يجتمع أبرز المستثمرين وخبراء الاقتصاد والقطاع المصرفي والرؤساء التنفيذيين في ملتقى أسواق المال العالمية الذي ينظمه بنك أبوظبي الوطني يوم الأربعاء المقبل لمدة يومين ويفتتحه معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية لمناقشة وتحليل القضايا الراهنة التي تؤثر على الاقتصاد العالمي وفرص الاستثمار.

ويلقي مايكل تومالين الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الوطني كلمة وسيتم تقديم ورقة عمل حول العوامل الأساسية في أسواق الإمارات في اليوم الثاني من الملتقى.

ويشهد اليوم الأول تقديم بول فولكر، المستشار الاقتصادي السابق لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس السابق لمجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي ورقة عمل عن مستقبل الأسواق المالية العالمية وتأثير "قاعدة فولكر" على الأسواق.

ويناقش فولكر مقترحات الإصلاحات المالية التي قدمها بصفته مستشار الرئيس باراك أوباما وعرفت باسم "قاعدة فولكر" التي تشمل تقييد البنوك التجارية في التداول بالأوراق المالية للمتاجرة بها، أو ما يصفه بـ"استثمارات المضاربة"، كونها تضيف المزيد من المخاطر غير الضرورية. وفي حديثه مع منظمي ملتقى أسواق المال العالمية، قال فولكر: يؤدي هذا التداول بشكل غير مباشر إلى تضارب المصالح مع عملاء البنك، وأنماط التعويض، والثقافة التنظيمية للخدمات المصرفية التقليدية.

 

الخدمات الأساسية للاقتصاد

وأوضح فولكر أن البنوك التجارية توفر العديد من الخدمات الأساسية للاقتصاد مثل الحفاظ على نظام المدفوعات، والإقراض وخاصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الودائع الآمنة للأموال. ونوه إلى أنه يتم دعم هذه البنوك من قبل البنوك المركزية وغيرها من المؤسسات الحكومية. وينبغي ألا تمتد المساعدات الحكومية إلى الأوراق المالية للمتاجرة.

 ودعا فولكر دول مجلس التعاون الخليجي لدعم الجهود المبذولة لإصلاح النظام المالي الذي انهار بعد سنوات الازدهار في التسعينيات ومطلع العقد الأول من الألفية الجديدة. وذلك من خلال المساهمة الفعالة في صندوق النقد الدولي وبقية المؤسسات الدولية الأساسية وتقديم الدعم المالي للدول عند الحاجة. وفي اليوم الثاني للملتقى يقدم أكسل فيبر، الرئيس السابق لـ"البوندسبانك"، البنك المركزي الألماني، وعضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، ورقة عمل عن البنك المركزي: التحديات والفرص المتاحة في منطقة اليورو.

 

عام مملوء بالتحديات

وقال فيبر: سيكون 2012 عاماً مليئاً بالتحديات لأوروبا وخاصة منطقة اليورو. أما التوقعات بنمو الاقتصاد العالمي فقد انخفضت نتيجة لاتجاه معظم القطاعات والشركات المالية والأفراد في الدول المتقدمة نحو التقشف. فيما أدت الإجراءات الجديدة في الاقتصادات الناشئة إلى خفض توقعات النمو.

استضافة أبرز الخبراء

وأكد محمود العرادي المدير العام لقطاع الأسواق المالية ببنك أبوظبي الوطني أن استضافة محافظي بنوك مركزية مثل فولكر وفيبر لتقديم التوقعات والتحليلات حول مستقبل الاقتصاد العالمي والأسواق والنماذج الاقتصادية والحلول المقترحة لتحقيق الانتعاش تعد بحد ذاتها فرصة ثمينة لتبادل الخبرات، مشيراً إلى أن استضافة أبرز الخبراء في أبوظبي لمناقشة قضايا القطاع المالي تؤكد أهمية ملتقى أسواق المال العالمية. ويركز اليوم الثاني للملتقى على التطورات والتحديات في منطقة اليورو.

 

سوق السلع الأساسية

وتخصص جلسة نقاش حول سوق السلع الأساسية يشارك فيها جان ميشود، العضو المنتدب وكبير محللي السلع في جيفريز لإدارة الأصول وجون تيلني، مدير محفظة شركة أرماجارو لإدارة الأصول، وأليكس أوسينييدي، رئيس الاستثمارات في شركة مصدر كابيتال.

ويختتم الملتقى بجلسة نقاش حول الاستثمارات البديلة يترأسها إيان بانويل الرئيس التنفيذي لـ"راوند تايبل" ويشارك فيها الدكتور رسل ريد، كبير مسؤولي الاستثمار في مؤسسة الخليج للاستثمار، ومارك بنداك، العضو المنتدب لـ"انفستكورب"، وجيرمي واترز، الشريك الدولي للاستثمار في شركة نايت فرانك.

وقال سامح القبيسي، المدير العام لمجموعة تغطية المؤسسات والشركات بقطاع أسواق المال في بنك أبوظبي الوطني: يعتبر الملتقى منبراً مهماً للمستثمرين والمفكرين الماليين لتبادل الآراء والخبرات ومناقشة أهم القضايا المالية والاقتصادية في إحدى أهم المناطق الناشئة في العالم، موضحاً أن الملتقى سيناقش بعض القضايا الحيوية والمهمة مثل مستقبل الاتحاد الأوروبي وتأثير السياسات الأمريكية على الاقتصادات الناشئة. ونوه القبيسي إلى أن الملتقى سيشهد مناقشات حول طرق تمويل مشاريع البنية التحتية في المنطقة وأسواق الدين والاستثمار في مختلف فئات الأصول مثل العقارات والسلع وأسواق الصرف الأجنبي وأسعار الفائدة.