سجلت مبيعات وزوار مراكز التسوق في دبي نمواً بمعدلات تراوحت بين 15 40% خلال الربع الأول من العام الحالي. وأكد عدد من مديري مراكز التسوق الرئيسية في دبي وخبراء قطاع التجزئة في استطلاع أجرته البيان أن ازدهار الحركة السياحية بالإضافة إلى الفعاليات والمعارض التي تنظمها وتستضيفها الإمارة تشكل دافعاً رئيسياً باتجاه نمو سوق التجزئة بنسب تتفاوت بين 10 25% خلال العام الجاري، وأشاروا إلى أن الفعاليات الرئيسية على غرار مهرجان دبي للتسوق ومفاجآت صيف دبي باتت جزءاً لا يتجزأ من عروض التجزئة في دبي.
حيث أثبتت دورها الفعال والمحوري في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار الإقليميين والعالميين كل عام بالإضافة إلى نجاح الإمارة في تعزيز موقعها كالوجهة السياحية المفضلة للخليجيين الذين يساهمون في رفع مستوى المبيعات في مختلف منافذ البيع، وأشادوا بحزمة الخدمات التي توفرها دبي والتي من شأنها تعزيز استقطابها للمزيد من السياح والمتسوقين، إذ يأتي النمو الذي يشهد قطاع التجزئة ومراكز التسوق بدفع من البنية التحتية المتطورة التي تتميز بها دبي والإمارات بشكل عام، بما فيها خدمات النقل والمطارات والنظام الجمركي المتقدم، إلى جانب القطاع الفندقي المتنوع بما يواكب حركة زوار الإمارة.
ولفتوا إلى أن فعاليات دبي المتنوعة بالإضافة إلى المعارض والمؤتمرات وسائر الفعاليات والمبادرات التي تطلقها الحكومة تساهم في تطور نمط المعيشة وأسلوب الحياة الذي تتميز به دبي والترويج له إقليمياً وعالمياً مما ينعكس إيجابياً على حركة المبيعات والإقبال على مراكز التسوق.
تسويق مبتكر
وأشار عيسى آدم إبراهيم مدير عام برجمان إلى أن بداية عام 2012 كانت مبشّرة بالنسبة لقطاع مراكز التسوق في دبي، حيث شهدت هذه المراكز زيادة كبيرة في أعداد الزوار مقارنة مع نفس الفترة من عام 2011 الأمر الذي ساهم في زيادة نسب المبيعات، وتوقع أن يتواصل الازدهار في عام 2012 نظراً للتحسن الملحوظ الذي يشهده القطاع عاماً بعد عام، لافتاً إلى أن المراكز التجارية في عام 2011 سجلت زيادة في أعداد الزوار بنسبة 25% مقارنة بعام 2010 وذلك مع استضافة دبي للعديد من المهرجانات وفعاليات التسوق والترفيه.
ولفت إلى أن الفعاليات المختلفة التي تنظمها المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة تساهم في استقطاب المزيد من الزوار إلى دبي، كما أن توافر عدد كبير من العلامات التجارية التي قد لا توجد في أماكن أخرى بالمنطقة، يلعب دوراً كبيراً في زيادة أعداد المتسوقين الراغبين باقتناء المنتجات التي تنتمي لأرقى الماركات العالمية، وأضاف: "تساهم أيضاً المرافق المتنوعة التي تضمها المراكز التجارية من مطاعم وأماكن ترفيه للأطفال.
وخطط التسويق المبتكرة التي تتبعها فرق التسويق والمبيعات بهذه المراكز في جذب أعداد كبيرة من العائلات للاستفادة من عروض التسوق المميزة التي ساهمت في حصول دبي على العديد من الجوائز العالمية في مجال التسوق وجعلتها وجهة فريدة يحرص المتسوقون من مختلف البلدان على زيارتها. إضافة إلى ذلك، يتمتع أصحاب المتاجر بخبرة كبيرة من حيث جلب العلامات التجارية التي يفضلها المتسوقون الذين يسافرون إلى دبي من أجل التسوق والترفيه".
وأشار إبراهيم إلى أن الفعاليات التي تقام في دبي تجتذب الزوار من دول المنطقة كافة، نظراً لتوافر الخدمات المتميزة والفنادق الفاخرة وتضافر جهود المؤسسات الحكومية المختلفة بهدف تشجيع السياحة والسفر إلى دبي. فعلى سبيل المثال، تقوم شركة طيران الإمارات بإطلاق العديد من عروض السفر والرحلات التي تتضمن تخفيضات على أسعار التذاكر إضافة إلى توفير العديد من المزايا التي تلعب دوراً كبيراً في تشجيع الناس من مختلف أنحاء المنطقة والعالم على زيارة المدينة.
وفي ما يتعلق بمساهمة السياح الخليجيين، قال إبراهيم إن الزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي نسبة كبيرة من أعداد السياح القادمين لزيارة دبي، حيث "تحرص الأسر الخليجية على زيارة المدينة في فترة الإجازة الصيفية لحضور فعاليات مفاجآت صيف دبي والاطلاع على أبرز معالمها السياحية وقضاء تجربة ترفيهية مميزة" بحسب تعبيره.
فعاليات متنوعة
وفيما توقع عبدالله إبراهيم، المدير التنفيذي للشؤون المحلية في مجموعة وافي تسجيل مراكز التسوق في دبي نمواً بمعدل 15 18% من حيث عدد الزوار والمبيعات في ظل انتعاش الحركة السياحية واستمرار نمو الأداء الاقتصادي للإمارة، أشار ديفيد ماك آدم، رئيس قسم التجزئة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة جونز لانغ لاسال إلى أن مراكز التسوق الرئيسية في دبي ستحقق نمواً متوقعاً بنسبة 20 25% خلال العام الجاري، ويأتي هذا النمو بدفع من البنية التحتية المتطورة التي تتميز بها دبي والإمارات بشكل عام، بما فيها شبكات الطرق والكهرباء والمياه، بالإضافة إلى المطارات والنظام الجمركي المتقدم، إلى جانب القطاع الفندقي المتنوع بما يواكب حركة زوار الإمارة.
ولفت إلى أن فعاليات دبي المتنوعة بالإضافة إلى المعارض والمؤتمرات وسائر الفعاليات والمبادرات التي تطلقها الحكومة تساهم في تطور نمط المعيشة وأسلوب الحياة الذي تتميز به دبي والترويج له إقليمياً وعالمياً، كما تلعب النشاطات التسويقية لقطاع الفنادق ومجموعات التجزئة العاملة في الإمارة دوراً فعالاً في نجاح قطاع التجزئة بشكل عام، كما تشكل السياحة الخليجية إحدى الدعائم الأساسية لمبيعات قطاع التجزئة في دبي والإمارات.
وكانت جونز لانغ لاسال قد أشارت في تقرير لها إلى أن دبي مازالت تحافظ على المركز الأول عربياً من حيث مساحات مراكز التسوق، وأن نصيب الفرد من مساحات التجزئة في مراكز التسوق في دبي هو الأعلى في المنطقة، إذ يصل إلى 1.6 متر لكل متسوق.
أداء قوي
وأكد مات غرين، المدير التنفيذي - قسم الأبحاث والاستشارات في سي بي ريتشارد إليس الشرق الأوسط أن قطاع السياحة والضيافة يواصل دعم نمو قطاع التجزئة في دبي، وذلك في ظل تنامي عدد السكان في الإمارة مما يعطي دفعاً إضافياً لنمو المبيعات وعدد زوار مراكز التسوق، وبالرغم من ارتفاع حجم العرض في سوق التجزئة المحلي خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أنه يستمر في تسجيل أداء قوي في ظل ارتفاع عدد المسافرين عبر مطار دبي الدولي العام الماضي إلى 51 مليون مسافر بنمو 8% ونمو عدد السياح إلى 9.3 ملايين سائح بمعدل نمو 10%.
وتعكس هذه المؤشرات الأداء المتميز للقطاع السياحي في دبي، ولفت إلى أن الفعاليات الرئيسية على غرار مهرجان دبي للتسوق ومفاجآت صيف دبي باتت جزءاً لا يتجزأ من عروض التجزئة في دبي، وقد أثبتت دورها الفعال والمحوري في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار الإقليميين والعالميين كل عام، وأصبح استمرار تدفق السياح وإنفاقهم محلياً مساهماً رئيسياً في اقتصاد دبي ومسيرة نجاحها على مختلف الأصعدة.
ترفيه متكامل
ومن جانبه أشار فؤاد عبد الحق النجار، مدير الأصول الأول، إدارة الأصول - مراكز التسوق لدى شركة "ماجد الفطيم العقارية" إلى أن ديرة سيتي سنتر بدأ العام 2012 بإيقاع قوي، إذ ما يزال يشهد إقبالاً ملحوظاً ويحقق مبيعات جيدة، وأعرب عن ثقته بأن هذا الزخم سيستمر طوال هذا العام، لافتاً إلى أن إحدى الدراسات التي قامت بها شركة "ماستر كارد" أظهرت بأن ثقة المستهلك في الإمارات العربية المتحدة قد سجلت ارتفاعاً قياسياً منذ عام 2004.
وأوضح أن دبي تشتهر باعتبارها عاصمة التسوق في الشرق الأوسط، وتعد الوجهة المفضلة التي تستقطب المتسوقين وتوفر لهم أجواء ترفيهية مميزة، وأضاف: "يتمتع «ديرة سيتي سنتر» بمكانة هامة فقد بات يشكل معلماً من معالم دبي وأحد أبرز مراكز التسوق فيها التي توفر مجموعة متنوعة من العلامات التجارية المحلية والعالمية التي تلبي مختلف احتياجات السكان والسياح بأسعار مناسبة.
وبهدف إثراء تجربة التسوق، شهد «ديرة سيتي سنتر» مؤخراً عملية توسعة طموحة وإضافة 55 متجراً وخيار تسوق جديداً. وبتوفير الكثير من المفاهيم الترفيهية المتكاملة كمركز اللياقة والصحة «فيتنس فيرست»، و«فوكس سينما»، و«بولينغ سيتي»، و«ماجيك بلانيت» وعمليات التطوير المستمرة لتلبية احتياجات ومتطلبات المتسوقين، ستشكل العروض الفريدة والمميزة جزءاً مهماً في دفع عجلة نمو قطاع مراكز التسوق".
وأكد النجار أن الفعاليات الحكومية المختلفة مثل مهرجان دبي للتسوق، ومفاجآت صيف دبي، والعيد في دبي، واحتفالات اليوم الوطني على سبيل المثال، تؤدي دوراً هاماً في الترويج لدبي كوجهة مميزة للسياحة وللتسوق، وأضاف: "تعتبر "ماجد الفطيم العقارية" أحد أبرز داعمي مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، وقد عملنا معاً على توفير أفضل الحسوم والعروض القيمة وفرص الربح، وكنتيجة لذلك، شهد «ديرة سيتي سنتر» إقبالاً كبيراً وحقق مبيعات كبيرة، كما حظي باستحسان الزوار والسياح".
وكشف النجار عن الدور الهام الذي يقوم به السياح القادمون من مختلف دول الخليج العربي في نمو وتطوير قطاع تجارة التجزئة في دبي التي باتت تشكل خياراً مميزاً بالنسبة لهم، وقال: "في «ديرة سيتي سنتر»، بلغ تقديرنا لنسبة الزوار القادمين من منطقة الخليج العربي حوالي 14 بالمائة من مجمل الزوار، ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة.
ويتمتع «ديرة سيتي سنتر» بموقع مميز لقربه من المطار ولتركز حوالي 80 بالمئة من فنادق دبي في هذه المنطقة، حيث توفر هذه العوامل إلى جانب متاجر التجزئة العصرية ومراكز الترفيه المميزة أفضل تجارب التسوق الشاملة لزوارنا العرب".
وجهة رائدة
وسجل مركز الواحة ارتفاعاً بنسبة 40٪ في حجم الإقبال خلال الربع الأول من 2012، بالمقارنة مع عام 2011. وفقاً لمدير المركز نيليش بهاتناغار، الذي أضاف: "شهدنا زيادة في حركة الإقبال خلال أيام الأسبوع، في ضوء وجود متاجر رئيسية كبرى في جميع الطوابق ضمن المركز، وبالتحديد إيماكس، كارفور، بيبي شوب ولايف ستايل في الطابق الأرضي؛ وبراندز، صن آند ساند سبورتس، سبلاش، شومارت ونيولوك في الطابق الأول؛ وكيو هوم ديكور، وهوم سنتر ودايسو في الطابق الثاني؛ ونادي فيتنس فيرست المختلط والذي افتتح حديثاً بما في ذلك نادي بالنس ويل بييغ 360 على مساحة 22000 قدم مربعة ومدينة المرح. وهناك فئة جديدة من الزوار الذين بدؤوا يترددون على مركز الواحة بشكل دوري، بدلاً من القدوم خلال العروض الترويجية الخاصة فقط".
وحول آفاق نمو قطاع مراكز التسوق في دبي قال فيبن سيتي، الرئيس التنفيذي لمجموعة لاندمارك المالكة لمركز الواحة: "دون أدنى شك يبدو مستقبل مراكز التسوق في دبي واعداً للغاية. ويمكن توقع نمو مبيعات التجزئة في المنطقة على مدى السنوات القليلة المقبلة بمعدل 10% سنوياً"، وحدد دوافع النمو الرئيسية في زيادة ثقة العملاء والسياحة إلى جانب الأمن الوظيفي. إضافة إلى ذلك، فإن تزايد عدد مفاهيم التجزئة التي تقدم قيمة عالية مقابل المال، يرافقه ارتفاع ملحوظ في نسبة استهلاك الأدوات المنزلية.
وهناك مجموعة من العوامل الاقتصادية التي تسهم معاً في نمو الإقبال والمبيعات في مراكز التسوق بدبي، ولفت إلى أن دبي ، باعتبارها وجهة رائدة للمهرجانات والأنشطة المتنوعة، تستقطب أعداداً كبيرة من السياح من مختلف أنحاء العالم، ويؤدي ذلك تلقائياً إلى زيادة حجم الإقبال على مراكز التسوق، خاصة وأنها تقدم عروضاً ترويجية مذهلة احتفاءً بتلك الأنشطة والفعاليات التي تشهدها المدينة.
كما أن المقيمين يشاركون ويتواجدون أيضاً في احتفالات مراكز التسوق، وبالتالي، فإن الأنشطة والفعاليات لها تأثير واضح على مستوى الإقبال في مراكز التسوق. وأضاف: "بفضل ما تنعم به من استقرار وما توفره من مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية ومراكز التسوق التي تضج بالحياة دائماً، أصبحت دبي وجهة مفضلة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا بدوره يسهم في دعم الإقبال وزيادة المبيعات، وخصوصاً خلال مواسم الأعياد والمناسبات، مثل مهرجان دبي للتسوق".
عروض مبتكرة
وبدوره أكد تيم جونز رئيس إدارة العمليات للتطوير العقاري والإيجارات في لامسي بلازا ارتفاع مستوى الإقبال بنسبة 15% خلال الربع الأول من العام الجاري بالنسبة لكل من لامسي بلازا ومركز "اريبيان سنتر"، وقال: "رغم التنّوع المميز لقاعدة عملاء مركزي "لامسي بلازا" و"العربي سنتر"، غير أننا نجحنا في استقطاب مزيد من العملاء منذ بداية عام 2012 بفضل تنوع أنشطتنا العائلية، ونمو محفظتنا من متاجر التجزئة، وعروضنا الترويجية المبتكرة في كلا المركزين.
وقد ارتفع مستوى الإقبال بواقع 15%، وأعربت منافذنا الشريكة عن ارتياحها لحجم المبيعات المحققة خلال فعاليات "مهرجان دبي للتسوق"، ونتوقع أن نشهد نتائج مماثلة خلال العام الجاري"، وأرجع الأداء القوي للمبيعات في مختلف متاجر "لامسي بلازا" و"العربي سنتر" إلى إطلاق مزيج متنوع من السياسات التسويقية، والعروض الترويجية المجزية لأرقى العلامات التجارية، فضلاً عن الأنشطة الترفيهية والعروض الأخرى التي تشجع العملاء على تكرار تجربة التسوّق في المركزين.
وأضاف: "وإلى جانب حرصنا على توفير أفضل تجربة تسوق ممكنة للعملاء، كذلك نسعى إلى تقديم كل ما هو جديد على صعيد العروض الترويجية المشجعة والفريدة التي تلقى صدىً إيجابياً لدى شرائح عملائنا المختلفة".
وحول دور الفعاليات والأنشطة التي تحتضنها إمارة دبي على قطاع مراكز التسوق قال جونز: "لطالما بذلت "مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري" قصارى جهدها لتنمية قطاع التجزئة والفعاليات في دبي، حيث لعبت دوراً محورياً في تطوير وتعزيز ودعم الجهات العاملة في قطاعي التجزئة والمهرجانات مثل "مهرجان دبي للتسوق" و"مفاجآت صيف دبي" وغيرها من الفعاليات المتنوعة التي تستضيفها الإمارة سنوياً، الأمر الذي يضمن استقطاب مزيد من السياح والزوار إلى مختلف وجهات التسوق الفاخرة في دبي ولاسيما مركزي "لامسي بلازا" و"العربي سنتر" اللذين يعتمدان على حركة السياحة طوال العام".
وحول إسهام السياحة الخليجية في رفد نمو سوق التجزئة بدبي قال جونز: "نشهد خلال أشهر الصيف توجه عدد كبير من العائلات بصحبة أطفالها من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج عموماً إلى مراكز التسوّق في دبي.
ولذلك نبذل ما بوسعنا لضمان أن يقدّم "لامسي بلازا" و"العربي سنتر" تجربة تسوّق مجزية للزوار الوافدين من خارج الدولة، وذلك من خلال تقديم أفضل العروض الترويجية والترفيهية المشجعة ضمن مراكز التسوّق".
مرآة النمو
يمكن قراءة آفاق قطاع التجزئة ومراكز التسوق في دبي من خلال الأرقام القياسية التي حققها "دبي مول" خلال عام 2011، الذي بات مرآة تعكس نمو مكانة دبي كالوجهة الأبرز إقليمياً وعالمياً لسياحة التسوق، ومع استقطابه لما يزيد على 54 مليون زائر، بنمو 15% مقارنة بعدد الزوار الذي بلغ 47 مليوناً خلال 2010، يصبح "مول دبي" وجهة التسوّق والترفيه الأكثر اجتذاباً للزوار في العالم، حيث تجاوز عدد زواره إجمالي السياح الذين زاروا نيويورك خلال العام 2011، وبلغ عددهم 50.2 مليوناً.
كما تجاوز العدد السنوي لزوار لاس فيغاس، (39.2 مليوناً)؛ ولوس أنجلوس، (26.3 مليوناً)، كما تفوق هذه الأرقام أعداد الزوار إلى كافة الوجهات الترفيهية البارزة في العالم بما في ذلك تايمز سكوير (39.2 مليوناً)، وسنترال بارك (38 مليوناً)، وشلالات نياغارا (22.5 مليوناً).
وشهدت مبيعات التجزئة في مختلف منافذ «دبي مول» نمواً ملحوظاً بلغ 35% مقارنة بمبيعات عام 2010، في حين ساهم الموقع الحيوي للمركز ضمن مشروع وسط مدينة دبي الذي تبلغ قيمته التطويرية 20 مليار دولار في دعم أداء المركز باستمرار. ويحتضن وسط مدينة دبي، نخبة من أبرز المعالم والوجهات في دبي، يتقدمها برج خليفة، ودبي فاونتن، بالإضافة إلى 7 فنادق عالمية، والآلاف من الوحدات السكنية والمكاتب الفاخرة.
9.3 ملايين سائح زاروا دبي و7508 دراهم معدل الانفاق
يرتبط الازدهار الذي تشهده مراكز التسوق في دبي بمجموعة من العوامل التي تشكل داعماً أساسياً لنمو هذا القطاع، وتأتي الحركة السياحية في مقدمتها، بحسب مسؤولي مراكز التسوق الرئيسية في دبي وخبراء قطاع التجزئة الذين استطلعت البيان آراءهم في هذا التقرير، حيث لم تنجح دبي في تسجيل نمو مضطرد عاماً بعد عام في أعداد السياح وازدهار في القطاع الفندقي فحسب، بل ركزت أيضاً على تنويع سوقها السياحية من حيث الجنسية، وساهم ذلك في الحد من تداعيات الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها بعض الدول وخاصة الأوروبية على أعداد السياح وإنفاقهم في دبي.
لكن ومن جانب آخر، تتميز دبي بكونها الوجهة السياحية المفضلة للخليجيين خاصة في ظل قربها الجغرافي وانفتاحها الحضاري والثقافي، ويشكل المتسوقون الخليجيون عاملاً هاماً في دفع نمو قطاع التجزئة في ظل ارتفاع إنفاقهم الاستهلاكي نظراً لمحدودية تأثر دول مجلس التعاون بتداعيات الإضرابات العالمية، بل على العكس تماماً، يسجل دخل الفرد الخليجي نمواً مضطرداً في ظل الإنفاق الحكومي القوي على تحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
وفي نفس الإطار، عززت دبي مكانتها السياحية في ظل الأحداث الإقليمية وتحول حركة السياحة العالمية من بعض الدول المضطربة إليها، بالإضافة إلى تقاطر المستثمرين ورجال الأعمال لما توفره من ملاذ استثماري آمن.
ويترجم نجاح دبي السياحي في استقطابها 9.3 ملايين سائح خلال العام الماضي، حيث ذكر تقرير صادر مؤخراً عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي أن عدد نزلاء المنشآت الفندقية والسياح البحريين في الإمارة العام الماضي 2011 بلغ 9 ملايين و300 ألف سائح بزيادة قدرها 10% عن العام الأسبق 2010 الذي بلغ فيه العدد 8 ملايين و490 ألف سائح.
ووفقاً لإدارة مركز المعلومات المتكاملة في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، ينفق السائح خلال فترة إقامته في دبي 7508 دراهم، ويبلغ متوسط إنفاق السائح في الإمارة 1028 درهماً، فيما يبلغ متوسط إقامته في فنادق الإمارة 7.3 ليالٍ.
وأشار التقرير إلى أن عدد الليالي السياحية في المنشآت الفندقية في دبي العام الماضي بلغ 32 مليوناً و848 ألفاً و190 ليلة بزيادة قدرها 23% عن العام الأسبق الذي بلغ فيه العدد 26 مليوناً و626 ألفاً و679 ليلة فندقية وبلغ متوسط فترة الإقامة بالمنشآت الفندقية العام الماضي 3.6 أيام بزيادة قدرها 12% عن العام الأسبق الذي بلغ فيه متوسط الإقامة 3,2 أيام وبلغ عدد المنشآت الفندقية في دبي العام الماضي 575 منشأة مقابل 573 منشأة العام الأسبق وبلغ عدد الغرف والشقق الفندقية العام الماضي 74 ألفاً و843 غرفة وشقة فندقية بزيادة قدرها 5% عن العام الأسبق 2010 الذي بلغ فيه العدد 70 ألفاً و955 غرفة وشقة فندقية.
