ظلت السفينة العملاقة تايتانيك التي بنيت أوائل القرن الماضي قابعة في قاع المحيط الأطلسي قبالة سواحل نيوفاوندلاند طوال 73 عاما. وفي عام 1985 عثر على حطامها أخيرا روبرت بالارد المصور المتخصص في التصوير تحت الماء في مياه ضحلة نسبيا على عمق ثلاثة آلاف و800 متر. وقبل حلول الذكرى المئة لغرق تايتانيك اليوم الاحد، والتي ظلت مادة خصبة للمؤرخين والقصاصين.

وقال بالارد: لم تكن تايتانيك بالتأكيد أول حطام سفينة اكتشفه. من وجهة النظر العلمية لم تكن تايتانيك أكبر اكتشافاتي أيضاً لكننا نعرف أنه حدث. لكن تايتانيك أوصلتنا إلى إدراك أن البحر العميق هو أكبر متحف في العالم. وأضاف بالارد: حقيقة كانت أول مرة نكتشفها فيــــها عن طريق الإنسان الآلي وذهبنا إلى هناك في العام التالي على متن غواصة. لقد قمت بزيارتها بنفسي. عندما عثرنا عليها عام 1985 كانت مشاعرنا تتأرجح بين الدهشة والفرح والاحتـــــفال. لكن بعد قليل أدركنا كم هو غير مناسب أن نرقـــــص على قــبر أحد ما، لذا فقد تغير مزاجنا وأصبح نكدا ومتسما بالوقار.

لكن بالتأكيد كان الذهاب في العام التالي والدخول إلى السفينة شيئا مدهشا لأنه ليس بإمكانك أن ترى هيكل السفينة. تعرف أنها هناك لكنك لا تراها حتى تصبح على مقربة نحو عشرة أمتار منها. وبعد ذلك كانت كتلة كبيرة من الحديد يبلغ ارتفاعها أكثر من 30 لـ 40 مترا لكن لا يمكنك أن ترى القمة من القاع حيث كنا موجودين.

وأوضح أن أغلب الخراب الذي حدث كان على يد الزوار الذين ذهبوا إلى هناك وبخاصة الغواصات الفرنسية والروسية. وأضاف: إذن فالموقع لا يحظى بالاحترام من جانب الآخرين ونحن قلقون للغاية. لقد طرحنا معاهدة الآن في الولايات المتحدة ونأمل في أن توقع الدول الأخرى الاتفاقية الدولية لاحترام السفينة ومعاملتها كمقبرة لأنها كذلك.