خرّوفة شعبية حديثة في قالب فتنازي

ليلي في جزيرة الهيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

رواية «ليلي في جزيرة الهيلي»، تأليف الكاتب منصور العلوي من منشورات دار«قنديل» للطباعة والنشر والتوزيع 2017، واحدة من الأعمال الإبداعية الصادرة عن برنامج «دبي الدولي للكتابة»، وذلك ضمن سلسلة خاصة بإبداع الكتابة لليافعين.

الرواية مغامرة خيالية من 15 فصلاً إضافة للخاتمة، وهي العمل الثاني الصادر للمؤلف في روايات اليافعين بعد رواية بعنوان «سر الغابة» إلى جانب رواية قصيرة بعنوان «أيام من ذاكرة سنمار».

وتدور أحداث العمل في قالب فنتازي خيالي، حيث يبدأ المؤلف سرد بعض التفاصيل على لسان راوٍ مجهول ينفي عن نفسه صفة البشر ثم ينوه قائلاً «سأحدثكم عن نفسي لاحقاً فقط دعوني أكمل الحكاية»، ثم ينبري لإعطاء لمحة تاريخية عن المكان والزمان والشخصيات منذ ما يزيد على السبعين عاماً إلى الحاضر.

تعمل هذه المقدمة كونها ذاكرة بعيدة المدى ومن خلالها يتعرف القارئ على «جزيرة اللؤلؤ» ويعرف شيئاً عن العلاقة بين شخصيات الرواية وبين بطليها الرئيسيين «ليلى» و«حمد» الصغير، حفيدي «خلفان» النوخذة، البحار ذي الرصيد الأوفر من البطولات، الذي ربما يكون قد أشعل في أحفاده روح المغامرة بارتحاله عبر البحار ووصوله إلى بلاد السند والهند، ليخلد بعد ذلك إلى الاسترخاء في استراحة تشبه استراحة المحارب في جزيرة اللؤلؤ وبها يعثر على الفتاة، التي يتزوجها كما في الحكايات الفنتازية.

أما الذاكرة الأقرب إلى القارئ في يومنا هذا فهي ذاكرة ليلى أو «اليازية» الشخصية الرئيسية، ابنة الثانية عشرة وحبيسة غرفتها بسبب مرض جيني أصابها بالصلع وجعل الآخرين يتعاملون معها بحذر شديد، خشية أن تلتقي بالقمر لدى اكتماله فتموت حسب وصية الجد خلفان.

وهناك جيش من الشخصيات الثانوية التي يحتاج إليها المؤلف كونها عنصراً مساعداً على سير الأحداث منها السلحفاة العجوز «ناعمة» والذبابة «طن طن».. وغيرها من المخلوقات الخرافية الغرائبية، التي يخترعها الكاتب، ربما لتحرض بطلته ليلى على التفكير في الخلاص من أزمتها بتسليتها. وللقارئ أن يتصور خروج ليلى عن صمتها وامتطاء صهوة المغامرة، لتبدأ الرحلة من شاطئ «كورنيش أبوظبي» إلى جزيرة الهيلي على ظهر«أم الدويس» مروراً بمجموعة الجزر الأخرى.

رواية «ليلي في جزيرة الهيلي» تحقق المتعة والهدف الرئيسي من المغامرة بعد أن يحبس القارئ الصغير أنفاسه. وبانتظار شفاء بطلة القصة وعودتها إلى حياتها الطبيعية لا تخلو أحداث الرواية من التشويق والخوف والمفاجآت، وذلك في إطار خيالي سحري ومرجعيات تراثية تنسجم مع تفكير الطفل في مرحلة المراهقة والشغف بالمخاطرة والاكتشاف.

والكاتب يقدم حكايات خرافية حول كائنات وموضوعات لا بد أنه سمعها من قبل من أمه أو من حوله.

وبوجه عام تبدو الرواية كما لو أنها قصة خرافية شعبية حديثة، وفيما يقدم لنا الكاتب هذه القصة التي تستلهم مادتها من أجواء الحكاية الشعبية الخليجية، الإماراتية تحديداً: (الأسماء والأماكن والأحداث قريبة إلى الواقع)، يؤكد أنها من نسج الخيال وليست قصصاً واقعية في الوقت الذي ربما بدت فيه رحلة بطلته اليازية كونها رحلة سياحية في مكان ما من دولة الإمارات، ولكنه على الرغم من ذلك يسعد قراءه من الأطفال باكتشافهم لعالم مثل عالمهم وليس مثله فهو عالم آخر متخيل، وفي النهاية نتصور أن لغة الرواية تنسجم حتى مع لغة «الخروفة» المناسبة لأعمار هؤلاء الأطفال.

Email