تعد أبراج كابيتال، التي تعدّ من أكبر الشركات المتخصصة بالاستثمار في قطاع الملكية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وتعمل منذ شراكتها الاستراتيجية مع "إنديفور" التي تدعم المشاريع الواعدة في العالم في نوفمبر 2010، على دعم أصحاب المشاريع الواعدة في الامارات والمنطقة. وأكدت ليندا روتينبرغ مؤسسة إنديفور أن دبي أحد أهم المراكز لانطلاق المشاريع الجديدة في المرحلة المقبلة.
وقال عارف نقفي المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"أبراج كابيتال": إن القطاع الخاص سيكون المحرك الرئيسي في توفير فرص العمل في العالم العربي في المرحلة المقبلة التي سيحتاج الشباب فيه لنحو 85 مليون فرصة عمل خلال السنوات العشر القادمة، مضيفاً أن ذلك سيكون ممكناً من خلال توفير الدعم اللازم لأصحاب المشاريع الواعدة الجديدة في المنطقة الذين يمتلكون كل المقدرات مثل رأس المال والموهبة وروح الاستثمار والابتكار.
لقاءات في دبي
وعقدت لجنة التحكيم الدولية التابعة لإنديفور، التي تضم مستثمرين بارزين من أنحاء العالم، لقاءاتها في دبي الأربعاء الماضي مع 16 شركة تم ترشيحها من بين نحو 200 شركة للانضمام إلى شبكة إنديفور التي ستوفر خدمات مخصصة للشركات التي يتم اختيارها لتقديم المشورة والنصيحة لها والوصول إلى شبكة علاقات إنديفور، وكذلك أبراج كابيتال التي ستقدم بدورها الاستشارة والنصح لدعم تلك الشركات في المنطقة. حيث يدعم تسعة مديرين كبار من أبراج في مصر وتركيا ولبنان والأردن أصحاب المشاريع الواعدة في تلك الدول. وسيتم الإعلان عن أسماء الشركات الفائزة غداً الاثنين.
وأكد نقفي، وهو أحد أعضاء لجنة التحكيم الدولية في تصريحات لـ"البيان الاقتصادي"، روح الابتكار والحماس التي يتحلى بها المستثمرون في الامارات. وقال: المستثمرون في الإمارات يملكون خارطة طريق واضحة حول ما يريدون تحقيقه في المستقبل، كما يملكون الرؤية والشغف والمنتج وهم على دراية بطبيعة الأسواق والتحديات المرتبطة بالاستثمار، ونحن في أبراج نحاول توفير البيئة الاستثمارية اللازمة لدعمهم، من خلال توفير الارشاد ووصلهم بشبكة علاقات أبراج الواسعة في العالم، ونعتقد أن الشركات الجديدة هي التي ستقوم بتوفير فرص العمل للأعداد الكبيرة من الشباب الباحث عن وظيفة في الوطن العربي.
وأشار إلى أن عدد الشركات المرشحة من الدول العربية ثلاث شركات فقط من أصل المرشحين الستة عشر، مضيفاً أن أبراج تهدف من خلال شراكتها مع إنديفور إلى زيادة عدد المرشحين من دول المنطقة وتوفير الدعم اللازم لهم لتوسيع أعمالهم وتحويلها إلى مشاريع ناجحة وكبيرة على مستوى المنطقة.
الإمارات توفر كل المقومات
وفي تصريحات لـ"البيان الاقتصادي" أكدت ليندا روتينبرغ مؤسسة إنديفور أن الإمارات توفر كل المقومات لدعم نجاح المشاريع الجديدة في المنطقة. وقالت: هنالك العديد من الشركات الواعدة في المنطقة العربية بدأت مؤخراً في الظهور إلى العلن في إطار أعمال ناجحة، ونحن نحاول دعم رواد الأعمال والمشاريع الواعدة في الإمارات والمنطقة من خلال شراكتنا مع أبراج كابيتال، ونعتقد أن دبي هي المرشح الأقوى لتكون أحد أهم المراكز لانطلاق المشاريع الجديدة في المرحلة المقبلة لأنها تتمتع بكل المقومات اللازمة مثل الاستقرار والبنية التحتية الممتازة والموقع الاستراتيجي المميز.
إضافة إلى الكثير من رواد الأعمال الذين نقابلهم من المنطقة يعبرون عن رغبتهم في توسيع أعمالهم في أسواق منطقة الخليج حيث يرون فرصاً حقيقية للنمو. كما أن هنالك شركات وسعت أعمالها بالفعل في الدولة. ونحن سنسعى خلال السنتين القادمتين لتأسيس مجلس لاختيار والإشراف على الشركات التي تم تأسيسها في الإمارات.
بيئة الاستثمار
وشبهّت روتينبرغ بيئة الاستثمار في المشاريع الجديدة الواعدة في الشرق الأوسط بالبيئة التي كانت سائدة في أميركا الجنوبية منذ عشر سنوات، مضيفة: حين بدأنا العمل في البرازيل منذ نحو 13 سنة لم يكن هناك كلمة في اللغة البرتغالية تعني المقاولة أو ريادة الأعمال، في حين تمكنا من نشر ثقافة ريادة الأعمال هناك، ونقيم اليوم ورش عمل في كل دول أميركا اللاتينية التي نعمل بها يجتمع فيها شباب بأعداد كبيرة تتراوح أعمارهم من 18-24 سنة، وحين تسأل العديد من أصحاب المشاريع الناجحة هناك عن النموذج الذي ألهمهم يقولون لك إنه أحد الذين دعمناهم في بداية وجودنا هناك. ونحاول عمل ذات الشيء في المنطقة هنا.
النموذج القادر على الإلهام
وأكدت روتينبرغ أهمية توفر نموذج أعمال محلي قادر على الإلهام ومد العون، وأضافت: ما نحاول عمله هو تذليل العقبات التي تقف في وجه خلق المزيد من فرص العمل في الأسواق الناشئة وفي القطاعات المختلفة، ونعتقد أن العقبتين الرئيستين في الأسواق الناشئة هما ندرة النموذج المحلي الموجود على الأرض والقادر على إلهام النجاح إضافة إلى عدم توفر شبكة تواصل فعالة قادرة على وصل رواد الأعمال الجدد للالتقاء بهدف اكتساب الخبرة والنصيحة لإنجاح ذلك العمل على أرض الواقع.
وعن آفاق نجاح المشاريع الجديدة في ظل الأزمات الاقتصادية، شــددت روتنبرج على ضرورة التحلي بــــروح التفاؤل والطموح والنظر إلى أوقات الأزمات المختلفة على أنها فرص، لافتة إلى أن أحد رواد الأعمال المصريين -وهو خالد إسماعيل من مصر- استطاع بيع شركة الاتصالات التي أسسها إلى شركة إنتل العالمية وذلك أثناء أحداث الثــــورة المصرية العام الماضي.
