تكبدت أسواق المال المحلية خسائر بلغت 12.49 مليار درهم، لتصل قيمة الأسهم السوقية 545.02 مليار درهم، متأثرة بأخبار خاطئة من وكالات أنباء روسية نقلت عن وزارة الدفاع قولها إن رادارا روسيا رصد إطلاق »جسمين« بالستيين من وسط البحر المتوسط باتجاه شرق البحر أمس الثلاثاء.

ما أثار تخوفات المستثمرين من أن الحرب بدأت بسوريا ما دفعهم إلى القيام بعمليات جني أرباح بالجملة على كل الأسهم وخصوصاً التي تنشط عليها المضاربات، قبل ان تعود الوكالات العالمية وتؤكد أن الجسمين لم يقتربا حتى من السواحل السورية وكانا جزءاً من اختبارات عسكرية.

مؤشرات

وهبط مؤشر سوق دبي دقائق بعد التقرير بشكل حاد وبنسبة 5.5% ليصل إلى مستوى 2457 نقطة، في حدود الساعة الواحدة، وذلك بعد أن استقر طيلة الساعات الأولى للتداول فوق حاجز 2600 نقطة، ثم عاد ليرتفع بعد صدور تقارير مطمئنة أن الحرب لم تبدأ بعد ليقفل الجلسة على انخفاض 2.77% وخسائر 96.3 نقطة ليصل مستوى المؤشر إلى 2,489.38 نقطة بنهاية الجلسة.

أما مؤشر أبوظبي، فقد صار على النهج حيث استقر خلال بداية الجلسة فوق مستوى 3800 نقطة، قبل أن ينخفض بشكل قوي بعد خبر »الجسمين« بنسبة 1.83% مقفلاً على 3733.96 نقطة وخسائر 69.7 نقطة. ونتيجة لذلك انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية و السلع 2.24% ليغلق على3637.77 نقطة.

التداولات

ودفعت هذه الأخبار المستثمرين إلى التوجه بكثافة نحو البيع لجني الأرباح وتقليل الخسائر المحتملة في الوقت الذي استغل فيه "صائدو الصفقات" الفرصة وكثفوا من مشترياتهم للأسهم بأسعار منخفضة، وهو الأمر الذي رفع مستويات التداول إلى مستويات عالية، حيث بلغ حجم التداول في دبي 1.4 مليار سهم و198 مليون سهم في أبوظبي ليبلغ الإجمالي 1.61 مليار سهم بنسبة نمو 32% مقارنة مع تداولات الجلسة السابقة.

أما في يخص قيم التداول فقد استحوذت أسهم دبي على 83% من القيم بواقع 1.4 مليار درهم، مقابل 281 في أبوظبي، حيث وصل الإجمالي إلى 1.68 مليار درهم، أي بنسبة نمو 28% مقارنة بجلسة الاثنين. وذلك من خلال تنفيذ 13089 صفقة.

وقال المحلل المالي صلاح إن سوق دبي بالتحديد دائماً ما يكون عرضة أكثر من غيره بمثل هذه الأخبار وذلك لسبب أساسي هو كثرة المضاربين، والدليل أن الأسبوع الماضي كان المؤشر أكبر الهابطين بسبب مخاوف من عمل عسكري أمريكي محتمل ضد سوريا، وفي بداية الأسبوع الحالي كان المؤشر أكبر الصاعدين في ظل انحسار هذه المخاوف.

أعتقد شخصياً أن السوق سيعود مرة أخرى إلى مساره الطبيعي خلال قادم الأيام، في ظل عدم يقين العالم الغربي من جدوى الضربة العسكرية لسوريا".

تبريد يتصدر

كما كان متوقعاً كانت أسهم المضاربات الأكثر تضرراً والأكثر بيعاً، حيث تصدر سهم »الشركة الوطنية للتبريد المركزي - تبريد« المركز الأول في النشاط حسب القيم بعد أن تداول 161 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 379 مليون درهم شكلت ما يقارب 27% من إجمالي قيم تداولات سوق دبي، وهبط سعر السهم 1.76% إلى مستوى 2.23 درهم متخلياً عن مكاسبه خلال الجلسة عندما وصل السهم إلى 2.49 درهم.

المضاربة على ديار«

وتصدر »ديار للتطوير«، قائمة المضاربات حيث بدأ السهم الجلسة بإقبال على شرائه رفع السهم إلى 0.629 درهم، ثم بعد ذلك كان السهم الأكثر شراء في الساعات التي تلت الانخفاض الحاد، حيث استغل المستثمرون من صائدي الصفقات هبوط السعر مباشرة بعد إعلان الخبر إلى مستوى 0.53 درهم لتكثيف عمليات الشراء عليه ما أدى إلى تقليص خسائره حتى أقفل في الأخير على مستوى 0.569 درهم.

وساهمت هذه التقلبات في احتلال السهم صدارة النشاط حسب الأحجام بـ380 مليون سهم، شكلت 27% من إجمالي عدد الأسهم المتداولة في السوق. كما احتل السهم المركز الثاني في قائمة القيم بـ226 مليون درهم استحوذ بها على 16% من قيم السوق.

توقف »الاتحاد«

من جانبه توقف قطار سهم »الاتحاد العقارية« الصعودي والذي وصل خلال جلستي الأحد والاثنين إلى أكثر من 17%، بعدما تراجع بالأمس بفعل التطورات الجيوسياسية، بنسبة 5.46% إلى 0.623 درهم، مع العلم أن السهم في بداية الجلسة كان مرتفعاً بشكل قوي حتى وبنسبة 5% بعد أن وصل إلى مستوى 0.692 درهم.

مقترباً بذلك من كسر الحاجز النفسي عند 0.7 درهم. واحتل السهم المركز الثاني حسب الأحجام والثالث حسب القيم وذلك بـ299 مليون سهم شكلت 21% من إجمالي عدد الأسهم المتداولة بسوق دبي.

الدار وأرابتك ودريك أند سكل

واحتل كل من سهمي »الدار العقارية« »أرابتك القابضة« المركزين الرابع والخامس في قائمة القيم، بعد أن تداول سهم »الدار« على 1164 مليون درهم استحوذ بها على ما يقارب 60% من سيولة سوق العاصمة من خلال 64.7 مليون سهم، وساهم الإقبال بغرض البيع خصوصاً في الساعات الأخيرة من الجلسة في إقفال السهم على سعر 2.43 درهم بتراجع 5.81%.

من جهته داول سهم »أرابتك« بـ159.5 مليون درهم وزعت على 67 مليون سهم، انخفض على إثرها السهم بشكل قوي وبنسبة 4.55% ليصل إلى 2.31 درهم، بعدما كان قد وصل في بداية الجلسة إلى 2.47 درهم. كما تراجع سهم »دريك أند سكل« بنسبة 4.46% لينهي الجلسة على مستوى 1.07 درهم، بعد أن تداول بقيمة 85.6 مليون درهم من خلال 77.9 مليون سهم، احتل بها المركز السادس حسب القيم.

إغلاقات حمراء

وبالمجمل، بلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها خلال جلسة الأمس 60 من أصل 120 شركة مدرجة في الأسواق المالية، حققت أسعار أسهم 11 شركة منها ارتفاعا في حين انخفضت أسعار 44 سهماً، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.

وتفصيلاً، شهدت الجلسة إغلاقات حمراء عدة لأسهم سوق دبي، حيث انخفض سهم «إعمار العقارية» 5.43% ليتراجع إسى مستوى 5.57 دراهم بعد أن كان قد حقق خلال الجلسة مستوى 5.9 دراهم، كما انخفض سهم «الإمارات دبي الوطني» 2.83% إلى 5.15 دراهم.

كما تراجع سهم «العربية للطيران» 4.41% ليقفل على 1.3 درهم، و«دبي الإسلامي» 2.94% إلى 3.3 دراهم، و«دبي للاستثمار» 7.61% إلى 1.7 درهم، كما انخفضت أسعار أسهم «السوق» 4.79% إلى سعر 1.79 درهم وأرامكس بنسبة 2.34% إلى سعر 2.5 درهم، ثم سهم «الإمارات للاتصالات المتكاملة - دو» 1.57% مغلقاً عند مستوى 6.28 دراهم.

أما في أبوظبي فقد انخفضت أسعار أسهم «مصرف أبوظبي الإسلامي» بنسبة 3.4% مغلقاً على سعر 4.83 دراهم، وسهم «أبوظبي الوطني» 0.38% إلى سعر 13 درهم، وسهم «الخليج الأول» 0.91% على سعر 16.25 درهما، وسهم «اتصالات» 2.13% إلى مستوى 11.5 درهما.

الأكثر ارتفاعاً

وحقق حقق سهم «الهلال الأخضر للتأمين» أكثر نسبة ارتفاع سعري بـ6.67% ساهمت في إغلاقه عند مستوى 1.28 درهم، وجاء في المركز الثاني سهم «طيران أبوظبي» مغلقاً على سعر 3.15 دراهم مرتفعاً 5%.

في المقابل سجل سهم «اكتتاب القابضة» أكبر خسارة سعرية في جلسة الأمس بعدما تراجع 9.91% أوصلت السعر إلى مستوى 0.9 درهم،

الاستثمار الأجنبي

بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم في سوق دبي المالي نحو 493 مليون درهم لتشكل 35%من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم 543.7 مليون درهم وهو ما يشكل 39% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 50.7 مليون درهم كمحصلة بيع.

كما بلغت قيمة مشتريات الأجانب غير العرب، من الأسهم 100 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 106 ملايين درهم، كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين حوالي 310 ملايين درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 326 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 83 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 111 مليون درهم.