توقعت شركة «مباشر للخدمات المالية» أن تواصل أسواق الأسهم في الدولة سلك مسار الصعود مدعومة بالأداء الجيد لقطاعي البنك والعقارات، كما توقعت أن تحقق أسواق الأسهم في إمارة دبي نمواً يتجاوز 5 % خلال الأشهر الستة المقبلة، وأرجعت أسباب هذا النمو المتوقع إلى تراجع سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية، وهو ما يؤدي إلى تزايد الضغوط التضخمية على نحو يحفز المستثمرين على زيادة أحجام تداولاتهم في الأسهم. ولاحظت «مباشر» أن نمو أسواق الأسهم في الدولة جعلها تشكل أحد محركات نمو الأسواق الخليجية بعدما كان أداؤها يتبع أداء هذه الأسواق بالسلب والإيجاب.
استشراف الواقع
جاء ذلك خلال جلسة حوارية مع الصحفيين عقدتها الشركة أمس بغرض استشراف الواقع الاستثماري في المنطقة. ورأت «مباشر للخدمات المالية» أنه رغم قيادة قطاع العقارات حركة صعود أسواق الأسهم، بما يشكل امتداداً للدور المهيمن الذي لعبه هذا القطاع خلال السنوات التالية على عام 2005، إلا أن الأداء المتميز لقطاعات أخرى أثر إيجاباً على انفتاح شهية المستثمرين لزيادة أحجام تداولاتهم، فضلاً عن تزايد جاذبية أسواق الأسهم بفعل تراجع معدلات الفائدة في المصارف إلى مستويات متدنية على نحو حفز المستثمرين على زيادة انكشافهم على أسواق الأسهم لتحقيق مستويات عوائد تفوق تلك المتحققة من عمليات الإيداع في المصارف.
مسار الصعود
وقال مالك قنواتي، الرئيس التنفيذي لـ«مباشر للخدمات المالية» إن أسواق الأسهم في الدولة باتت الآن تسلك مسار الصعود، وإن السوق بات من الناحية الفنية متهيئا للصعود. وهو ما يعزز التوقعات بإمكانية لحاقه ركب أسواق الأسهم الخليجية. ولفت قنواتي إلى أن المنطقة تشهد حقبة جديدة من الانتعاش، الأمر الذي يفرض وجود رؤية استثمارية واعية وناضجة في آن معاً للوصول إلى أعلى الممارسات الاقتصادية التي تحقق الربح والفائدة للمستثمرين في المنطقة.
سعر الصرف
وقال فراس الزغيبي مدير الأبحاث إن تصاعد نمو أسواق الأسهم في الإمارات أظهر حالة الضعف التي يعاني منها سعر صرف الدولار مقابل العملات الدولية الرئيسية، مما ينذر بتفاقم الضغوط التضخمية على نحو يحفز المستثمرين على توجيه استثماراتهم إلى أسواق الأسهم بغرض الحفاظ على القيمة الشرائية لممتلكاتهم النقدية التي من المتوقع أن تتأثر سلباً نتيجة انخفاض سعر صرف الدولار، حيث تسير أسواق الأسهم في اتجاه معاكس لأسواق أسعار صرف العملات.
وأوضح فراس أن سوق الأسهم يشهد في الوقت الراهن عودة المستثمرين الأفراد إلى التداول بأحجام كبيرة في أسواق الأسهم المحلية، وهو ما قد يؤشر على أن المستثمرين الكبار قد ينظرون إلى حركة التداول على أنها مدفوعة بمضاربات المستثمرين الأفراد على أسعار الأسهم.
توقعات السوق
على صعيد توقعات السوق، فإن أسواق الشرق الأوسط على موعدٍ مع تحقيق نسب نمو متفائلة تبلغ أوجها في أسواق الخليج عامةٍ بنسبة 3.4 % وسوق قطر خاصةً بنسبة نمو تصل إلى 5 %، فارتفاع سعر برميل النفط وتخطيه حاجز 100 دولار ساهم في الدفع باتجاه نظرة متفائلة للمشهد الاقتصادي الخليجي، وذلك نظراً لحجم العائد المتوقع، وبالتالي زيادة حجم الإنفاق الحكومي، الأمر الذي سيعطي دفعة قوية للقطاعات غير النفطية لتحقيق نقلات نوعية.
