اختتم وفد مجلس دبي الاقتصادي مؤخراً زيارته إلى جمهورية الصين الشعبية. وترأس الوفد سعادة هاني الهاملي الأمين العام للمجلس بمعية الفريق التنفيذي للأمانة العامة للمجلس. وصرح الهاملي أن الزيارة قد هدفت إلى تأسيس شراكات استراتيجية مع عدد من مراكز صنع القرار الاقتصادي والمؤسسات المالية الصينية.

أشار هاني الهاملي إلى أن زيارة المجلس للصين تأتي تماشياً مع حرص القيادة الحكيمة لدولة الامارات على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دولة الامارات وجمهورية الصين الشعبية بما يخدم مصلحة البلدين. كما أكد أن قيادة الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، تشعر بالاعتزاز بتطور ونمو علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين، وأن هذه العلاقات مرشحة لمزيد من التوطيد خلال الفترة المقبلة.

وأكد الهاملي ان العلاقات الاقتصادية بين الامارات والصين تاريخية وتشكل نموذجاً يقتدى به للتعاون والشراكة الاقتصادية الدولية التي تصبو إلى تحقيق المصالح المشتركة للبلدين. وأوضح أن توطيد هذه العلاقات قد تم تحقيقها عبر مستويات وآليات عدة، بدءًا بالزيارات الرسمية المتبادلة لقيادة البلدين، مروراً بالتعاون والتنسيق بين الفعاليات الاقتصادية لكلا البلدين لتطوير حجم التبادلات التجارية والاستثمارات فضلاً عن تنامي حركة السياحة البينية خلال السنوات الماضية.

وتوقف الهاملي على أهم محطتين في مسيرة هذه العلاقات. ففي مارس 2008 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية أجرى خلالها مباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والصين في شتى المجالات ومد جسور جديدة بين الجانبين مهدت لبناء شراكة استراتيجية بعيدة المدى لاسيما في القطاعات الاقتصادية والتقنية والعلمية المتنوعة.

أما المحطة الثانية فهي الزيارة التاريخية التي قام بها ون جياباو رئيس مجلس الدولة الصيني لدولة الامارات في شهر يناير من العام الجاري، والتقى خلالها قيادة الدولة وعددا من مراكز صنع القرار، والتي وصف صاحب السمو رئيس الدولة (حفظه الله) هذه الزيارة قائلاً "إننا نتطلع لأن تشكل زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لدولة الإمارات، خطوة متقدمة نحو مزيد من التعاون وترسيخ الشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين لاسيما بعد توقيع بيان للشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتي لاريب أنها تشكل دفعة قوية في تعزيز العلاقات الثنائية بينهما. كما أنطوت الزيارة على توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والنقدية ذات البعد الاستراتيجي.

 

اتفاقية مقايضة اليوان والدرهم

أشار الهاملي إلى أن اتفاقية المقايضة بين الدرهم واليوان بما قيمته أكثر من 5.5 مليارات دولار التي وقعها مصرف الإمارات المركزي وبنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني) خلال الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الدولة الصيني للدولة تأتي تتويجاً للعلاقات الاقتصادية والتجارية المتميزة بين البلدين، الأمر الذي تفيد التوقعات بأن الإمارات بهذه الاتفاقية- قد قطعت شوطاً كبيراً على مسار توطيد مكانتها كمركز إقليمي رئيسي لعمليات التسوية والمقاصة بالعملة الصينية.

 

الصين شريك استراتيجي للإمارات

أشار الهاملي، ان علاقة الإمارات مع الصين تكتسب أهمية استثنائية. حيث أوضح ان الصين تعد اليوم لاعباً دولياً مهماً على الساحة الاقتصادية العالمية. وخلال الثلاثين عاماً المنصرمة، حصلت تحولات دراماتية في الاقتصاد الصيني من نظام التخطيط المركزي إلى اقتصاد سوق منفتح على العالم. أما أهم دعائم النمو السريع للاقتصاد الصيني فهي الصادرات. كما أشار إلى أن استراتيجية التنويع الاقتصادي التي تبنتها الحكومة الصينية، إلى جانب التطور السريع في البنى التحتية، والسياسات الاقتصادية، والاستراتيجيات التجارية، قد كانت من وراء صعود الصين كأحد أكبر الاقتصادات في العالم.

 

نمو مطرد في العلاقات

أشاد الهاملي بتطور العلاقات الثنائية بين الامارات والصين في كافة المجالات خاصة في مجال التجارة والاستثمار، مؤكداً أن الصين تعتبر أحد أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، حيث تأتي بالمرتبة الثانية خليجياً بعد السعودية. وطبقاً لبيانات وزارة التجارة الخارجية الاماراتية، تقف الصين كثاني أكبر شريك للتجارة الخارجية غير النفطية للإمارات بقيمة تجاوزت 14 مليار دولار عام 2010، وكذلك تأتي بالمرتبة الثانية من حيث قيمة صادراتها إلى الامارات والتي تناهز 13,5 مليار دولار في العام المذكور. أما على مستوى تجارة الإمارات مع الصين شاملة النفط والمناطق الحرة فتصل قيمتها إلى 35 مليار دولار عام 2010، تصدر الامارات ما يقارب 7,5% إلى الصين.

وشهد العام الماضي تطوراً في حركة الطيران بين البلدين والذي بلغ 60 رحلة أسبوعياً. ووصل عدد السياح الصينيين في الامارات العام الماضي حوالي 300 الف سائح. أما عدد المواطنين الصينيين المقيمين في الامارات فقد بلغ حوالي 200 الف، فيما وصل عدد الشركات الصينية العاملة في الدولة قرابة 3000 شركة. وطبقاً للتقديرات، يتوقع أن تنمو التجارة بين الامارات والصين لتتخطى حاجز 100 مليار دولار في عام 2015. كما وقع البلدان خلال السنوات الماضية العديد من الاتفاقيات الثنائية.

وأكد الأمين العام للمجلس الاقتصادي أن تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين لاسيما في إطار الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعها البلدان خلال السنوات الماضية، إلى جانب تنامي المبادلات التجارية بينهما بصورة مطردة قد استوجب احداث نقلة في شكل هذه العلاقات من "التعاون" إلى "الشراكة الاستراتيجية" بهدف تأطير المصالح المشتركة للبلدين والسعي إلى تعظيمها في المستقبل المنظور.

 

بنك الصادرات والواردات الصيني

زار وفد مجلس دبي الاقتصادي مقر بنك الصادرات والواردات الصيني، وكان في مقدمة مستقبليه لي روجو، رئيس البنك برفقة الادارة التنفيذية للبنك. وجرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون بين الطرفين في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

تأسس بنك الصادرات والواردات الصيني في عام 1994، وهو تابع للحكومة الصينية، ومقره بكين. ويرتبط البنك راهناً بعلاقات مع أكثر من 500 بنك. وتكمن مهمته الرئيسة في تسهيل صادرات واستيرادات الصين، إضافة إلى مساعدة الشركات الصينية ذات القدرة التنافسية العالية على القيام باستثماراتها وتنفيذ عقودها الخارجية، والترويج للعلاقات الخارجية الصينية والتعاون الاقتصادي والتجاري مع مختلف دول العالم.