يشكو رجال أعمال وصناعيون من ارتفاع متزايد في إيجارات الأراضي الصناعية في أبوظبي وخاصة في مناطق إيكاد الصناعية وكيزاد ومصفح مؤكدين أن الإيجارات المرتفعة تحول دون إنجاز مشاريعهم. وعلى الرغم من أن المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة في أبوظبي خفضت مؤخرا تعرفة إيجار الأراضي المخصصة لإقامة المشاريع الصناعية بنسب تتراوح بين 10 و15 بالمئة، مقارنة بأسعار الإيجار على العقود الحالية.
كما أعلنت شركة موانئ أبوظبي المسؤولة عن مشروع كيزاد عن عروض وتسهيلات كبيرة في إيجار وحدات منطقتها الصناعية الضخمة إلا أن شكاوى رجال الأعمال مازالت مستمرة مؤكدين على أن الإيجارات الحالية المخفضة ما زالت أكبر بكثير من إيجارات المناطق الصناعية في الدول المجاورة وبصفة خاصة السعودية كما يشكون أيضا من ارتفاع إيجارات مساكن العمال.
وتأتي الزيادة في إيجارات المناطق الصناعية في أبوظبي نتيجة الطلب المتزايد من المستثمرين المواطنين والأجانب إلى الفوز بقطعة أرض صناعية في أبوظبي التي تنتهج حاليا إستراتيجية تؤدي إلى مضاعفة مساهمة قطاع الصناعة في دخلها القومي عبر إقامة مشاريع صناعية عملاقة على مدار عشرات الكيلومترات وبتكلفة تزيد على 50 مليار درهم.
ويصل إجمالي المساحة الكلية للأراضي الصناعية المؤجرة في أبوظبي حتى الآن إلى 38 كيلومتراً مربعاً، بينما تبلغ المساحة الشاغرة 10 كيلومترات، وتحتاج الإمارة إلى 80 كيلومتراً إضافياً بحلول 2030.
حالة السوق
وقد أكدت شركة "كلاتونز"، إحدى كبرى الشركات المتخصصة في قطاع الاستشارات العقارية والتي تمتلك تواجد لها في منطقة الشرق الأوسط منذ العام 1976، في أحدث تقاريرها عن حالة السوق للربع الأول من العام 2012 فيما يتعلق بالقطاع الصناعي واللوجستي في أبوظبي .
حيث أشار التقرير إلى زيادة الطلب بقوة على الأراضي الصناعية وبصفة خاصة المستودعات عالية الجودة والمرافق اللوجستية، والمستودعات الجاهزة في المناطق الصناعية التي تلبي خدمات المستثمرين التطويرية.
وقالت : المستثمرون يواجهون قلة في المعروض، لاسيّما في المستودعات ذات الأحجام الكبيرة بمساحات 50 ألف قدم مربع، ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه المجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي عن خطط طموحة ترمي إلى تطوير البنية التحتية للإمارة، والتي من بينها مشروعات لشق وتعبيد طرق جديدة بمساحة 246 كيلو متراً، وإجراء عمليات توسعة للطريق الذي يربط بين الإمارة ودبي.
وتحظى عملية توسعة المنطقة الصناعية في منطقة خليفة الصناعية "كيزاد" بدعم مالي إضافي، حيث من من المقرّر أن تصبح "كيزاد" أحد أضخم المشاريع الفريدة من نوعها في العالم، ويتمحور نشاطها على خدمة ميناء خليفة الذي يُعدّ من أكثر الموانئ البحرية تطوراً.
ومن المقرّر أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى لتطوير الميناء ومنطقة كيزاد بحلول الربع الأخير من العام 2012، مع توفير المزيد من الخدمات الأرضية في الوقت الراهن، ويتم في الآن ذاته تشطيب المستودعات الجاهزة، على أن تصبح جاهزة للإشغال في النصف الأول من العام 2013. وسوف تشتمل المرحلة الأولى من مخطط تشييد المستودعات الجاهزة على كيانات تتبع عالم المناطق الحرة، وأخرى لا تخضع لشروط وأحكام تلك المناطق.
طلب قوي
ولفت التقرير إلى أن استمرار أسعار النفط في ارتفاع سيؤدي إلى وجود طلب قوي من جانب صناعات البتروكيماويات، وموردي النفط والغاز، وهو ما أدى إلى الإعلان عن تأسيس منطقتين صناعيتين إضافيتين في المنطقة الغربية التابعة لأبوظبي لتصبح مركزاً كيميائياً وبتروكيماوياً وصناعياً ولوجستياً خلال السنوات القليلة المقبلة.
