عاد نشاط الاكتتابات الأولية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بقوة في الربع الثاني من سنة 2012 محققاً أقوى أداء اكتتاب أولي في أي ربع سنة من السنتين المنقضيتين. وقد ساعدت الإدراجات الجديدة، رغم اقتصارها على عدد قليل من البورصات الإقليمية، في امتصاص بعض السيولة الزائدة في المنطقة وفي اجتذاب المستثمرين.

وأظهر تقرير «بي دبليو سي» حول مراقبة أسواق المال لدول مجلس التعاون الخليجي أن أربعة عمليات اكتتاب أولية جمعت ملياراً و104 ملايين دولار أميركي في بورصات مجلس التعاون الخليجي خلال هذا الربع مقارنة بثلاثة عمليات اكتتاب أولية جمعت 340 مليون دولار في الربع الثاني من 2011، أي بزيادة بالقيمة بنسبة 69%. وارتفع معدل طرح الاكتتابات الأولية إلى 276 مليون دولار في هذا الربع مقارنة بـ 39 مليون دولار في الربع الأول من العام الحالي و113 مليون دولار في الربع الثاني من 2011.

«الطيار» افتتحت النشاط

وكان من بين الشركات التي افتتحت نشاط الاكتتاب الأولي في هذا الربع مجموعة الطيار للسفر، وهي شركة عائلية تمارس نشاطها في قطاع السفر والسياحة، وشركة تموين الخطوط السعودية، وهي قسم التموين في الخطوط السعودية، حيث جمعتا على التوالي في بورصة الأسهم السعودية 365 مليون دولار ونحو 354 مليون دولار. على الرغم من التوقعات الضعيفة لسوق حقوق الملكية العالمي والانخفاض في أسعار النفط، ولقيت عمليات الاكتتاب الأولي تجاوباً كبيراً في السوق وهو مؤشر على تحسن الثقة من جانب المستثمرين.

وتضمنت الإصدارات الأخرى خلال الربع الثاني طرحاً أولياً بقيمة 227 مليون دولار من شركة اسمنت نجران في سوق الأسهم السعودية، والطرح الأولي من بنك نزوى، وهو بنك إسلامي تأسس مؤخراً في سلطنة عمان، والذي جمع 158 مليون دولار، وهو الطرح الذي من شأنه أن يمهد الطريق لعمليات طرح اكتتاب أولي مستقبلية لبنوك إسلامية أخرى حديثة في سوق الأوراق المالية في مسقط.

نمو القيمة والعدد

وكانت القيمة والعدد الإجماليين لعمليات الاكتتاب الأولي من النصف الأول لسنة 2012 أعلى بنسبة 70% و33% على التوالي، مقارنة مع نفس الفترة من السنة السابقة. واستمر سوق الأسهم السعودي «تداول» بالهيمنة على البورصات الإقليمية، حيث استضاف خمس عمليات اكتتاب أولي من أصل ستة في النصف الأول من عام 2012 تمثل 87% من إجمالي المبلغ الذي تم جمعه. أما نشاط أسواق الأسهم في الإمارات فكان صامتاً تماماً مقارنة بنشاطها في العام السابق، حيث شهدت ثلاث عمليات اكتتاب أولي في نهاية النصف الأول من سنة 2011.

وقد شهد نشاط التداول في أسواق الأسهم في دول مجلس التعاون تراجعاً في أواخر النصف الأول من 2012 نتيجة للانخفاض في أسعار النفط وتراجع الأوضاع الاقتصادية في أوروبا والأخبار التي تم تناقلها حول التراجع في معدلات النمو في الصين وغيرها من الأسواق الناشئة.

تأثير منطقة اليورو

وقال ستيفن دريك، رئيس بي دبليو سي للأسواق المالية في منطقة الشرق الأوسط: مع أن نشاط الاكتتاب الأولي في الربع الثاني من 2012 قد يعتبر مشجعاً، إلا أنه لا يزال من الصعب التقرير حول ما إذا كان ما نشهده هو تعاف فعلي. مع ما تشهده منطقة اليورو من تطورات والتباطؤ الذي أصاب بعض الأسواق المتسارعة النمو مثل الصين والهند، من الصعب أن نقرر أثر تلك التطورات .

وذلك التباطؤ على أسواق المنطقة. لا زلنا نرى نمواً وشيكاً وقوياً في المملكة العربية السعودية ونتوقع أن تدخل المزيد من الشركات إلى السوق في الربعين الثالث والرابع من سنة 2012 طالما بقيت أسعار الأسهم مستقرة. نتوقع أن يتواصل تزايد عمليات طرح الاكتتابات الأولية لبقية عام 2012 في السوق السعودية مع محدوديتها أو حتى انعدامها في الأسواق الأخرى في المنطقة.

 

 

 

أداء سوق الديون الخليجية

 

 

كشف تقرير «بي دبليو سي» أن أداء سوق الديون الخليجية استمر قوياً خلال النصف الأول من عام 2012 مع أداء أفضل للإصدارات التقليدية والإسلامية مقارنة مع نفس الفترة من السنة السابقة. وبقيت احتياجات المنطقة التمويلية قوية نظراً لمخططات التطوير الهائلة للبنية التحتية واحتياجات إعادة التمويل لخدمة الديون الحالية.

وأضاف: حسب آخر التوقعات، تخطط الحكومة السعودية لاستثمار 500 مليار دولار أميركي في برامج التوسعة والتطوير كما ستخصص قطر الغنية بالغاز 100 مليار دولار أميركي مع استعداداتها لاستضافة بطولة العالم لكرة القدم لسنة 2022.

ورصد التقرير استمرار تفوق الصكوك على السندات التقليدية في المنطقة حيث كانت المملكة العربية السعودية والإمارات الأكثر نشاطاً. فقد كانت صكوك بنك التنمية الإسلامي من السعودية وصكوك جافزا من الإمارات الأبرز في الربع الثاني من 2012 حيث جمعت على التوالي 800 مليون دولار و650 مليون دولار. وخلال نفس الفترة، أصدرت حكومة دبي اثنين من الصكوك على سوق دبي المالي بقيمة إجمالية قدرها 1.25 مليار دولار. كما أصدرت الهيئة العامة للطيران في السعودية أكبر صكوك خلال السنة والتي جمعت 4 مليارات دولار.