يبدأ اليوم "الجمعة" التداول في عقود النحاس الآجلة على بورصة دبي للذهب والسلع اعتباراً من الساعة 8:30 صباحاً وحتى الساعة 11:30 مساءً بتوقيت دبي، أو من الساعة 10:00 صباحاً وحتى الـ 1:00 بعد منتصف الليل بتوقيت الهند، أو من الساعة 12:30 ظهراً وحتى الساعة 03:30 صباحاً بتوقيت سنغافورة. وتم تحديد حجم العقد بـ 5 أطنان، على أن يتم إيراد سعر العقد بالدولار الأمريكي للطن الواحد.
وتتم تسوية عقد النحاس الآجل نقداً مقابل سعر تسوية عقود النحاس الآجلة على بورصة نيويورك، من أجل تعزيز استخدامها المالي. وتم تحديد حجم العقد بـ 5 أطنان بناءً على آراء موحدة ونتائج مشاورات مع كل من المتحوطين في السوق الفعلي والمستثمرين والمضاربين بين الأسواق. ومن المتوقع أن يسهم حجم العقد وآلية التسعير في زيادة فرص إجراء عمليات المراجحة.
الأولى في المنطقة
وخلال الإعلان عن إطلاق عقود النحاس الآجلة أمس، والتي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، وستتم مقاصتها من خلال شركة دبي لمقاصة السلع، قال أحمد بن سليّم، رئيس مجلس إدارة البورصة: في ظل التوجيهات التنظيمية لهيئة الأوراق المالية والسلع، ساهمت بورصة دبي للذهب والسلع بشكل كبير في تنويع الخدمات المالية التي يجري تقديمها في المنطقة من خلال توفير أدوات استثمارية عملية ومنتجات فعالة لإدارة المخاطر. وتمثل عقود النحاس الآجلة من بورصة دبي للذهب والسلع إضافة قيّمة إلى الفرص المتاحة للمستثمرين في المنطقة لتنويع محافظهم الاستثمارية بعيداً عن الأصول التقليدية كالأسهم والعقارات، باعتبار أن منتجات العقود الآجلة تتيح تحقيق مكاسب مالية عندما يتحرك السوق صعوداً أو نزولاً. كما أن التداول في عقود النحاس الآجلة سيمكن المستثمرين الدوليين من الاستفادة من السيولة المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط.
مقومات النجاح
ورصد بن سليم عددا من المقومات الداعمة لتداول عقود النحاس الآجلة بقوله: لقد صعد إنتاج المناجم من النحاس منذ عام 1900 بمتوسط سنوي نسبته حوالي 4% ليصل إلى نحو 16 مليون طن، كما قفز إنتاج المناجم في آسيا من 300 ألف طن في عام 1960 إلى ما يزيد على 2.7 مليون طن في 2011.
وأضاف: يبلغ حجم سوق النحاس الهندي حوالي نصف مليون طن ويشكل حوالي 3% من سوق النحاس العالمي، وتعتبر الهند أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، وتمثل الهند والصين أكبر الأسواق الموردة للنحاس للإمارات، وتشغل قطر صدارة الدول الخليجية المستوردة من المناطق الحرة في الدولة، وتعتبر منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ككل واحدة من اسواق النحاس المهمة عالميا، سواء فيما يتعلق بتجارة أسلاك وكابلات النحاس أو النحاس الخردة.
وتطرق إلى الطلب المتنامي لقطاع الإنشاءات على النحاس بوصفه أحد المحركات الرئيسية لزيادة أحجام التداول على عقود النحاس. موضحا أن هناك حاجة متنامية لمنتجات النحاس لدى صناعة الإنشاءات والمشروعات المرتبطة بالبني التحتية والاشغال الميكانيكية الإلكترونية، وأنه من المتوقع أن يستمر طلب المشروعات الإنشائية الضخمة في منطقة مجلس التعاون الخليجي على النحاس خلال السنوات المقبلة.
مزايا العقد
وعدد بن سليم المزايا المرتبطة بمواصفات عقد النحاس الآجل شارحا بأن حجم العقد ليس بالصغر الذي من شأنه أنه يجعله غير جذاب للمستثمرين المؤسساتيين وليس كذلك بالكبر الذي يجعله أقل تفضيلا من قبل المستثمرين الأفراد، ومن ثم فإن حجم العقد يتيح إمكانية التداول عليه من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسساتيين. وسيسمح العقد للمستثمرين المؤسساتيين بالاستفادة من وعاء السيولة الآخذ في التزايد في منطقة الشرق الاوسط، كما سيمنح مستثمري الشرق الوسط إمكانية النفاذ إلى أحد أكثر عقود المعادن سيولة في العالم، وذلك انطلاقا من الإمارات، كما أنه بالنظر إلى أن بورصة دبي للذهب سوف تقوم بعمليات المقاصة للعقد، فإن المستثمرين والصناديق الاستثمارية لن تكون في موقف يلزمها بالذهاب إلى خارج المنطقة بغرض إنجاز عمليات التسوية والمقاصة .
وأضاف: تتيح ميزة التسوية النقدية للعقد للمشاركين في السوق إمكانية الاستفادة المالية الكاملة من العقد دون التعرض للمتاعب المرتبطة بمسألة إدارة التسليم العيني لكمية النحاس المتضمنة في العقد، كما يشجع الحجم المناسب للعقد وآلية التسعير علي التداولات عبر البورصات، حيث سيكفل صناع السوق هوامش أسعار تنافسية.
وأشار إلى أن هناك فارقا بين سلوك المتداولين والمستثمرين في الوقت الحالي وسلوكهم في وقت سابق، فهم في الوقت الحالي أكثر تحليا بالمسؤولية، كما أن بورصة دبي للذهب والسلع لديها خبرات في إدراج العقود الآجلة، وهي تتطلع إلى أن يستقطب عقد النحاس الآجل أحجام التداول التي جذبتها العقود الأخرى المتداولة في البورصة، ودلل على ذلك بحجم الاهتمام الذي ناله عقد الروبية الآجلة في بداية إدراجه.
وشرح بن سليم المراحل التي اجتازتها بورصة دبي للذهب والسلع في وضع مواصفات عقد النحاس، مشيرا إلى أنه جري الاستماع إلى وجهات نظر اللاعبين الرئيسيين في الإمارات حتى تأتي مواصفات العقد مناسبة لاحتياجاتهم.
هوامش وتكاليف تنافسية
من جانبه، قال سمير شاه، مدير تطوير الأعمال في البورصة: أدى تذبذب الطلب في جميع أنحاء العالم، وتأثره بالغموض الذي يكتنف آفاق النمو الاقتصادي حالياً، إلى زيادة تقلب أسعار النحاس. وعليه، تعمل بورصة دبي للذهب والسلع عن كثب مع أعضائها والمشاركين في السوق على حد سواء من أجل التوصل إلى فهم كامل لمتطلباتهم المتعلقة بإدارة مخاطر أسعار المعادن الأساسية. ومن خلال توفير فرص مراجحة ممتازة، وهوامش وتكاليف تنافسية للمعاملات، إلى جانب الفوائد الواضحة التي يمكن أن يجنيها العاملون في تنفيذ التعاملات وتسويتها في الإمارات، ستشكل عقود النحاس الآجلة التي نوفرها عرضاً جذاباً للمستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وقال شاه في رده علي سؤال بشأن أوجه الاختلاف بين عقد النحاس الآجل المخطط إدراجه في بورصة دبي للذهب والسلع والعقود المماثلة المدرجة في البورصات الأخرى إنه جري تصميم عقد النحاس الأجل المقرر تداوله في بورصة دبي للذهب والسلع بشكل يلبي بالدرجة الأولي احتياجات أعضاء البورصة والمشاركين في السوق، وتتمحور الاختلافات بينه وبين نظرائه في عدة مجالات، منها الحجم وتسوية السعر وتوافر آلية تسويته في دبي، مشيرا إلى أن تميز عقد النحاس الأجل بمثل هذه المواصفات تجعله متفردا عن بقية العقود المماثلة الجاري تداولها في البورصات الأخرى.
التوعية بمزايا العقد
وبشأن التوعية بمزايا العقد، قال شاه إن بورصة دبي للذهب والسلع تخطط لتنظيم عدد من ورش العمل والندوات التي تهدف إلى زيادة وعي اللاعبين في سوق النحاس بمزايا التداول على عقد النحاس الآجل، مشيرا إلي ان البورصة لم تتحدث بشأن هذا العقد مع المجموعة الاستشارية فحسب، بل تحدثت مع نطاق متسع من اللاعبين والمستثمرين بغرض التعرف على احتياجاتهم، وأكد أن وضع مواصفات العقد على نحو يلبي الاحتياجات الحالية ليس معناه أن هذه الاحتياجات سوف تظل كما هي خلال السنوات المقبلة، وهو ما يستلزم أن تحافظ البورصة على الحوار المستمر مع الأعضاء واللاعبين والمشاركين في السوق للتعرف على أوجه التغير في احتياجاتهم حتي يكون العقد متمشيا مع تطلعاتهم واحتياجاتهم.
مجموعة استشارات النحاس
شكلت بورصة دبي للذهب والسلع مجموعة استشارات النحاس، وهي عبارة عن هيئة غير رسمية تتألف من لاعبي سوق النحاس وتقوم بتوفير المشورة حول تصميم عقود النحاس الآجلة، وتسهيل الحصول على آراء مشجعة وإيجابية من السوق. وتضم المجموعة شركات كبرى في قطاع الصناعات التي تقوم على النحاس مثل دوكاب ولَكي غروب، بالإضافة إلى أعضاء بورصة دبي للذهب والسلع، وتساعد البورصة في ضمان الحفاظ على علاقات مستمرة مع سوق النحاس وترك انطباعات إيجابية فيه.
وسيوفر عقد النحاس الآجل من بورصة دبي للذهب والسلع الآلية الأمثل للتحوط من مخاطر تقلبات الأسعار في سوق النحاس. كما سيوفر العقد للمشاركين في السوق، ممن يسعون للاستفادة من فارق السعر بين البورصات، فرصاً جذابة للمراجحة.
وقد نجحت بورصة دبي للذهب والسلع في وضع آليات قوية وموحدة لصناع السوق بما يضمن لهم سيولة عالية وفروق أسعار تنافسية طيلة أيام التداول. كما توفر البورصة خدمة المقاصة الكاملة لجميع التداولات من خلال شركة دبي لمقاصة السلع، وبالتالي تجنيبهم مخاطر التخلف عن سداد الائتمان وتوفير تسوية مضمونة لكل عقد. كما تضمن المقاصة المحلية بقاء أموال المستثمرين في المنطقة لأغراض المقاصة والتسوية.
