البيان تسلط الضوء على الشركات العاملة في قرية الأعمال

تالينت كابيتال إماراتية تنافس في إدارة الموارد البشرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلاقاً من موقعها الاستراتيجي وحزمة خدماتها المتكاملة، نجحت قرية الأعمال التابعة لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في استقطاب نخبة من الشركات العاملة في قطاعات متنوعة، وخاصة تلك التي أطلقها أعضاء المؤسسة، بالإضافة إلى شركات عالمية اختارت من القرية مقراً لانطلاق عملياتها في دبي والمنطقة، مما يعكس مكانة القرية على خارطة دبي العقارية والتجارية.

وتضم قرية الأعمال مركز خدمات حكومية متكاملة يضم دائرة التنمية الاقتصادية ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومؤسسة دبي لتنمية الصادرات ومؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري و مكتب الاستثمار الأجنبي، ومكتب وزارة التجارة الخارجية، ومركز التسوية الودية للمنازعات والعديد غيرها.

تسلط »البيان«، من خلال سلسلة من اللقاءات، الضوء على أبرز الشركات التي تتخذ من قرية الأعمال مقراً لها، بهدف التعريف بأنشطتها وخططها المستقبلية.

 

اعتمدت أمل عبد اللطيف ، أحد أعضاء مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع المتوسطة والصغيرة، على خبرتها الواسعة في مجال الموارد البشرية لتأسيس شركتها الخاصة " تالنت كابيتال " عام 2007 والتي تقدم الاستشارات والتعهيد المتكامل في خدمات الموارد البشرية، فهي حاصلة على بكالوريوس في ادارة الأعمال ونظم المعلومات الادارية، ولديها خبرة تضاهي 12 عاماً في ادارة الموارد البشرية اكتسبتها من عملها في الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية ، وساهمت خلالها في تأسيس 6 شركات وأعمال اقليمية وعالمية من ضمنها بورصة دبي للطاقة.

توفر تالنت كابيتال، انطلاقاً من قرية الأعمال في دبي، استشارات التوظيف، بالإضافة إلى تعهيد الموارد البشرية والتي تشمل إدارة ملاك الأجور، والتدقيق ، وادارة التغيير ، وخدمات الاستبيان المرتبطة (مثل : الرضا والارتباط الوظيفي ، وتقييم 360 درجة، الخ ...).

وتعرض الشركة خدماتها باللغتين العربية والإنجليزية من خلال ثلاثة مكاتب اقليمية، وفريق من الخبراء "يمزج بين الخبرات الوطنية الواعية بخصائص البيئة المحلية ومتخصصون ممن عملوا في مؤسسات عالمية على نطاق جغرافي واسع يشمل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية" وفقاً لعبد اللطيف، التي تلفت إلى أن متوسط سنوات خبرة أعضاء فريق عمل تالينت كابيتال تناهز 20 عاماً لكل منهم، ، كما يحمل بعضهم درجات علمية تشمل الدكتوراة ، والماجستير المتخصص.

تتنوع قاعدة عملاء تالنت كابيتال في القطاع الخاص بين المكاتب الاقليمية للشركات العالمية، والمؤسسات العائلية المتعددة ، وبين الشركات المتوسطة حديثة التأسيس، وتقول عبد اللطيف أن الشركات عادة ما تفضل الاستعانة بخبرات إدارة الموارد البشرية في مرحلتي التأسيس والتطوير واللتين تتطلبان خبرات متخصصة لفترات محدودة، وتضيف :"تشمل لائحة عملائنا شركات رائدة مثل دو للاتصالات، وشركة بيئة، وآبار للطاقة، وهارفست للطاقة ، وايرنست ويونغ العالمية ، كما نعتز كثيراً بالمؤسسات العائلية المتعددة التي نتعاقد معها في الامارات وقطر والسعودية ".

تطبيق واقعي

وعن المنافسة مع الشركات الأجنبية العاملة في نفس القطاع تقول: "تعرض بيوت الاستشارات التقليدية حلول تصميم الموارد البشرية والمقارنة المعيارية ، ولكنها لا تساند في تطبيق هذه الحلول على أرض الواقع وهو التحدي الأكبر الذي تواجهه الشركات عموماً وبالأخص في مرحلتي التطوير أو تحت التأسيس ، وهنا يأتي دور تالنت كابيتال ، حيث تمتد خدماتنا لتشمل ادارة مشاريع الموارد البشرية وتطبيقها على أرض الواقع بما يضمن نجاحها"، ومن جانب آخر تركز الشركة على سوق الأعمال المتوسطة، ولذلك تكون أسعارها أكثر تنافسية مع المحافظة على نفس مستوى الجودة .

وهو ما يصعب على بيوت الاستشارات الكبرى مجاراته بحسب عبد اللطيف، فعادة ما تكون ميزانيتها التشغيلية مرتفعة مما يحصرها في المشاريع الكبرى، وتضيف :"كما تفتقر تلك الشركات إلى المرونة اللازمة لتخصيص خدماتها والتحرك بالسرعة المطلوبة لمجاراة سوق المشاريع المتوسطة المُتطلب. ولهذه الأسباب مجتمعة ، سبق وتعاقد معنا أكثر بيت استشارة أجنبي عالمي من أجل العمل على مشاريع تعاقدوا هم عليها داخل الدولة".

وتفصل الأمر قائلة : "عند التطبيق وادارة المشاريع ، يذهب موظفونا للشركات ويعملون هناك بحيادية تامة مع طرح الحلول المناسبة وعدم الانحياز لعلامة أو نظام تجاري ما. كما نلتزم بتوريد المعرفة لعملائنا وتدريبهم على الحلول التي نقوم بتطبيقها لضمان استمرار العمل بعد التسليم".

وفي ضوء السمعة الطيبة التي اكتسبتها الشركة وفريق عملها ، فازت بعقد لإحدى المجموعات العالمية ضمن لائحة فورتشن 100 بالرغم من منافسة الشركات الاستشارية الأمريكية الكبرى ، وتقول عبد اللطيف : "نجحنا بدفع من معرفتنا بالأسواق العالمية إلى جانب خبرتنا المحلية العميقة لواقع الأسواق الإماراتية ، وقد لقى عرضنا التقني المفصل ومن ثم تطبيقنا العملي استحسان الشركة وتعاقدت معنا مرة أخرى بتوجيه دعوة مباشرة".

 

اقتصاد معرفي

تشير عبد اللطيف إلى أن استراتيجيات وأهداف تالنت كابيتال "مستمدة من النظرة الثاقبة لقيادة الامارات الرشيدة في التوجيه النوعي للتنمية المستدامة وبناء الاقتصاد المعرفي، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تطوير الموارد البشرية الوطنية.

وتؤكد على إدراكها وزملائها من أصحاب المشاريع المهنية التخصصية ان المرحلة حالية تشهد بناء وتطوير الاقتصاد المعرفي في الإمارات، وتضيف :"لدينا ايمان قوي أننا سنصل إلى هذه المرحلة بالعزم والمثابرة ودعم الجهات المسؤولة في تقوية شوكتنا، بالإضافة إلى دعمنا لبعضنا البعض كأصحاب مشاريع وطنية اذ كثيرا ما نجتمع ونتبادل الخبرات.

ونحن في تالنت كابتال صادقون في التزامنا من أجل بناء مجتمع الأعمال القائمة على البحث العلمي واثرائه"، ولفتت إلى مساهمة تالينت كابيتال في دعم أعضاء مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع المتوسطة والصغيرة، كما رعت الشركة كتابين عن دولة الإمارات في اطار مبادرتها الدورية للخدمة المجتمعية لرعاية ثقافة وتراث الامارات في أعمال الفن والأدب، والتي أطلقتها عام 2010 تحت شعار "ألوان اماراتية"، وتقول عبد اللطيف :"نسعى دائماً للتعاقد مع زملائنا من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وفي المقابل نتطلع إلى الدعم المتبادل من الجهات المسؤولة مثل مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع المتوسطة والصغيرة ومساندتنا على دعمنا لبعضنا البعض إذ لا يتأتى الاقتصاد المعرفي إلا من خلال ذلك ".

 

توفير التكاليف

استثمرت تالنت كابيتال في تطوير الجانب التقني لإدارة التعهيد الكلي أو الجزئي لعمليات الموارد البشرية بما يساهم في توفير التكاليف على العملاء مع ضمان سرعة وجودة الأداء. وتعرض عبد اللطيف منظومة الرواتب والتعويضات كمثال على ذلك ، إذ تشكل الرواتب ثلث الميزانية التشغيلية وتتعداها في بعض الأحيان، وتؤكد أن تنظيم آلية دفع الرواتب تحمي الشركات وتحسن من أداء ميزانياتها وتضيف:"لا يمكن الاستهانة بالإدارة الجيدة لملاك الأجور والتدقيق المستمر، حيث تكلف الاستعانة بخدماتنا أقل من ثلث السعر الذي تنفقه الشركة في المتوسط على الموظفين ويضمن نسبة كفاءة 100%.

كما تقدم إلى الشركات القائمة خدمات تعهيد ادارة الملاك بسعر تنافسي وكفاءة تامة بنسبة خطأ صفر% ، مما يضمن سرعة توفير الخدمة ، والحفاظ على الميزانية التشغيلية ، وحماية الشركات من التلاعب و التوظيف الوهمي، كما تساعد الشركات الجديدة على وضع الهيكل التنظيمي المناسب وتحديد متطلبات الموارد البشرية من الموظفين ، وتقوم أيضاً بترشيح المتقدمين وفقاً لمؤهلاتهم بما يتوافق مع متطلبات العمل.

أمل عبد اللطيف: آفاق واعدة رغم الأزمة الاقتصادية العالمية

 

نجحت أمل عبد اللطيف في توسيع نطاق عمل الشركة خارج الإمارات بما يشمل17 دولة ، حيث تعمل على المستوى الإقليمي ، وتعتز بكونها "أول مؤسسة إستشارية بسواعد اماراتية تمتد بأعمالها نحو العالمية".

وتبدو آفاق نموها واعدة في ظل ما تشهده دول المنطقة من حراك اقتصادي بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية ، حيث يعتبر الاستثمار في الموارد البشرية مؤشراً للنموالاقتصادي ويعكس تطور بيئة الأعمال والمؤسسات برأي عبد اللطيف ، التي تؤكد استقرار سوق التوظيف في الإمارات خلال الربع الأول من العام الجاري وتضيف "انخفض معدل تقليص الوظائف في الدولة خلال الربع الأول بفارق كبير عن المتوسط العالمي البالغ 20% ، واستقرت النسبة المئوية لتسريح الموظفين عند 14% فقط ، بفارق 3 % منذ شهر ديسمبر بحسب مصادر السوق، وهي كلها نسب متدنية تشير إلى توقعات جيدة بزيادة نمو التوظيف وربما دخوله مرحلة النمو الذاتي المستدام ، خصوصاً عندما تبنى على ضوء العلاقة مع المؤشرات العالمية المتجانسة حيث انخفض معدل البطالة الأمريكي في الربع الأول إلى ما دون التوقعات إلى 8.1 %، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2009 ، لكنه يظل في أدنى مستوى له وفقا لتقرير مكتب العمل الأمريكي.

بالإضافة إلى ذلك ، سجلت دولة الإمارات أقل نسبة بطالة في المنطقة بين دول الشرق الأوسط المُقارنَة وفقاً لتقرير مؤشرات العمل العالمية الصادر عن مكتب العمل الدولي في جنيف والذي يتوقع زيادة نمو الانتاجية في الشرق الأوسط اجمالاً في الفترة المقبلة".

 

نمو التوظيف

وفيما يتعلق بأعمال الشركة قالت عبد اللطيف :"شهدنا في تالنت كابيتال نمواً ملحوظاً في عدد الوظائف الجديدة في الإمارات مقارنة بالعام الماضي ، وارتفاع نسبة التوظيف في قطاعي تقنية المعلومات والمؤسسات العائلية المتعددة.

وسجلت قطاعات الخدمات المصرفية والمالية، وخدمات الترفيه ، وقطاع الرعاية الصحية أعلى نسبة نشاط في الربع الأول في الإمارات وعلى مستوى المنطقة بنسب توظيف تفوق 80%. وتجدر الاشارة إلى نمو قطاع التوظيف في المنطقة عموماً وفي كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية خصوصاً ، والتي تظهر أعلى معدلات التوظيف في المنطقة. ويأتي هذا النمو نتيجة لارتفاع العوائد النفطية والاستثمار الحكومي في المشاريع الكبيرة والتنموية في الامارات والدول المجاورة".

 

فرص عمل

ومن جانب آخر، تشهد دول المنطقة تدفقاً للخبرات والمهارات البشرية من الغرب وخاصة من أوروبا للبحث عن فرص عمل في بيئة جاذبة خالية من الضرائب في ضوء ما تمر به من أزمات اقتصادية ، وترى عبد اللطيف أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة نسبة الطلب مقارنة بالمعروض من فرص العمل مما قد يشكل ضغطاً ايجابياً وتصحيحاً مطلوباً إلى حد ما على مستوى الرواتب في الشركات.

وتؤكد أن الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص، توفر نمط الحياة الأكثر جذباً للخبرات الأجنبية العالمية ، حتى أن البعض يفضل العمل والحياة فيها حتى في حال توافر فرص بدخل أكبر في دول مجاورة.

وتضيف :"عملنا مؤخراً في مشروع لسد ما يناهز (100) وظيفة شاغرة في احدى الدول المجاورة ، وبمعدل دخل مُـنْـفـَقْ يتجاوز في المتوسط 15% - 20% عن الدخل المُـنْـفـَقْ مقارنة بالإمارات ، وبالرغم من ذلك ، واجهنا صعوبة في تحفيز الخبرات المقيمة في الامارات على الانتقال .

وعليه وجهنا جهودنا إلى العمالة المقيمة في باقي دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، وتلفت إلى أن هذه المعطيات تؤكد أن دبي قد تصبح بالفعل مدينة أكثر قدرة على المنافسة للشركات للعمل ، ويعزز ذلك ما تشهده أيضاً من تراجع التكلفة المعيشية وفقاً لمسح الايكونوميست الذي شمل (131) مدينة حول العالم، وتقول:" يعتبر الحفاظ على مستوى غير عال من التكلفة المعيشية في دبي تحدياً بارزاً في ظل النمو المتزايد".

Email