أكد يعقوب أبا عمر سفير جنوب إفريقيا في الدولة أن العالم مليء بالغذاء والمشكلة تكمن في توزيعه وأن الإمارات تحتل المرتبة 20 كأكبر سوق لصادرات جنوب أفريقيا في العالم في حين بلغت قيمة الصادرات الزراعية بين البلدين 1.1 مليون درهم خلال عام 2011 فيما تحتل جنوب إفريقيا المركز السادس على قائمة أسواق الاستيراد بالنسبة للدولة فيما يتعلق بالصناعات الغذائية تحديدا.

 وكشف ابا عمر لـ«البيان الاقتصادي» أن معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد سيقود وفداً من الإمارات إلى جنوب أفريقيا خلال الأشهر القليلة القادمة وهي الزيارة الأولى لوفد من الإمارات عقب تأسيس اللجنة المشتركة بين البلدين في نوفمبر 2011 وقال إن تأسيس اللجنة حمل العلاقات بين البلدين لمراحل أعلى وتوقع أن يبحث خلال الزيارة فرص التعاون والشراكة والاستثمار بين البلدين.

من جانب آخر دعا أبا عمر العالم إلى ضرورة إيجاد توازن ما بين سياسات تأمين الغذاء في ظل وجود نحو مليار جائع في العالم والتوجهات الاستثمارية في إنتاج الوقود الحيوي القائم على المحاصيل الزراعية.

 

إنتاج الطاقة

وقال أبا عمر في حديث خاص لـ«البيان الاقتصادي» على هامش زيارته لجناح جنوب أفريقيا في معرض (غلفود) حيث تشارك 17 شركة موردة من جنوب إفريقيا تعرض منتجاتها ونماذج عملها في المعرض أن العالم بالتأكيد بحاجة لإنتاج الطاقة لاستمرارية ضمان نشاط المصانع والصناعات ولاستمرارية اقتصاديات العالم ولكن في الوقت ذاته إذا لم يستطع الناس البقاء على قيد الحياة فهناك مشكلة لقد أصبح هناك تردد بشأن قضية الوقود الحيوي وقد رأينا تداعيات نقص الارز في الأسواق في 2008 و 2009 .

وأصبح ينبغي تشجيع التوجهات نحو إيجاد موارد طاقة بديلة أخرى كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح عوضا عن الوقود الحيوي المستخرج من الزراعة. وأود هنا أن أشيد بجهود الإمارات في قطاع الطاقة الشمسية والرياح.. الخ حيث تقوم الحكومة الإماراتية بجهود كبيرة في هذا الجانب ونحن نشعر بفخر لإطلاق جنوب أفريقيا ربما أكثر استراتيجيات الطاقة المتجددة طموحا في العالم، حيث سعى جنوب أفريقيا للابتعاد عن اعتمادها على الفحم وبالتالي نحن نبحث عن طرق مختلفة لا تجعلنا نعتمد على الوقود الحيوي.

ويضيف ابا عمر لا يوجد نقص للإنتاج الزراعي في العالم فأعتقد أن العالم ينتح غذاء كافيا لإطعام جميع البشر تقريبا ولكن توزيع هذا الغذاء هو المشكلة فعلى سبيل المثال نجد أنه في الدول المتقدمة بما فيها المنطقة هناك تبديد للغذاء فيما ينعدم الغذاء في مناطق أخرى من العالم وهذا يمثل تحديا للعالم .

وبالتالي ينبغي أن يكون هناك نظام يتيح توزيع الغذاء بشكل يجعل الغذاء متوفرا لجميع البشر. من جانب آخر أعرب أبا عمر عن أمله في حدوث استقرار في أسعار النفط وبأنه لا يزال يشعر بالتفاؤل رغم وصول سعر برميل النفط إلى 120 دولارا للبرميل خلال الأيام القليلة الماضية ويتوقع أبا عمر أن تستقر أسعار النفط بعدما يزول التوتر القائم في المنطقة.

ولكن في الوقت ذاته أتوقع أن يكون هناك ضغوط على أسعار الغذاء من جوانب أخرى فمثلا هناك نمو كبير ومتسارع في تعداد سكان الأرض إلى جانب تزايد استخدام الأراضي الزراعية لتوليد الوقود الحيوي أي زراعة الأراضي بمحاصيل زراعية تستخدم في إنتاج الوقود الحيوي بدلا من استخداماتها الغذائية وبالتالي بشكل عام فإن كل نشاط اقتصادي حاصل في العالم هو بغرض تلبية الحاجة البشرية .

ولا أعتقد أن هناك احتياجا أكبر من حاجة البشر للأكل. وبالتالي لابد من إيجاد وسيلة نضمن من خلالها حث الحكومات والشركات للبحث عن موارد الطاقة المتجددة فعلينا أن ننتج الغذاء. وبالإجابة عن سؤالك بالنسبة لمستقبل أسعار الغذاء أعتقد بأننا سنشهد ارتفاعات في أسعار الغذاء لعوامل كثيرة منها التي ذكرتها.

 

المنطقة الخليجية

ويرى أبا عمر أن المنطقة الخليجية تواجه تحديات فيما يتعلق بتحقيقها للأمن الغذائي وخاصة أن المنطقة طبيعتها صحراوية والأمطار المتساقطة عليها محدودة وبالتالي عليها أن تجد طريقة للارتباط مع آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية لتحقيق الأمن الغذائي وهذا لا يتحقق من خلال شراء أراضٍ شاسعة في المغرب أو السودان أو أي دولة أخرى لأن المحاصيل الزراعية لا يمكن ضمانها في ظل تقلبات المناخ والتغيير المناخي الذي نعيشه اليوم.

وبالتالي الطريقة الأفضل هي التي تتبعها الإمارات والتي تنظر للغذاء على أنه جزء من قطاع السلع وتنظر للحبوب على أنها جزء من قطاع السلع وتأسيس شركات تضمن تأمين تلك السلع الغذائية وليس فقط من خلال شراء الأراضي وبالتالي أعتقد أنه فيما يتعلق باستراتيجية لضمان تحقيق الأمن الغذائي عندما يحدث ارتفاعات في اسعار الغذاء تكمن في الأسواق.

وذلك من خلال جعل الأسواق أكثر كفاءة من خلال الاستثمار الزراعي عوضا عن شراء الأراضي. وهنا تأتي أهمية معرض (غلفود) والذي يشكل فرصة رائعة لشركات إنتاج الأغذية الناجحة في جنوب إفريقيا لعرض منتجاتهم ذات الجودة العالمية أمام جمهور مرموق من المهتمين بالصناعات الغذائية. وبما أن دول الشرق الأوسط تستورد معظم منتجاتها الغذائية فمن الطبيعي أن يكون الأمن الغذائي مسألة توليها جنوب إفريقيا أهمية كبرى باعتبارها علاقة تعود بالفائدة على الطرفين.