أسلوب عيش في العالم.
وأكد المنصوري أهمية الدور الذي يلعبه قطاع الاتصالات في دعم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي يعتبر أحد القطاعات الرئيسية الداعمة للنمو الاقتصادي في الدولة. وأشار إلى أن قطاع الاتصالات حقق نموا ملحوظاً خلال السنوات الماضية خاصة في ظل مبادرات الحكومة التي ساهمت في إعادة تنظيم قطاع الاتصالات وتعزيز المنافسة الحرة.
ودعا المشاركين الى بحث الفرص التي من شأنها اشراك قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاع الاتصالات في الدولة ليكون له دور فاعل في هذا المجال. وأشار إلى ان قطاع الاتصالات حقق نموا ملحوظاً خلال السنوات الماضية خاصة في ظل مبادرات الحكومة التي ساهمت في اعادة تنظيم قطاع الاتصالات وتعزيز المنافسة الحرة.
الطيف الترددي
وألقى ماجد المسمار المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات بالإنابة كلمة استعرض فيها مستقبل تكنولوجيا الطيف الترددي، مؤكدا أن خدمة النطاق العريض المتنقل تحقق حاليا معدلات تحميل لم تكن معقولة حتى من خلال استخدام الاتصالات الثابتة. ونوه إلى أنه يمكن للنطاق العريض المتنقل باستخدام تكنولوجيا الجيل الرابع تحقيق سرعة تصل إلى 100 ميجابايت بالثانية. وفي كثير من المجالات يتحدى النطاق العريض المتنقل النطاق العريض الثابت ومن المرجح أن يصبح هذا التحدي أقوى. كما يتم تطوير تقنيات الاتصال اللاسلكي إلى أبعد من ذلك فستصبح هذه التقنيات الجديدة في المستقبل، قادرة على تقديم سرعات تحميل فائقة.
ولفت إلى أن المشغلين والمستهلكين معا اعتقدوا على مر الزمن أن النطاق العريض الثابت هو الطريقة الأسرع والأكثر موثوقية للاتصال. وقبلنا ذلك كون النطاق العريض المتنقل أبطأ إلى حد ما من النطاق العريض الثابت. ويتحدى التقدم في التكنولوجيا وعلى وجه الخصوص إدخال الجيل الرابع هذا المعتقد المتعارف عليه. وتوقع أن يشهد المستقبل تساوى النطاق العريض المتنقل مع النطاق العريض الثابت، وبالتالي لا يوجد هناك حدود في هذا الصدد بين الخدمة الثابتة والمتنقلة.
ونوه إلى أنه بحلول عام 2020 سيصل تحميل متوسط المستهلكين إلى 1 جيجابايت باليوم مقابل دولار الأمر الذي سيشكل ذلك تحديا بالنسبة للمشغلين ويدفعهم إلى تهيئة البيئة التي يمكن من خلالها تحقيق الاتصال المثالي وبتكلفة منخفضة جدا للمستخدمين وبطريقة مجدية تجارياً لمشغلي ومقدمي الخدمات.
300 مليون
وأكد عثمان سلطان الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات المتكاملة «دو» على أن منطقة الشرق الاوسط تعد المنطقة الوحيدة في العالم التي تتفوق فيها استخدامات الانترنت علي الهواتف المتحركة استخداماته على اجهزة الكمبيوتر لافتا الى ان هناك 300 مليون مشترك في الهواتف المتحركة في المنطقة.
وقال خلال كلمته إن المنطقة تعد مستخدمة للتكنولوجيا ومشترية لها لكنها ليست صانعة لها موضحا ان امام المشغلين في المنطقة فرصة تاريخية للتعاون والتوصل الى حلول تكنولوجية تجعل لهم مكانا متميزا في الفضاء الرقمي العالم يشهد نموذجا جديدا للحضارة مبنية على الانترنت والفضاء الرقمي. ولفت إلى أن تركيز الشركة ينصب على العمل داخل الإمارات حيث ان ذلك كان ولا يزال مجال اهتمام «دو» بالدرجة الأولى.
ونوه إلى أن «دو» تراقب قطاع الاتصالات في دول العالم عن كثب لانتهاز أي فرص قد تكون في صالح الشركة ومساهميها، مشيرا الى ان دراسة الفرص الممكنة لتحقيق استمرارية في النمو يعتبر إجراءً اعتياديا للمؤسسات، وذلك للمحافظة على القدرة التنافسية والقيمة التي نخلقها لاستثمارات المساهمين، وتحقيق النمو المستدام وهو ما عكسته النتائج المالية لدو التي أعلنت مؤخرا. وذكر أن منطقة الشرق الاوسط تعد المنطقة الوحيدة في العالم التي تتفوق فيها استخدامات الانترنت على الهواتف المتحركة استخداماته على اجهزة الكمبيوتر.
نقاشات تفاعلية
بحثت قمة أبوظبي للمديرين التنفيذيين لقطاع الاتصالات أمس خلال جلساتها النقاشية التفاعلية عددا من الموضوعات التي ركزت على واقع ومستقبل الاتصالات وذلك تحت عناوين «التواصل: الرحلة من الاحتياجات الحيوية إلى الحقوق الأساسية للإنسان، الإثارة الملفتة للنظر عند النقطة المفصلية بين تحول النطاق الترددي العريض ووسائل الاتصال التقليدية»، وبناء اقتصاد يشهد تواصلاً بين أركانه، واستراتيجيات النجاح: واستراتيجيات الاتصالات كمدخل إلى حقبة الزيتا بايت. كما سلطت القمة الضوء على التحديات التي يواجهها قطاع الاتصالات في الوقت الراهن وبحث حلول للتغلب عليها.
