اختتم مؤتمر الطيران الاخضر أعماله امس في دبي بالدعوة الى تأسيس شراكات إقليمية عالمية فاعلة تفضي إلى برامج ومبادرات واقعية تسهم في خفض انبعاثات الكربون في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية. واكد المتحدثون في المؤتمر ان النمو الكبير في اساطيل الطائرات عالميا وفي منطقة الشرق الاوسط خاصة يستدعي جهودا على اعلى المستويات سواء الحكومية او الخاصة لتخفيف بصمة الكربون التي تنتج عن الطائرات التجارية ومن ضمنها البحث عن بدائل جديدة للوقود واستخدام برامج وممارسات على الارض تسهم في تقليل استهلاك الوقود وتخفيف الازدحام وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون.
وأكدت مريم البلوشي مدير ادارة الدراسات البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني ان الامارات وضعت اهدافا محددة لخفض الاعتماد على الوقود التقليدي واعتماد بدائل الطاقة النظيفة ومنها سعي العاصمة ابو ظبي لإنتاج 7% من استهلاكها للطاقة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020 كما ان دبي تبنت استراتيجية 5% استهلاكها عبر هذا النوع من الطاقة.
واشارت البلوشي الى اطلاق مبادرة الاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة التي اطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لبناء اقتصاد يقوم على تبني معايير المحافظة على البيئة اضافة الى اطلاق مبادرة البصمة البيئية في العام 2007 الهادفة الى وضع معايير لتخفيف انبعاثات الكربون واستخدام بدائل نظيفة للطاقة خصوصا ان غاز ثاني اكسيد الكربون يشكل نحو 80 % من انبعاثات الغازات الضارة في الدولة.
وقالت البلوشي ان الامارات ممثلة في الهيئة العامة للطيران المدني كانت على الدوام تعمل على تعزيز قطاع الطيران المدني من خلال الدعم الذي تقدمه لمختلف شركات الطيران العاملة في الدولة او التي تسير رحلات من وإلى الامارات حيث تعاملت مطارات الدولة مع اكثر من 70 مليون مسافر خلال العام الماضي في الوقت الذي ترتبط فيه الدولة مع اكثر من 200 محطة عالمية. واضافت ان الطيران يلعب دورا بارزا في عملية التنويع الاقتصادي بمشاركة كبيرة من القطاع الخاص. ويسهم قطاع الطيران والقطاعات الخدمية المتعلقة به بنحو 20 % من ناتج الدولة الاجمالي.
تقليل زمن الاقلاع
وقالت انه رغم النمو الكبير في القطاع الا ان هناك حاجة اكبر لتصبح شركات الطيران والمطارات اكثر فاعلية واكثر استدامة مشيرة الى ان افتتاح مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية جاء بهدف استيعاب معدلات النمو الكبيرة لهذا القطاع وادارة اكثر فاعلية لحركة الملاحة الجوية من حيث تقليل وقت الرحلات وعمليات الاقلاع والهبوط وبالتالي خفض نسبة انبعاثات الكربون.
ومن امثلة ذلك تبني برامج عدة في منها برنامج لتنظيم عمليات الهبوط وهي برنامج "امان" وآخر للاقلاع حيث اسهما في تقليل زمن اقلاع الطائرة من 15 دقيقة الى 3 دقائق فقط وهذا يعني خفضا في كمية الوقود المستهلك وانبعاثات الكربون.
ومن بين هذه الجهود ايضا تشغيل اول رحلة بالوقود الحيوي لشركة طيران الاتحاد في يناير الماضي وهي تشكل خطوة اولى نحو مزيد من الرحلات المماثلة وتعد الناقلة الوطنية اليوم شريكا رئيسيا في برنامج لتمويل الابحاث حول هذا النوع من الوقود.كما ان طيران الامارات هي الاخرى استخدمت المسار المعروف " انسباير" في رحلاتها الى جنوب افريقيا واستراليا وهو مسار اسهم في خفض كبير في استهلاك الوقود وتقليل زمن الرحلات. وقد وفرت رحلة الناقلة الى جنوب افريقيا اكثر من 5 اطنان من ثاني اكسيد الكربون.
4 كغم من النفايات لكل مسافر
واشار خرام خالصا المدير التنفيذي لمجلس الطيران الاخضر ان المجلس يتبنى اليوم ما يعرف بشهادة " فلاي 360 الخضراء والتي تمنح لشركات الطيران والمطارات التي تعتمد المعايير الخضراء في عملياتها موضحا ان هذه الشهادة تخضع لتقييم واجراءات قياسية تنظر في سلوك وممارسات كل شركة او مطار حيث تمنح على اساس هذه الشهادة على اساس هذه المعايير.
وقال ان كل مسافر اليوم يسهم بنحو 4 كغم من النفايات لكل رحلة طيران وهذا يعني وجود ملايين الاطنان من النفايات على متن رحلات الطيران كل عام . كما ان علب الصفيح والالمنيوم مثلا في الولايات المتحدة يمنها ان تبني 58 طائرة من طراز بوينغ 747 في الوقت يمكن ان تملأ فيه نفايات الاوراق حفرة بطول 100 متر وعمق 70 مترا لتصل الى 72 الف طن من مخلفات الاوراق.
ودعا شركات الطيران والمطارات الى تبني ممارسات عملية على الارض وفي الاجواء يمكنها ان تسهم في تقليل استهلاك الوقود وبالتالي انبعاثات الكربون مشيرا الى ان برنامج ادارة الوقود الذي طبقته احدى شركات الطيران في كندا مكنها من توفير اكثر من 5 الاف طن من انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون ونجحت تلك الشركة منذ عام 2004 في توفير اكثر من 400 الف طن من هذه الانبعاثات. وهذه الانبعاثات تعني ازالة اكثر من 60 الف سيارة من الطرق في عام واحد.
عقبات أمام تطبيق قرار ضريبة الكربون
واكد جورج حنوش الرئيس التنفيذي لشركة بيانات المتخصصة في حلول وانظمة المطارات ان قرار الاتحاد الاوروبي بفرض ضريبة الكربون يواجه تحديات متعددة ابرزها عدم موافقة اكثر من 30 دولة على تطبيقه لغاية الان على رأسها الصين والولايات المتحدة الاميركية وهما احد اكبر الاسواق في العالم. وقال حنوش ان هذا القرار له تأثيرات سلبية على صناعة الطيران من حيث ارتفاع التكلفة التي سيتحملها المسافر وبالتالي تأثير على حركة النقل الجوي التي تواجه تحديات اقتصادية عديدة خلال العام الجاري حيث ستتسبب تلك الضريبة في زيادة تكاليف التشغيل.
وقال حنوش ان مطارات الدولة تعد اليوم من اهم مطارات العالم في مجال الخدمات ومهيأة اكثر من غيرها لتطبيق معايير صارمة تساعد في الحفاظ على البيئة بفضل بنيتها التحتية المتطورة وحداثة الاساطيل التي تعمل فيها.
ودعا الى التعاطي مع قضية البيئة في صناعة المطارات باهتمام لمواكبة تحديات المستقبل والنمو القياسي بأعداد المسافرين المتوقع عبر مطارات المنطقة مشيرا الى ان المؤسسات والشركات المحلية لديها القدرة وتمتلك الخبرات على الارتقاء باداء المطارات على هذا الصعيد.
