مؤشرات قوية إلى زيادة حجم السياحة البينية

الإمارات والصين إلى شراكة اقتصادية استراتيجية تكاملية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت زيارة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية إلى جمهورية الصين والمحادثات التي أجرتها مع طيف من المسؤولين الصينيين، عن رغبة مشتركة لدى الجانبين الاماراتي والصيني لدفع الشراكة الاقتصادية بين الجانبين الى شراكة تكاملية بعيدة المدى تحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين لسنوات طويلة قادمة وتمازج بين الامكانات الضخمة للعملاق الصيني في مجالات التجارة والصناعة والتكنولوجيا والاستثمار وبين المكانة المتميزة لدولة الامارات على الخارطة التجارية الدولية والفرص الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها الدولة في المجالات والقطاعات والانشطة المختلفة مدعومة بمركز استراتيجي يشكل حلقة وصل بين الشرق والغرب ويفتح، بما تملكه الدولة من بنية تحية متطورة وخبرات متراكمة في مجال الخدمات بمختلف أنواعها المصرفية واللوجستية والكثير غيرها، بوابة واسعة لهذه الشركات للتوسع في اعمالها بدول مجلس التعاون الخليجي والشرق الاوسط برمته، إضافة الى سوقي افريقيا وأوروبا.

 

سلسلة لقاءات

وخلال سلسلة اللقاءات التي عقدتها وزيرة التجارة الخارجية على هامش مشاركتها في الافتتاح الرسمي لمعرض كانتون الدولي الى جانب المسؤولين وكبار الشخصيات وأصحاب القرار على المستوى الصيني والدولي، أعربت الوزيرة القاسمي عن الرضا التام من جانب الامارات للتقدم الذي حققته الشراكة الاقتصادية بين البلدين سواء على صعيد المبادلات التجارية التي تسجل نمواً مطرداً خلال السنوات الاخيرة او على صعيد الاستثمارات المتبادلة، لكنها ركزت على حقبة جديدة من التعاون والتكامل بدأت تشق طريقها الى ارض الواقع وتتمثل في اقامة شراكات بين المصنعين الاماراتيين والصينيين.

اعتبرتها الشيخة لبنى خطوة بالغة الاهمية في الانتقال من الشراكة الاقتصادية الى شراكة استراتيجية بعيدة المدى، ومعربة عن الرغبة القوية لدى دولة الامارات على المستويين الحكومي والخاص بتحفيز السير في هذا الاتجاه والمضي قدماً في اقامة المزيد من الشراكات بين المصنعين في البلدين لإقامة صناعات تخدم منتجاتها سوقي البلدين مع وجود إمكانيات كبيرة للتصدير الى الاسواق الاقليمية والعالمية.

وزادت الشيخة لبنى بأن السياحة المتبادلة تشهد تطورا ملحوظا يوما بعد يوم، لكننا نطمح بأن نرى أعداداً متزايدة من السياح الصينيين يأتون الى دولة الامارات والتمتع بالتسوق في أكبر المراكز التجارية والسياحة الصحراوية.

 

محادثات مكثفة

وكانت الشيخة لبنى قد أجرت محادثات مع كل من زونج شان نائب وزير التجارة الصيني ومي زهاو يونانج نائبة الحاكم في مقاطعة جواندونج ومع جيو تيانمن النائب الاول لمجموعة هواوي المصنفة الثانية على مستوى العالم في مجال الحلول المتكاملة.

وخلال تلك اللقاءات سمعت الشيخة لبنى القاسمي والوفد المرافق أشادات بالتطور والنهضة التي حققتها دولة الامارات في مختلف المجالات كما سمعت اعجابا بمستوى النمو الاقتصادي الذي تحققه الدولة وقدرتها على تجاوز تداعيات الازمة المالية العالمية في وقت قياسي، كما أكدوا توافقهم مع الشيخة لبنى حول الشوط الذي قطعته الشراكة الاقتصادية في مجالات التبادل التجاري والاستثمار الا انهم في الوقت نفسه اعربوا عن تطلعهم إلى دفعة قوية لهذه الشراكة، قائلين إن الشركات الصينية تستطيع ان تلعب دورا اكبر في التنمية بدولة الامارات في مجالات متنوعة من بينها قطاع النفط والغاز وقطاع التكنولوجيا الخاصة بالاتصالات والالكترونيات بجانب الخبرات الصينية الضخمة في مجال الانشاءات والمقاولات وقطاعات عديدة أخرى.

وفي موضوع متصل، ثمن المهندس ساعد العوضي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، الدور الكبير الذي تقوم به الشيخة لبنى القاسمي في الترويج لدولة الامارات على صعد التجارة والاستثمار وفتح مسارات وفرص للمصدرين والمستوردين في دولة الامارات.

واضاف العوضي، الذي كان احد اعضاء الوفد المرافق لوزيرة التجارة الى الصين، أن التعاون مع وزارة التجارة الخارجية في حضور المعارض والفعاليات الدولية يدخل في صميم أهداف واهتمامات الهيئة، مشيرا الى أن مشاركة الهيئة للوزيرة في كانتون 2012 جاء انعكاساً لرغبة التجار والمصدرين في دبي.

وقال العوضي: إننا مدركون لأهمية معرض كانتون لتجار دبي والامارات بوجه عام باعتباره ثاني اكبر معرض من نوعه في العالم، مشيرا في هذا الخصوص الى أنه إضافة الى وارداتنا من السلع والبضائع الصينية، فإن صناعاتنا في دولة الامارات تعتمد بصورة كبيرة على المواد الخام الصينية، كما أننا ندرك الامكانيات الكبيرة لزيادة حجم الصادرات الاماراتية إلى السوق الصينية الضخمة، وخاصة في المنتجات البلاستيكية والذهب والمجوهرات والالمنيوم وبعض المواد الغذائية.

وأكد ساعد العوضي أن الشركات الصغيرة والمتوسطة ستكون خلال الفترة القادمة محور اهتمامات مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، قائلا: إن خطة المؤسسة لعام 2012 تركز على فتح اسواق جديدة لمنتجات الصناعات الصغيرة والمتوسطة وعلى الأخص في شرق أفريقيا، حيث سيتوجه وفد الى كل من تنزانيا وكينيا يوم 23 ابريل الجاري كذلك تستهدف خطتنا الاسواق الاسيوية وأميركا الجنوبية وسنوفر للشركات الصغيرة والمتوسطة التي ستمثل في هذه الوفود عملية تنظيم الاجتماعات مع الشركات المستهدفة والتي يمكن الاتفاق معها في مجال الاستيراد والتصدير

واضاف العوضي: إن المؤسسة ستركز على شرق افريقيا وآسيا بسبب تصاعد مستوى النمو في تلك البلدان وعلى الاخص في مجالات الصناعة والتجارة والعقارات، إضافة الى المشاركة المعتادة في المشاركة بالمعارض العالمية في فرنسا والمانيا واسبانيا وغيرها.

ولفت العوضي الى مشاركة اكثر من 100 شركة اماراتية في معرض قطر الدولي تحت مظلة مؤسسة دبي لتنمية الصادرات يوم 29 ابريل الجاري.

الى ذلك، اوضح راشد جاسم العبدولي النائب الاول لرئيس غرفة رأس الخيمة وعضو الوفد المرافق لوزيرة التجارة الخارجية أن حجم تعامل الشركات الاماراتية مع نظيرتها الصينية يشهد تطوراً وزيادة ملحوظين يوما بعد يوم، وبالتالي فإننا نهدف من وراء حضورنا معرض كانتون الدولي الى استكشاف الفرص التي تساعد التجار والمصنعين في رأس الخيمة على استكشاف مجالات وفرص للاعمال مع الشركات الصينية.

واضاف العبدولي: إننا نهدف ايضا الى عمل فاعل ضمن مشروع صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي لتأهيل الشباب، الذي يركز على تأهيل التاجر الصغير للمستقبل سواء في مجال الصناعة او التجارة او التكنولوجيا الحديثة قبل اطلاقه الى الاسواق وبالتالي يمكننا من خلال هذا الحضور مع الوزيرة توجيهه في عمليات البيع والشراء او تعرّف الصناعات التي يمكنه التعامل معها، كذلك فإننا نتطلع من خلال حضورنا المعرض الى البحث عن امكانيات التعاون بين مركز المعارض الصيني ومركز معارض رأس الخيمة لإقامة معارض متخصصة في الإمارة.

 

استقطاب الاستثمارات الصينية إلى الإمارات

 

قال وليد حارب الفلاحي المدير التنفيذي لشركة دبي للاستشارات: ان وجودنا مع الشيخة لبنى يساعدنا على المضي قدماً في تجربتنا وعلاقتنا الممتدة مع الشركات الصينية على مدى سنوات مشيرا الى ان دبي للاستشارات لها علاقات طويلة في الصين في مجالات المعارض واستقطاب استثمارات من الصين الى دولة الامارات واضاف ان زيارة معرض كانتون على درجة كبيرة من الاهمية لاننا نتكلم هنا عن ثاني اكبر معرض على مستوى العالم بما يحتويه من شركات عملاقة وتقنيات حديثة تناسب اسواق الامارات.

وأوضح أننا نركز بصورة أساسية على سوق الصين والاسواق الافريقية وقد ساعدنا ذلك التركيز على استقطاب بعض الاستثمارات الى الدولة، مشيرا الى ان دولا متزايدة تعتمد الآن على الامارات مركزاً لاعادة التصدير الى دول الشرق الاوسط وافريقيا والعديد من دول العالم. وقال الفلاحي: لا يسعني هنا الا توجيه الشكر الى معالي الشيخة لبنى التي وجدنا من معاليها كل احترام وتقدير ولمسنا على الطبيعة الدور الرائد الذي تلعبه للترويج لدولة الامارات على كافة الصعد.

الى ذلك، كشفت شركة اماراتية انها بصدد الانهاء من المفاوضات مع احدى الشركات الصينية العملاقة لصناعة الاليات لاتمام صفقة لشراء 100 شاحنة صينية، وقال محمد عشير المزروعي رئيس مجلس ادارة مؤسسة بن عشير للنقليات والمقاولات العامة التي تنفذ مشروعات كبيرة في المنطقة الغربية في ابوظبي اننا سنستخدم هذه الشاحنات في حال التوصل الى اتفاق نهائي في مشروعاتنا، مشيرا الى ان الشاحنات الصينية قد جربت للعمل في مشروعات الشركة وانها لا تقل في جودتها عن الشاحنات المصنعة في الدول المتقدمة.

وتقوم الشركة بتنفيذ العديد من المشروعات في المنطقة الغربية في ابوظبي وعلى الاخص في مجال الطرق، وقد حصلت على ترخيص لانشاء مصنع لانتاج الاسفلت بالمنطقة الغربية لمواجهة احتياجات خطط التنمية في تلك المنطقة، التي يشرف عليها بصورة مباشرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان. تجدر الاشارة الى ان المنطقة الغربية في ابوظبي تشهد نهضة تنموية شاملة وان مشاريع بمليارات الدراهم في مختلف المجالات يجري تنفيذها أو هي في طور الإعداد للتنفيذ.

Email